الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إذا كان ظلم الأجنبي جريمة .. فماذا نسمي ظلم الأقربينا؟

غازي الجبوري

2012 / 12 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


عندما كان المحتل الأمريكي المعتدي يقتل ويعتقل ويعذب المواطنين ويغتصبهم نساء ورجال كنا نبرر جرائمه لكونه عدو اجنبي حاقد وحاسد وطامع وغاشم وظالم ومحتل.
إلا أن العراق وللأسف الشديد شهد انتهاكات أكثر قسوة وبشاعة من تلك الانتهاكات التي جرت على أيدي المحتلين على أيدي من يحسبون عراقيون ومسلمون حسب ادعاء السياسيين وحسب ماتذكره المنظمات الدولية وتتداوله وسائل الإعلام أن ثبتت هذه المعلومات صحتها.
وهذا في الواقع يدمي القلوب ويحزنها أيما حزن لأنه يجري على أيدي الأخوة في الوطن والدين والرعاة ضد الرعية وهذه مصيبة كبرى مابعدها مصيبة وصفها احد شعرائنا ابلغ وصف بقوله : "وظلم ذوي القربى اشد مضاضة ... على القلب من وقع الحسام المهند".
وهذا إن صحت حقاً هذه المعلومات ولم تكن اتهامات للتسقيط السياسي فإنها تدل على إننا نعيش في ظل نظام حكم من أكثر الأنظمة دكتاتورية وبشاعة وقسوة وظلم كما يدل على أن أعضاء مجلس النواب لا تقف جريمتهم عند تقاضي عشرات الملايين شهرياً دون مقابل وهو مايعد جريمة سرقة مغطاة قانوناً ولا عند إهمالهم في أداء مهامهم الدستورية التي اقسموا بأغلظ الأيمان على القيام بها بل تمتد إلى التقصير المتعمد بحق الشعب والناخبين الذين وضعوا أمانة الشعب والوطن وشرف العراق والعراقيين بأعناقهم ووضعوا ثقتهم بهم وهو مايعد جريمة مابعدها جريمة لأنهم يحكمون باسم الشعب ويتمتعون بجميع الامتيازات التي يحلمون بها والصلاحيات التي يحتاجونها للقيام بواجباتهم على أكمل وجه وهذه ليست جريمة في نظر القانون فحسب بل من وجهة النظر الشرع والأخلاق.
إن المشكلة التي يعانيها الشعب العراقي هو اغتصاب سلطته من قبل السياسيين وكتابة دستور يوفر لهم الصلاحيات التي تمكنهم من منح أنفسهم أية منافع مهما كانت ويحميهم من أية مسائلة قانونية .. إذ لم يضعوا فيه أية صلاحية للشعب لمحاسبة ومعاقبة المهمل أو المقصر منهم وهكذا أصبح نظامنا السياسي اخطر نظام دكتاتوري لأنه ليس فيه من الديمقراطية سوى ما يوصل النواب إلى مركز الحكم ومصادر الثروة فأصبح نظام "دكتاتورية النواب" المغطى بغطاء ديمقراطي لإضفاء الشرعية القانونية الشعبية فحسب على توليهم هذه المناصب.
ولذلك فان أعداء الشعب العراقي الحقيقيين ليس الأجانب المحتلون والطامعون والحاقدون والحاسدون فهؤلاء نعدهم فايروسات أمراض خطيرة ولا نتوقع منهم غير الاعتداء علينا بل الأعداء الحقيقيين هم المحسوبين من العراقيين ويتحكمون بمقدراتنا ومصائرنا ولا نلقى منهم سوى ما نعيشه اليوم في العراق من انتهاكات وفقر ومرض ودمار وتراجع في كل مجالات الحياة في حين ينعمون هم وأفراد أسرهم وحتى حواشيهم وخدمهم بأرقى وأثرى حياة على حسابنا ونحن نعوم فوق بحر من النفط.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رأي و تعقيب
سمير فاضل ( 2012 / 12 / 31 - 21:12 )
أستاذ غازي الجبوري المحترم
تحيه طيبه وتهنئه بقدوم العام الجديد ، نسأله جلّ وعلى أن يكون عام خير ووئام للجميع
أنا من المتابعين لما تكتبه حضرتك وكذلك لكتاب مرموقين آخرين لموضوعية الطرح وبأمانه خدمة لشعبنا العراقي
لنسمي الأمور بمسمياتها حسب نتائج واقع حال فرض نفسه على الأرض العراقيه بعد ٢٠٠٣، هنالك خلاف وأصطفاف متضاد شيعي سني وعربي كردي وصراعت تغذيها دول الجوار- رغم وجود قاده معتدلين من كل الأطراف يدعون لوئد الفتنه جزاهم الله خيراً ولكن قوى الشارع يبدو انها متجهه للأنفلات لا سامح الله- مع ملاحظة ضعف تأثير القوى ذات التوجهه الديمقراطي واليساري
يمكن الأحسن هو الغاء العمليه السياسيه ككل على غرار ثورة ١٩٥٨ بقيادة الزعيم الراحل الشهيد عبد الكريم وكذا على نهج سوار الذهب في السودان وأعادة تشكيل البرلمان والدوله من قبل عناصر أمينه ونزيهه وكفوئه تخاف الله وتراعي مصلحة الشعب بكل فئاته - قانون عادل ميزان حكم فوق الجميع
يتبع رجاءً


2 - تابع لما قبله
سمير فاضل ( 2012 / 12 / 31 - 21:27 )
أو الحل الآخر كل فئه تحكم مدنها بقاده هم ينتخبوهم من مناطقهم، أي نظام فدرالي ثلاثي شيعي، سني، كردي مع تقسيم موارد النفط بشكل عادل حسب نسبة عدد السكان وتبقى بغداد - لا مركزيه بصلاحيات فدراليه محدده - عاصمه يشترك في أدارتها الجميع ،
هذا أذا توفر حسن النيه وبتنازلات متبادله ونظره حكيمه مرنه لقادة العراق
كل شئ حينها يكون قابل للحل

لنحارب الطائفيه والحراميه بدل الصراعات الداخليه،، كفى معانات لشعبنا المغلوب على أمره

تحياتي لك ولكل من يهدف لمصلحة شعبنا العراقي بكل آطيافه

اخر الافلام

.. همسة ماجد.. هجمات منظمة واكتئاب واحتراق منزلها، هل كان مفتعل


.. هالة كاظم: -أنا لا أغير حياة الناس، بل أساعدهم على تغيير حيا




.. -أود أن يختبر ما شعرت به-: شاهد مايكل كوهين يتحدث عن احتمال


.. الجيش الأميركي: الحوثيون أطلقوا صاروخين ومسيّرات من اليمن




.. بوليتيكو يكشف كيف وافق بايدن على ضرب أهداف داخل روسيا