الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في دعوة الشيخ صلاح الطفيلي

عبدالناصرجبارالناصري

2012 / 12 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


قراءة في دعوة الشيخ صلاح الطفيلي

دعا الشيخ صلاح الطفيلي في محاضرته الدينية الى إنتخاب الحكومة حتى لو كانت فاسدة وفاشلة لأنها حققت للعراقيين الكثير من المنجزات ومنها البث الحي والمباشر للقنوات الفضائية الشيعية وكذلك سمحت للعراقيين بترديد " أشهد ان علي ولي الله " ووصف الطفيلي هذه المنجزات بالأحلام التي كنا كشيعة نتمناها وأضاف إن المفسدين سوف يأتي عليهم يوم ويتوبوا ويشبعوا وبالتالي يلتفتوا الى شعبهم ... وكذلك حذر سماحته من عودة حزب البعث ...
تعرضت هذه المحاضرة الى أنتقاد وتهجم وسب وشتم وجعلها البعض بمثابة السخرية إلا أن الموضوعيين ومن أكتوى بنار البعث الصدامي أمثالي لايعتبرها سخرية بل يعتبرها طرحا واقعيا فيه الكثير من الموضوعية والمصداقية وقد أتعرض أنا الآخر الى إنتقادات شديدة بسبب تأييدي لماقاله الطفيلي ولكن المنتقد لي ولسماحة الشيخ لم يقدم لي طرحا يجعلني أنزع الخوف الذي زرعه الحكم الصدامي في نفسي
من يضمن لي عدم عودة حزب البعث أوحزب آخر مشابه له ؟ من يضمن لي عودة تكميم الأفواه ؟ من يضمن لي عدم التضييق على الحريات الدينية والشخصية
هذه أسئلة جوهرية تمس كل إنسان عراقي عاش مرارة الظلم والطغيان البعثي وهذا المواطن المظلوم وحده فقط لديه هاجس الخوف لأنه لم يعش يوما من الأيام وباله صافيا من أقزام البعث ... لقد مارس البعثيون ممارسات قل نظيرها في العالم وتجاوزت المفاهيم النازية والفاشستية والهولوكوستية لقد عشنا أياما لم نذق فيها طعم الحياة الصالحة للأنسان لقد مورست ضدنا وضد عوائلنا ممارسات لايمكن أن نتناساها بمجرد خطاب زائف من هذا السياسي أو ذاك
من قال أن الخطاب الوطني سوف يأتينا ببديل وطني ناجح ... فصدام حسين فرض سيطرته على العراقيين لأول وهلة من خلال الخطاب الوطني والديمقراطي لابل وصل به الأمر الى تطبيق الديمقراطية المباشرة التي تعتبر من أصعب النظم لأنها غير ممكنة التطبيق الافي المجتمعات المثالية إلاأن صدام حسين ذهب الى أحد الملاعب ليتلوا قراراته على جمع من الحاضرين ويخاطبهم هل أنتم موافقون أم غير موافقين لكي يعطي مثالا على أنه يسير بالعراق نحو الديمقراطية المباشرة مع الشعب أي الشعب هو الذي يقرر قراراته ومصيره وبالتالي رأينا أين سار صدام حسين بالعراق وبالعراقيين
علينا كمظلومين أن لانكون "كبش فداء " دائما وعلينا أن نتعظ من التجارب السابقة التي مرت علينا وعلينا أن نتذكر كلما تم إسقاط نظام في العراق كلما أتى بديل أفشل منه وأكثر إجراما من الذي سبقه فنحن كعراقيين أسقطنا نظام الملكية وتندمنا عليها جميعا ... وبعدها أسقطنا عبدالكريم قاسم وتندمنا ندما كبيرا عليه ... وأسقطنا صدام ولازلنا لم نستطع من رؤية النظام البديل له لقد حوربت التجربة العراقية محاربة عجيبة غريبة لقد تكالبت عليها العراعير والصراصير من كل حدب وصوب لأن الكل لايريد للعراقيين أن يصحوا على نظام ديمقراطي لايقمعهم ولايعذبهم ... فقامت الدول العربية بإرسال الحيوانات المفخخة لكي تقتلنا يوميا بفتاوي تصدرها حيوانا ت لاتفقه حتى الحديث الإنساني ... حيوانات تربت على كره دين العراق ومذهب العراق
دعونا نناقش بهدوء فأنا من أشد المعارضين للمالكي في أيام رخاءه السياسي وأعترف بأنه فشل فشلا ذريعا على جميع الصعد لكن الرجل لم يمارس سياسة مشابهة الى سياسة صدام حسين لأن العراقيين أنتقدوه وسبوه ولم نسمع أن هنالك مواطنا عراقيا تم تعذيبه على خلفية مقال أو رأي ... أننا نطمح في عراق ديمقراطي حقيقي ونعترف أن الديمقراطية لايمكن أن تطبخ على نار سريعة بل يراد لها الكثير من الوقت حتى تصبح واقعا على المجتمع ... أنا كتبت مقالا تحت عنوان المالكي الأول والمالكي الثاني والمالكي الثالث قلت أن مجيء المالكي الى السلطة العراقية لم يكن صدفة بل جاء بصناديق الأقتراع في الدورتين الأنتخابيتين ولكني في الوقت ذاته قلت بأن المالكي الثالث يجب أن ينحى ويجب أن يسقط حتى لو أستدعى ذلك كل السبل ومن ضمنها المقاومة لنظامه وقصدت بالمالكي الثالث أي عندما يستلم الفترة الثالثة في المستقبل
وكذلك ذهبت الى ساحة التحرير ووقفت مع المتظاهرين الذين يطالبون بتحسين الخدمات وقضية الكهرباء التي أستعصت على المالكي طيلة فترة حكمه ووقفت بوجه المتظاهرين الذين يرددون شعارات بعثية
على حكماء العراق والأغلبية الحاكمة الآن والمتمثلة في الأئتلاف الوطني أن تعمل على
- إقناع المالكي على التنحي وإعطاء دوره الى شخصية أخرى من قائمته الى أن تنتهي فترة حكمه
- إقناع المالكي على توقيع عدم ترشيحه الى منصب رئاسة مجلس الوزراء مرة أخرى
- إبلاغ الشعب العراقي بأن الثوابت التي ثبتت في الدستور العراقي والذي صوت عليه الشعب لايمكن أن تتم المساومة عليها
وفي النهاية أقول أن مخاوف الشيخ الطفيلي مشروعة طالما هنالك من يؤمن بحزب البعث ويؤمن بعدم أحقية الأغلبية في حكم العراق .
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زيلينسكي يحذر من خطورة الوضع على جبهة القتال في منطقة خاركيف


.. لماذا يهدد صعود اليمين مستقبل أوروبا؟




.. بيوت منهوبة وافتقار للخدمات.. عائلات تعود لمنازلها في أم درم


.. زلزال قوي يضرب غواتيمالا




.. ترقب في إسرائيل لقرار محكمة العدل الدولية في قضية -الإبادة ا