الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جريمة البصرة مصغر لما يعدنا به الاسلاميون مستقبلا في كل العراق

علي بداي

2005 / 3 / 21
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


قلتها سابقا مرارا واقولها الان وساقولها في المستقبل واتمنى من كل اعمافي ان اكون مخطئا: ليست "الهوية الاسلامية للمجتمع العراقي" التي يكافح الاسلاميون من اجل تثبيتها في الدستورالعراقي الدائم مستغلين حاله الذهول والتجهيل المطبق على العراقيين،مجرد اربع كلمات تبدو بديهية بل هي تكثيف لكل مايكافح الاسلاميون من اجل تحقيقه عبر تاريخهم الطويل ، في الدستورعادة لا يمكن ان يكون لكل كلمة معنى واضح محدد ، ماالمقصود بالهوية وماهي عناصرها وكيف يحافظ عليها؟ اسئلة ليس بمقدور الدستور بالطبع الاستفاضة في شرحها لكن الحكيم والجعفري والشهرستاني والصدرسيفسرونها فيما بعد حسب الفهم الوحيد الذي بمقدورهم استيعابه وهو ان كل ما لانقبله نحن يتعارض مع الهوية الاسلامية.
اربع كلمات اذن تخفي خلفها كل ما هومعاد للحقوق الاساسية للانسان،كحق التعبيروحق وحرية الضميرو المعتقد والحرية الشخصية ولقد جاء التطبيق العملي لما يقصدة الاسلاميون سريعا جدا على شكل الفعاليةالهمجية الاخيرة في البصرة ضد طلبة الهندسة الذين توهموا ان لديهم الحق في الحياة كبشر بعد ان تكسرت ارجل الدكتاتورية،فمارسوا هذا الحق.
ان من السذاجة والسطحية في التفكير ان يتوقع المرء ، اعتراضا من محافظ البصرة، او المرجعية اوحكومة الاسلاميين المنتظرة على هذة التصرفات لان هؤلاء السادة خلقوا من ذات الطينة وهذا هو اول الغيث ، فماكان لمقتدى الصدرالمجرد من اية قدرة تنظيمية، اوقيادية اوحتي لغوية مما يميز الملالي والنادبين في المآتم، ان يوجد وينمو ويجمع السلاح والانصارويفتتح المقرات ويسمي نفسه نائبا للامام المهدي بدون دعم الاسلاميين واحزابهم الطائفية التي حولت العراق الى بؤرة للتخلف باسم الدين واهل البيت.
لجان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والمحاكم الشرعية التي انشاتها عصابات المهدي ، هي صورة مستقبلية عن الاجهزة التي ينوي عبد العزيز الحكيم ومن بعدة عمار الحكيم ثم محسن الحكيم( الى اخر سلسلة الامبراطورية التي ستحكمنا برضانا وباقتراعنا) نفخ الحياة فيها، و التي سيخولهم الدستور بناءها لان "هوية المجتمع هي اسلامية"، لهذا وجهت ندائي الى الشعب الكردي وممثليه ان لا يستجيبوا لاي طلب في التحالف مع الاسلاميين دون البت بهذه المسالة فائقة الاهمية ويبدو ان التحالف الكوردستاني بعد سلسلة التجارب المريضة والمسمومة، والملغمة بعدم الوضوح مع الاطراف العربية الحاكمة قد استوعب الدرس بشكل ممتاز ورغم سيول الشتائم التي انهمرت علية من الشوفينيين والذين يفصلون الديمقراطية على امزجتهم فياخذون منها ماينفعهم ويتهمون المطالبين بها بشنيع التهم، مضى التحالف الكردي بطرح الموضوع ا لعراقي متكاملا وغير مجزء: فيدرالية ضمن عراق ديموقراطي لاديني.
مرة اخرى اجدني اصرخ ان مقتدى وجيش المهدي ومحاكم تفتيشه ماهي سوى بالونات اختبار يطلقها الاسلاميون لمعرفة الرد الذي سيجابههم حين سيشرعون ببناء دولتهم الاسلامية المستترة خلف مصطلح" الهوية الاسلامية للمجتمع العراقي" فحين اوشك مقتدى على خسارة المجابهة بعد اعتصامه في الصحن الحيدري انقذه سماحة السيستاني فجأة وبدون ان يدفع ادنى ثمن ودون ان يسال سائل بذمة من كل تلك الدماء التي سفكت( وهي دماء اكثر من الف شاب يافع من الذين غرر بهم مقتدى)
جثث متناثرة وجدت في محاكم تفتيش القرون الوسطى التي انشاها جيش المهدي لم نسمع من المرجعية متابعة ولاتعقيبا ولا ادانة واضحة لها ولم نسمع من هذه العمائم التي تطل علينا بين حين واخرمتفلسفة عن حقوق الانسان في الاسلام ودولة العدالة الالهية وسوف لن نسمع اية مواقف جدية لان جيش المهدي هو امل هذه الاحزاب، وجهازها الصدامي، وحرسها الثوري ولان هذه الاحزاب تعلم انها في يوم ما، حين سينتبه العراقي من سباته العميق، ستطوح بكل الشعارات الديموقراطية في الهواء، وستركل كل حلفاء الامس كما فعل المرحوم الخميني وستكتشف ان الديموقراطية ماهي الا مخلوق غربي لايصلح لمجتمع(نا) ذي" الهوية الاسلاميه" كما اكتشف ذلك محمد خاتمي الذي حاول عبثا ان يخلق ديموقراطية اسلامية تجعل منه غورباتشوف ايران.
لهذا تقاتل الاحزاب الطائفيةمن اجل تثبيت " الهوية الاسلامية للمجتمع العراقي"
شخصيا لم اتوقع مشهدا خارجهذا النص الذي قراناه مرارا في خطابات الحكيم والجعفري والشهرستاني لكن الذي لم اجد له جوابا هو السؤال:
اين وزارة حقوق الانسان من مايجري للانسان؟اين انت ياصديقي بختيار امين؟ مهمتك فقط ان تتابع كيف ياكل صدام حسين واية رواية يكتب؟ وكيف يشعر علي كيمياوي بالرطوبة بعد ليلة من البول المتواصل رعبا من المصير الذي ينتظره؟ اقولها بحرقة ياكاك بختيار اين انت مما فعله البعثيون بثلاث من اعضاء فيلق بدر الاسلاميين ومما فعله الاسلاميون بنا في البصرة ومما سيفعله البعثيون والاسلاميون بي وبك؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تدرس نقل السلطة في غزة إلى هيئة غير مرتبطة بحماس|#غر


.. القوات الإسرائيلية تدخل جباليا وتحضيرات لمعركة رفح|#غرفة_الأ




.. اتهامات جديدة لإسرائيل في جلسة محكمة العدل الدولية بلاهاي


.. شاهد| قصف إسرائيلي متواصل يستهدف مناطق عدة في مخيم جباليا




.. اعتراضات جوية في الجليل الأعلى وهضبة الجولان شمالي الأراضي ا