الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تصبحون على وطن!.. كل «نصر الله» وأنتم بخير!

كمال مراد

2005 / 3 / 21
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


كان ليوم الثامن من آذار الفائت طعم آخر.. ولون آخر.. ليس لكونه يوماً يتيماً خُصص للمرأة عيداً عالمياً من أصل (365) يوماً من الاستغلال والعسف والعنف والبؤس بحق نصف المجتمع... وليس لأنه يوم تستريح به الفحولة من غزواتها وامتيازاتها في زمن مخصي استباح عفاف الرجولة وعنفوانها...
لم يكن يوماً عادياً وسط غبار الديمقراطية الراكضة لأحضان الاختناق وسط الشوارع المشرعة على الفراغ... كان يوماً للكرامة المطعونة بكبريائها.. لتقول كلمتها باسم الفقراء الأثرياء بحبهم لأرضهم ووطنهم.. وتؤكد إصرارها على المقاومة بعد الانبطاح المذل للأنظمة والحكومات على امتداد جغرافيا المنطقة العربية...
ولأنها كرامة.. لا يهم أن اعتلى رأسها عمامة أو كوفية أو قبعة أو شعراً أو بلا شعر.. المهم أنها كانت مرفوعة الرأس ورافعة للهمم بعد أن قلبت الطاولة وما فوقها من مخططات لمسلسل الركوع والاستسلام المتسارع بوجه أرباب العالم الجديد..
ولأنها كرامة.. لا يهم أن يكون الناطق باسمها شيوعياً أو رجل دين أو دنيا..
ولأنها كرامة أيضاً.. أثلجت صدور كل الشرفاء بغض النظر عن انتمائهم لحزب أو دين أو طائفة أو قومية...
بفرح غامر.. هتف «أبو طوني» لمحدثه عبر الموبايل:
«بعد ثلاثة أسابيع من الذل والقهر والهوان، عادت لنا الروح.. كل نصر الله وأنت بخير ياصديقي»...
وتتالت الاتصالات ابتهاجاً بالصوت المقاوم!!...
لم ينته ذلك اليوم.. بل بدأ.. ويبدأ الألم بالفهم!!..
ولأن الفهم غير مفهوم ضمن معادلات تخلط الأوراق وتقلب الحقائق في رسائل ووصايا أسياد العالم الجديد.. نقرأ المطلوب (حسب المثل العامي القديم):
«مقسوم لا تاكل، وصحيح لا تقسم، وكول لتشبع»!!..
■ السيدة رايس تعبر عن سرورها بنتائج الفوضى العارمة عبر حركة الشارع الفوضوي التي تجتاح العالم.. وتعتبرها ترتيباً جديداً للبيت العالمي..
■ داعية السلام (شارون) يطالب بتفكيك فصائل المقاومة..
■ راعي السلام العالمي (بوش): نحن نتعامل مع حزب الله على أنه منظمة إرهابية، وعليه أن يثبت غير ذلك بتخليه عن السلاح... ورغم الانسحاب السوري المتسارع من لبنان، يطالبها بالانسحاب من سورية!!..
■ المسكين (كرامي)، يطالب بتدوير الزوايا أملاً بالوصول إلى حكومة وحدة وطنية خارج المثلثات..
■ المعارضة اللبنانية تلبس القميص الحريري.. وتفتح أبواب لبنان نحو المجهول..
■ الليبراليون الجدد ينسفون أسس الانتماء الوطني، ويمنحون صكوك الغفران حسب الوصفة الأمريكية..
■ مبارك وعبد الله يؤسسان «المدرسة القومية العربية الحديثة» في الاستسلام والخنوع بأقل التكاليف وأحسن النتائج..
■ السلطة الفلسطينية تلهث للحاق بمشروع شارون الوطني للأمان والسلام!!..
■ أحرار تونس (كثيرو الغلبة)، يزجون في السجون لمعارضتهم استقبال شارون في بلادهم..
■ الملكية السعودية تتمدن.. فتخنقها أنشوطة (العكل).. لا بد من البرنيطة!!..
ووسط هذا الزحام.. حملت أخبار الصحف أسماء العشرة الأكثر ثراءً في العالم.. مغفلة أسماء الأثرياء الحقيقيين... وكم كانت فرحتنا كبيرة بخبر إدراج سورية ضمن الدول الثلاثة الأولى في العالم بإقامة المهرجانات.. (للمزيد حول هذا الموضوع، راجع زاوية «أوراق خريفية» للصديق ضيا)!!..
ولأن العربة أمام الحصان.. كان لا بد من وضع الفانوس.. فما هي حكاية الفانوس؟!:
وسط شارع، شوهدت تلة كبيرة من الحصى والتراب..
وعند السؤال عن مبرر وجود هذه التلة.. كان الجواب: لكي ننصب فوقها عصا!!..
وما هو السر في هذه العصا؟!!.. كان الجواب: كي تحمل الفانوس!!..
ولمَ الفانوس؟!..
كي يضيء الدرب ليلاً منعاً للاصطدام بالتلة الترابية... وهكذا دواليك!!...
وسط عالم تواق للعيش، صنعوا الحروب والدمار...
وعند سؤالهم عن مغزى هذه الحروب وهذا الدمار؟!.. كان الجواب:
كي ينعم العالم بالأمان والسلام!!..
لم ينته ذاك اليوم.. بل بدأ.. ليبدأ الألم بالفهم... ونبدأ حكاية قد تُصدق!!...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهدد بحرب واسعة في لبنان وحزب الله يصر على مواصلة ال


.. المنطقة الآمنة لنازحي رفح | #غرفة_الأخبار




.. وثيقة تكشف تفاصيل مقتل الناشطة الإيرانية نيكا شكارامي عام 20


.. تقرير إسباني: سحب الدبابة -أبرامز- من المعارك بسبب مخاوف من




.. السعودية تسعى للتوصل لاتفاقيات شراكة أمنية مع الولايات المتح