الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دلشاد مريواني

عادل سعيد

2013 / 1 / 1
الادب والفن


دلشاد مَريواني*

و لكن كيف استطَعتَ ان تخدعَ الجلاّدَ يا دِلشاد!؟
¤ حين ادركتُ ان القصيدةَ الّتي في قَلبي لا تَعنيهِ
و أنّهُ لا يطيقُ ان يرى رُعبَهُ في عينَي
و انَّ المُغفّلَ .. لا يُريدُ سوى رقَبَتي
رقبَتي الّتي ارغبُ في كلِّ شيئ.. اِلاّها
ثُمَّ أصطَحَبتُ
قَلبي
و القصيدةَ
و جِئتُ
****
هو ليسَ فارعاً
،كما قد يظنُّ بعضُنا،
مثلَ بيره مكرون*
ولكنه طويلٌ بما يكفي
لإقتِطافِ نجمةٍ ناضِجَة
او رَتق زرقةِ سماءٍ مجروحة
قد يُقيمُ في نَرجِسةٍ
حين يُداهِمُهُ الشِعرُ
او يَصحو في قلبِ حجَلٍ
حين يوقظُهُ العِشق
قَليلُ الصبرِ
و لكنَّهُ يناورُ مثلَ خبيرِ القنابلِ
و هو يُروّضُ قصيدةً جامِحة
او يُعيدُ اغنيةً ضلَّت طريقَها
الى قَلبِ عاشِق
لا يزاحمُ نحلةً في رحيقِها
و لا يختطفُ بريدَ عطرٍ بين زَهرَتين
لا يعرِفُ لغةَ الطَير
و لكِنّه يترجِمُ العتاب َبينَ حمامتين
احياناً يتَسَلّلُ في حُلمِ قِمِّةٍ
كي ينقُلَ اليها كفاحَ السفوحِ الأبَديّ
وهي تتسلَّقُ وصولاً الى ذِروَتِها
لا يُجيدُ العابَ السِحرِ
و لكنَّهُ اخفى نخلَةً
،طاردها المُخبرونَ ،
في ضَميرِهِ
و مازالَ تمرُها يقايِضُ البلوطَ
في سفوح كردستان
و دِلشادُ لا يُتقِنُ الطيَرانَ بينَ الغِيوم
و لكنَّهُ مثلُ الحواةِ
يَمدُّ يدَهُ في قَلبِهِ
و يُطلِقُ سحابَةً رَوِيّةً
فوقَ عُشبِ القَصيدةِ
يُطَيِّر سَربَ أغانٍ
و ينثُرُ نجوماً و اقماراً و عُشّأقاً
و يَرقُصُ يرقُصُ وهو يُوزِّعُ القُبَلَ باطباقِ الموسيقى
وحينَ يسيلُ قلبُهُ من العشقِ
يزجُّ قَطيعَ الحروفِ
في شِجارِ الطبَقاتِ
و يفَخِّخُ الكلماتِ بالعِشقِ المُتَفَجِّرِ
و يَدسُّها في قلَقِ الطاغوتِ
اما تتعبُ يا دلشادُ
من هذا الحبِّ الوعرِ
من هذا الجمالِ المُسلَّحِ
و هو يجوبُ ثُكناتِ الكلماتِ
من اولِ حرفٍ كرديٍّ
حتّى آخِرِ الأبجَديَّة!؟
***
لكن يا دلشاد
يا مريواني
يا طَفلَ الحبّ الفارع الطول
أما زلتَ تمارسُ لعبَتَكَ الأولى
في القَفز
كُلَّ مساءٍ
من بيره مكرون
الى قلبِ شيرين*!؟

* بيره مكرون: جبل في كردستان العراق
*شيرين : زوجة الشاعر و حبيبته
* دلشاد مريواني شاعر كردستان الشهيد الذي اعدمه الفاشست مطلع التسعينات

* شاعر عراقي مقيم في النرويج








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس


.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في




.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب


.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_




.. هي دي ناس الصعيد ???? تحية كبيرة خاصة من منى الشاذلي لصناع ف