الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احداث البصرة ... نذير الشؤم

باسم السعيدي

2005 / 3 / 21
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


هل هو قدر هذه المدينة .. أن تكون على موعد مع كل الجلادين في كل العصور ؟
حين انشغل العالم والكتّاب والأدباء والنحويون والسياسيون وحتى العاهرات بكيل المديح .. والثناء على الميليشيات التي اجتاحت المدن ، وراحت تضطهد وتعاقب وتقتل وتذل .. حتى باتت محاكمها (التفتيشية) أشهر من نار على علم .. وقفنا وبسيل من المقالات كعراقيين ننظر بالعين الأوسع الى خطورة الميليشيات المسلحة .. وكيف انها ستركب مركب العنف المؤدلج وتنشر شراعه الأوسع ، وقلنا سيكون أول ضحية لهؤلاء هو القانون وسيادة القانون ، في الوقت الذي راح يشبه بعض الكتّاب قبر علي (ع) بتمثال بوشكين .. وهو لا يدري من الأخطر على تمثال بوشكين ؟ الغزو النازي ؟ أم الجزمة البلشفية ؟
ها هي الجزمة البلشفية (الجديدة) اليوم تطأ الرؤوس .. وتسحق الهامات .. وتنتهك الأعراض .. وتهتك ستر الطالبات .. وتسفك الدم الحرام ...عبر الأيديولوجيات الظلامية .
وها هم سيل الطغاة الجدد أتباع عبد الستار البهادلي (سيء الصيت) الذين طمعوا بـ (مجندة بريطانية) أبى الله أن يرزقهم مضاجعتها ، تنظر عيونهم لما هو أقرب ، فيطمعون بـ (جواري) من العراقيات ، وتحت ستار الدين ، وتحت سمع العالم وبصره .
ما تخوفنا من حدوثه ، وما ناضلنا ضد حدوثه ، وما استنفرنا له كل أصواتنا ، وللأسف الشديد يحدث بين ظهرانينا .
انها الطالبانية الجديدة التي تتوق لتتحكم على رقاب البشر بالسيف والنار والاستخدام السيء للآية (فما استمتعتم به منهن ) ، تحت شعار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
يبدو أن البعض منا لم يعِ الدرس كما يجب ، فها هو اليوم يمارس أفعال صدام ذاتها ، ولكن بشعارات مختلفة ، وان تشابهت مع (الحملة الايمانية) لصدام .
صدام كان يقتل وينكل ويذل باسم كرسيه وباسم القومية والوطنية .. وطغاة اليوم يمارسون رذائلهم بإسم الله ، وهو منها ومنهم بريء .
ان الصورة القاتمة لمدينة البصرة توحي بأن الظلام يزحف ، وبأن من قارع الظلم بالأمس هو توأمه الذي خالف أخاه لأجل الكرسي (مع شديد الأسف) ، وبأن الحرية المرتجاة ستكون في خطر ما لم نوحد الخطى لوأد الفتنة التي يريد هؤلاء إيقاظها .
انما أردنا الحرية .. والحرية بمعناها .. لا بمعنى حريتكم في القتل .. والا فما الفرق بينكم وبين صدام ؟ ما الفرق بين عمائمكم المنقعة بالـ (حواسم) وبدماء أفراد الشرطة والحرس من أبناءنا .. وبين الزيتوني الذي ولغ بدماء ابناءنا .. وحوسم النفط العراقي للثلاثين عاماً المنصرمة ؟
لكنه خطأنا أولاً وأخيراً ، نحن الذين توجهنا الى صناديق الاقتراع دون ان نمحص من نهبه صوتنا ، لقد اخترنا وتعددت اختياراتنا .. واختلفت ، لكن الأغلبية من الناس مالت الى صوت الحق والعدل ومحاربة الظلم الذي تمثله القوائم الدينية .. كانت الأغلبية تظن انها تصوت للعدل .. لا الى الجهة الأضعف في التعامل مع الظلام .
لكن على الظلاميين ان يعلموا .. ومعهم المداهنين للظلاميين .. ان الأمر لم يفلت من يد الشعب بعد ، والشهور التسعة القادمة ستنتهي بانتخابات اخرى ، وسيأتي اليوم الذي ستجدون انفسكم في الشارع بعد ان يصب الشعب كل قيئه الذي خزنتموه في جوفه على لوائحكم .. وعلى قوائمكم النتنة التي تتعالى اصواتها في اجتثاث البعث .. لكنها كالحمل الوديع أمام الطغاة الجدد .. وعملاء المخابرات الاقليمية .
أوجه بدوري سؤالاً للظلاميين .. بربكم ، هل اجتثثتم بعثياً من خارج المدن التي تقطنها الشيعة ؟
وأعقب السؤال بسؤال آخر ... من الذي يقوم بالتفجيرات في مدننا .. هل هم البعثيون الشيعة ؟
لست ادافع عن البعث ... لأنه فكر منحرف .. وأفراده منحرفون .. ولكن لماذا تصبون جام غضبكم على الشيعة بينما انتم دعاة الوحدة الوطنية والـ(لا سنية ولا شيعية .. وحدة وحدة اسلامية ) امام غيركم ؟
لماذا يطلق سراح الشرطي السني في مدينة الثورة .. بينما يقتل الشرطي الشيعي ؟
لماذا تصادر السيارة الحكومية للموظف الشيعي في الثورة وبغداد بينما لا تصادر سيارة الموظف السني ؟
لماذا تقيئون ظلاميتكم على رؤوسنا بينما يلعب الآخرون لعب في بيوت الله (كأبي تبارك ولوّاطوه) ؟
الى متى تبقون (أسد عليَّ وفي الحروب نعامة ) ؟
صدام قتل أكثر ما قتل من الشيعة ، ضباطاً وجنوداً ومدنيين وموظفين وبعثيين من مخالفيه .. وها أنتم اليوم لا تغيرون من منهجه .. بل تسيرون على خطاه .
كفاكم (هنجلة) ودعوا هذا الشعب المسكين مثخن الجراح .. دعوه ليرتاح .. ودعوا سفينته تسير قليلاً .. ولا تكونوا انتم والشيطان معاً على رؤوسنا .
وتذكروا ... ستنتهي يوماً هذه (العنجلية) وسيبول الشعب على قبوركم ان كنتم امواتاً .. وعلى رؤوسكم اذا بقيتم على قيد الحياة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: الرئيس يجري تعديلا وزاريا مفاجئا ويقيل وزيري الداخلية


.. ما إجمالي حجم خسائر إسرائيل منذ بداية الحرب على قطاع غزة؟




.. بعد فشله بتحرير المحتجزين.. هل يصر نتيناهو على استمرار الحرب


.. وائل الدحدوح من منتدى الجزيرة: إسرائيل ليست واحة للديمقراطية




.. وول ستريت جورنال: أسبوع مليء بالضربات تلقتها مكانة إسرائيل ا