الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأدباء العرب هم اخر المدافعين

حسين سليمان- هيوستن

2005 / 3 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


والدفاع الذي أتكلم عنه هو دفاع عن روح الأمة- روح الوجود الشرقي الذي يمتد ويتاخم حدود المتوسط. لا أظن أن الأدب العظيم هو أدب مقيد إلى مكان أو إلى بيئة فرعية محلية- صحيح أنه يتخذها نقطة انطلاق لكنه لا يلتصق فيها ويتعصب بها. إن الذي ظل في هذا الزمان البائس- وكل زمان العرب كان بائسا منذ قرون تقريبا، الذي ظل ويظل هو ضمير الأدب فهو النسغ الذي يغذي الشجرة على مهل في ربقة الظلمات كي تمتد وتحيا لتعلن أوراقها عند الفجر.
والذي أتكلم عنه هنا ليس شعارات تماثل شعارات السياسيين الذين عملوا قواهم لتحقيق المؤتمل لكنهم فشلوا ذلك لأن النفس العربية –الشرقية لم تكن معبأة للقبول بل مازالت حزينة تحمل في داخلها أمراض قرون.
على الأديب والشاعر العربي أن لا يتراجع خلف الانكسارات فهو الشمس التي تغذي نباتا مازال يانعا، لا نلاحظه، لكننا نحسه. واظن بقوة أن الأدب كله قائم على إحساس وليس على دراسة أكاديمية للواقع العربي المهشم، لذلك يجب أن يكون القلب والتخيل هما ما يدفعا ويرسما صورة الحياة، والإيمان هو إيمان لا يتزعزع ويظل فيه رمق حتى إن أغلقت عليه مدارات الأرض. ذلك لأن الروح لها حرية الامتداد والحلول في واقع يستشرفه كل انسان يؤمن بفعل النضال نحو يوم أفضل. لماذا نكتب الشعر أو النثر إن لم يكن هناك في أعماقنا جذوة تدفعنا بطاقتها نحو إنسان جديد وحلم أرضي لا بد أن يتحقق ولو ليوم واحد. إن القوى التي تنازع هذا العالم هي قوى متنوعة لها مآرب والانسحاب عن صفوف النضال الإنساني هو هروب وقناعة باللاجدوى. لن يكون في يوم من الأيام الأدب كائنا جميلا يهز رأسه للحدث بقبول وليس في الامكان افضل مما كان، عليه ان يتدخل ويغير. صحيح أن هذه المقولة غير عملية لكن الأدب بحد ذاته لا ينتمي إلى العنصر العملي في الحياة. هو من نصيب التخيل والحلم...الحلم الذي أوجد الانسان فوق هذه الأرض. لولاه لما كنا نتحرك ونعمل على مد خطى الوعي نحو الوسعة والكشف.
فهو القلب الذي ينبض من دون إرادة كي يحرك المكان والزمان للعالم اجمع. إنه أداة فعالة –أكثر مما لو كانت أداة تحكم الواقع بشكل مباشر، كما السياسة على سبيل المثال. إنه السيد القابع خلف الأشجار يحرك عن بعد قانون الغابة يأمل أن يعدل فيها ويملأها بتربة إنسانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. على خطى حماس وحزب الله.. الحوثيون يطورون شبكة أنفاق وقواعد ع


.. قوة روسية تنتشر في قاعدة عسكرية في النيجر




.. أردوغان: حجم تجارتنا مع إسرائيل بلغ 9.5 مليارات دولار لكننا


.. تركيا تقطع العلاقات التجارية.. وإسرائيل تهدد |#غرفة_الأخبار




.. حماس تؤكد أن وفدها سيتوجه السبت إلى القاهرة