الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحُسين يجمعنا

حسين علي الحمداني

2013 / 1 / 1
الادب والفن


كل من سار إلى كربلاء سيكتشف هوية العراق ، فالسائرون ينحتون على حافات الطرق هوية شعب مسلم ، يرسمون بأشجارهم التي زرعوها هوية وطن أخضر ، وتتكحل عيونهم بمنظر تداخل الأجيال مع بعضها البعض لتورث بعضها البعض حبا كبيرا لوطن أسمه العراق .
الحسين يجمعنا ، كما العراق يجمعنا ،الحسين ليس طائفيا ، والسائرون إليهم ليسوا شيعة فقط ، فيهم من ديانات أخرى ، ومذاهب أخرى ، فيهم ألإنسان، لأن ثورة الحسين لم تختص مكون ومذهب ودين بقدر ما إن الله أرادها أن تكون ثورة للإنسانية جمعاء.
في الطريق إلى كربلاء تراودك أسئلة كثيرة ، وتحضر أمامك أجوبة أكثر ، إنها أجوبة كربلاء التي تترجمها الملايين في زحفهم صوب الحرية وثورتها التي استعرت في لحظة استشهاد السبط عليه السلام.
أسئلة كثيرة ، منها كيف تغذو كربلاء عالما مصغرا ، يضم كل هذه الملايين القادمة من كل الجهات ، أسئلة حين نسمع أجاباتها الميدانية نكتشف بأن الله خصنا بالزحف وخصنا بأن نظل نطلب الحرية في زمن الحرية ، فالحرية التي أنعمنا بها ما هي إلا كرامة من كرامات الحسين ، لأننا شعب ضحى كما ضحى الحسين ، وشعب صبر وصابر فأنتصر رغم كل شيء.
ومن يصل كربلاء في زحف الأربعينية يكتشف بأن القوات الأمنية جاهزة لأن تؤمن زيارة ملايين المسلمين لمدينة تعد بالقياسات الجغرافية صغيرة ومحاطة بالبساتين وغيرها من الأماكن التي ربما تكون هنالك بعض الصعوبات في تأمين كامل للزوار، ولكن لم يحدث شيئاً ، تم تأمين الزيارة بشكل منقطع النظير، تأمين عراقي مئة بالمئة ، كان المواطن جزء فعال من نجاحه .
ومن يخرج من كربلاء عائدا لدياره تختزن ذاكرته طيبة هذا الشعب الذي يطعم كل هذه الملايين وهو سعيد ، شعب نذر نفسه ليكون خادما للحرية وسيدها ونبراسها الأول أبي عبد الله الحسين عليه السلام.
ونكتشف بأن ليس الأجهزة الأمنية وحدها جاهزة ، بل الشعب جاهز ، متحضر ، ينتظر اللحظة ليعلن نفسه جسرا يمتد من كل مدن العراق باتجاه الحسين ومدينته التي تمتد مع امتداد موجات العراقيين ، فأينما وجدت موكبا على الطريق تدرك بأنك قرب كربلاء إن لم تكن فيها.
هذه هي الجاهزية العراقية، وهذا هو الجواب الذي يلمسه المواطن العراقي على أرض الواقع لا عبر التصريح الذي ربما يُأخذ على أنه تصريح غايته شحذ الهمم وزرع الاطمئنان لدى الناس.
التصريح القوي في الشارع حين ترى رجل الأمن والشرطة يفتشك وعيونه تراقب الآخرين ولسانه يقول لك ( مأجورين .. عظم الله أجركم ) وهو ينفذ واجباته لا ينسى أن يزرع فيك الطمأنينه بكلمات غابت عن قاموس الشرطة والجيش العراقي في العقود الماضية.
وأنت تعود من كربلاء تجد حافلات وفرتها كل وزارات الدولة تنقلك إلى مدينتك وفوقها رايات الأمام الحًسين عليه السلام ، تشعر أيضاً بأنك في عراق الحُسين ، في الطريق كان الجميع يشيد بالأمن ، بالنقل ، بالتنظيم ، كلمات يجب أن نقولها لأنها حقيقة رسمتها سُمرة وجوه الرجال الباسمة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة والدة الفنانة يسرا اللوزي وتشييع جثمانها من مسجد عمر مك


.. يا ترى فيلم #شقو هيتعمل منه جزء تاني؟ ??




.. رقم قياسي في إيرادات فيلم #شقو ?? عمرو يوسف لعبها صح??


.. العالم الليلة | محامية ترمب تهاجم الممثلة الإباحية ستوري دان




.. نشرة الرابعة | السعودية.. مركز جديد للذكاء الاصطناعي لخدمة ا