الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما الذي يحصل في المناطق المصنفة سنية ؟

وصفي أحمد

2013 / 1 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


قبل الخوض في صلب الموضوع أحب أن أروي رواية طريفة حصلت لأحد أقاربي في ثمانينات القرن الماضي مفادها : أن له صديق معه في الكلية غاب عن الدوام لعدة أيام , لذلك قرر الذهاب إلى بيته ( أي بيت زميلهم المفقود ) هو و زميل له لمعرفة الأسباب التي أدت إلى غيابه .
وما أن وصلا و طرقا الباب حتى خرجت عليهما مفرزة من الأمن و ألقت القبض عليهما و اقتادتهما للأمن العامة , و قد ظلا هناك لمدة أسبوع يخرجاهما من الزنزانة يشبعوهما مختلف أنواع الضرب ثم يعيداهما اليها .و بعد مدة ذهبوا بهما إلى المحقق الذي وجه اليهما التهمة وهي الانتماء إلى حزب الدعوة , فما كان من قريبي إلا أن قال للمحقق كيف له أن ينتمي إلى هذا الحزب وهو سني , بينما نوه الثاني بأنه صبي . فالتفت المحقق إلى رجال الأمن ليسألهم كيف قبضتم عليهما إذا ؟ فأجاب رجال الأمن بنهما لم يصرحا بهويتنا , فما كان منهما إلا أن قالا : سيدي هو أحد سألنا و ما جاوبنا .
شاهدنا , أنه تم إلقاء القبض على حماية السيد وزير المالية من قبل قوة عسكرية , قيل أن القاء القبض تم بدون أوامر قبض , مما ولد إحساسا لدى مواطني هذه المحافظات بأن هذا الفعل عبارة عن استهداف لرموزهم السياسية , خصوصا و أن حادثة طارق الهاشمي مازالت ماثلة في الأذهان , و أن القاء القبض هذا تزامن مع ما تناقلته الفضائيات من وجود عمليات اغتصاب لسجينات , هذا بالإضافة إلى الممارسات الطائفية للقوات الأمنية المتواجدة في التاجي . وقد ساهمت بعض الفضائيات في تسليطها الأضواء على هذه القضايا إلى زيادة حدة التذمر في المحافظات المنوه عنها .
لكننا , رغم كل هذا لا نستطيع التغافل عن وجود إحساس بالمظلومية الإجتماعية لدى سكنة المحافظات هذه , و هذا الاحساس لم يأت من فراغ , فالأجهزة الأمنية المتواجدة في مناطقهم لا يتورع بعض منتسبيها عن القيام بأفعال غير منضبطة و التي تصل إلى حد التجاوز على حقوق الانسان و التلفض بألفاظ طائفية . و هنا لابد من التأكيد أن مادة أربعة ارهاب و قانون المسائلة و العدالة ( اجتثاث البعث ) أصبحا سيفين مسلطين على رقاب بنات و أبناء هذه المحافظات , كما ساهم ما يعرف بالتوازن الطائفي في التعيين في الأجهزة الأمنية ,حتى تلك الموجودة في مناطقهم .
زد على ذلك التردي في الخدمات التي تشهده مناطقهم , و إن كان هذا التردي يلف معظم المحافظات المصنفة عربية .
وقد ساهت الأزمات السياسية المتعاقبة منذ تشكيل الحكومة حيث أحس مواطنوا هذه المحافظات بأن القائمة العراقية – التي اعتقدوا أنها ستنصفهم باعتبارها علمانية بعيدة كل البعد عن التصورات الطائفية و العرقية – قد ظلمت باستبعاد زعيمها من تشكيل الحكومة , و لم يقف الأمر عند هذا الحد فقد ظلت ممارسات السيد رئيس الوزراء الاقصائية و البعيدة كل البعد عن ما أتفق عليه في أربيل و التي تشكلت على أساسه الحكومة الحالية .
إن التخلص من هذا الوضع المتأزم لا يتم إلا من خلال القيام بجملة من الإصلاحات المهمة ابتداء من تغيير الدستور عبر تخليصه من القنابل الموقوتة اكديباجته و العديد من المواد التي تحتمل أكثر من تفسير , و من ثم التخلص من سياسة المحاصصة الطائفية و العرقية والتي تعرف بالديمقراطية التوافقية , حيث لابد من الاعتماد على المواطنة و الكفائة ي شغل المناصب الحكومية .بعدها لابد من اطلاق حملة لمحاربة الفساد كونه الآفة التي ساهمت في تردي الخدمات و بروز طبقة سياسية فاسدة تقف حجر عثرة أمام تحسين الأوضاع .
ثم يتم القيام بسلسلة من الانجازات , أهمها حل مشكلة الكهرباء و أزمة السكن التي أصبحت مزمنة عبر بناء مساكن واطئة الكلفة لذوي الدخل المحدود , و تحسين الواقع المعيشي المتردي للغالبية العظمى من الجماهير خصوصا شريحة النساء الواتي يعانين أوضاعا مأساوية قل نظيرها , عبر ايجاد فرص عمل للعاطلات و العاطلين عبر تنويع مصادر الدخل للاقتصاد العراقي وحيد الجانب , و غيرها من الاصلاحات المهمة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسلمو بريطانيا.. هل يؤثرون على الانتخابات العامة في البلاد؟


.. رئيس وزراء فرنسا: أقصى اليمين على أبواب السلطة ولم يحدث في د




.. مطالبات بايدن بالتراجع ليست الأولى.. 3 رؤساء سابقين اختاروا


.. أوربان يثير قلق الغرب.. الاتحاد الأوروبي في -عُهدة صديق روسي




.. لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية.. فرنسا لسيناريو غير مسب