الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عيد الأم

يوسف العادل

2005 / 3 / 21
الادب والفن


عيد الأم
الأم، الربيع، قضايا مسلوبي الحرية، الشعوب المكافحة لنصرة عدالة الإنسان.....هذه كلها في العمق واحدة، فتحية لكل الأمهات، وكل التضامن مع الشعب الكردي في أعياد النيروز.
********
أيها العيد ، لا تسط على وحدتي
على طفلةٍ تضع الحلم في صرة أوجاعنا
تشيع شجوناً
تعلق بين عرائشنا عناقيدها
تطلق الصحو في زوا ريب سكرنا
في طرقٍ تضمده من جراح السنين
*******
يتماوت فيَ حنيني إلى أمسه المسجَى
فتصلبني اللحظة الراهنة
*****
من أنتِ ؟
كلٌ جهلي عار
كيف نحمل السنين إلى زرقة البحر؟
كيف نخرج من زحام الفراق، نجدل الدمع، نشرب المسافة كأس جمرٍ
ونطوي السحاب على شعرنا والمطر....
********
كيف نزهو؟
كيف تجنح الفراشة في سهوة الغنج إلى حجرة الزهر
ثم تفيق على الهدهدات
*******
فرخ بط يلازم آخر في موسم النهر
عينان ’تسرق’ منهما جذوةٌ
تجمر الروح خلف الصقيع
يضمر فيهما الشرود عتاباً
يهفو إلى ساحل الذكريات
*******
دقت الساعة الثانية بعد منتصف الملل
انغلق القلب على ماتبقى له من فراش
انبرى يسأل النبض عن هاجس الروح
حين تجيء العواصف في ثياب السكون
كيف يغلق ترسانة النبض قلبي؟
********
كانت لأمي ملامحها
وأمي كما يعلم الله ليست سبية
تكامل فيها اخضرار الندى والعيون
كان المساء يلف على خصرها
والدموع تروح وتغدو
كنت أقرب من حزنها
لا كما رسمت ريشة القلب قبل قليل
قبل مساء، قبل سنين
******
هي الآن في وحدة الحب
يجمعها على نفسه
ماسحاً عن أزاهيرهاغبارالمساء الحزين
بكت بكاءً تجمع في شرفة الروح
كيف لأمي أن تثقل الروح
أن تثقل العيد بوابل الوحشة
يمطرنا
ينقلنا إلى غربة تسرقنا من ندىً تشبث فينا قليلاً
كثيراً
وداعاً
اكتمل القلب بدراً
بعض مايجرحني
أنني تأبطت نسيان أمي
وقبلتها لما تزل على الخد بكامل الاخضرار الندي
لئيم هو الليل
لئيم، لئيم
*******
طردتني القصيدة خارج أسوارها
ليس في رحابها متسع للحزن
ليس في الروح مسافة للرحيل
سأرجع إلى توبتي في القصيدة
*******
أيها الساكن فيَ كما أشتهيك
تراودني الحيرة أمام الوضوح العنيد لكل الدروب
أنحمل وزر آلامنا؟
ووزر ابتسامة حزنٍ أمام المقاصل؟
يوم شددنا المدى حول خصر أيامنا
كان المدى عارياً
وكنا معاً واقفين
راود البرتقال على نفسه صمتنا
أضرم في العناقيد شمس تموز
أوقف حقل قمحٍ على قدميه
أطلق العصافير في سماء المخاوف
وسر أحلامنا ما يزال صغيراً
ولمل نزل واقفين
أنزلوا الشفرة فوق الرقاب
لتصحو أمي على وهجنا والخطر
*******
وأمي كما يعلم البرق ليست سبية
وزرها أنها تركت( جنة الله تحت قدميها يوم ماتت)
وأقسمت أنها لن تموت
لن تدع الزغاريد على شفة الوجد، قطيعاً من الشهوات يطاردني في دمي
فالياسمين يفتش عن ظله على رصيف الأماني
والحبيبان ينهمران من غيمةٍ تركت لهما ماتيسر من طقوس المطر
******
أنهض رافعاً بحر شوقي لفجرها الممعن في الزحف
يترنح الليل تحت وقع انعتاق الندى
كانت الشرفة تطبق الصمت على الحبيبين
يصنعان فطائر الالتحام وخبز التماهي
النبيذ المقطر من عنب الهمس
كان تموز قبل قليل هنا
ترك اللحظة في شبقٍ
إذ يرفع الهشيم اليدين أمام عاصفة النار
******
فأمي نعم لن تموت
يوسف العادل
20/3/2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. برنار بيفو أيقونة الأدب الفرنسي رحل تاركًا بصمة ثقافية في لب


.. فيلم سينمائي عن قصة القرصان الجزائري حمزة بن دلاج




.. هدف عالمي من رضا سليم وجمهور الأهلي لا يتوقف عن الغناء وصمت


.. اختيار الناقدة علا الشافعى فى عضوية اللجنة العليا لمهرجان ال




.. صباح العربية | نجوم الفن والجماهير يدعمون فنان العرب محمد عب