الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تيار أولاد الشوارع

محمود الزعبي

2013 / 1 / 2
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


تيار أولاد الشوارع

يبدو أن الشارع السوري يقود نفسه من جديد إلى ثورة تحمل شعارات أعمق من شعار« إسقاط النظام» وهو حالة جديدة من الفرز السياسي للشارع السوري، وتحول طبيعي لمسار الحراك الشعبي الذي بلغ ذروته في ثورة 15من اذار ولم ينته حتى الآن، بل بدأت تظهر في زواياه نوى لتشكيلات سياسية جديدة، قد تكون حجر الأساس في نهضة المجتمع السوري بعد عقود من التهميش الإقتصادي والتحييد السياسي والوطني وفي هذا السياق لوحظ في الإسبوعين الماضيين الإعلان عن تشكيل تيار جديد بمبادئه وأهدافه وقاعدته الشعبية، والذي أصدر بيانه السياسي دون الإعتماد على فلسفيات التسميات وبروتوكولات الصياغة اللغوية رافعاً شعارات حول إسقاط النظام وتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية و تعميق مفهوم الحريات والديمقراطية، والإهتمام بقضايا الجماهير الشعبية وطرح مقولة إعادة الدورالوطني الحقيقي للشباب المهمش في سورية والعمل على تفعيل الدور الأدبي والأخلاقي وإحياء التراث ونبذ التعصب الديني والطائفي وتهمبش الآخر
إن تشكل هذا التيار له دلالاته العميقة على طبيعة الحراك الشعبي في سورية ومزاج الجماهير فقد عكست ولادته رفض الشارع لتشتت المعارضة الخارجية واختلافاتها
.
تكمن الأهمية في إعلان هذا التيار في إلقاء الضوء على التحول الجديد في وعي الشارع السوري لطبيعة الثورة التي قام بها وإدراك ماهيتها وإدراك ضرورة تعميق أهدافها وأدواتها وبالتالي تعميق حالة الفرز السياسي، وتحييد نضال الشعب عن الصراعات الثانوية، والوصول إلى قوى ناضجة في قراءتها السياسية للواقع، وأكثر تطويرا في أدواته وقدرته على قيادة الجماهير وهو ماقد يعني تحولاً هاماً في بلورة قوى معارضة جدية للحكام الجدد.

وربما يكون لافتاً أن المجموعة الوليدة جمعت حوالي ثلاثة آلاف عضو في أقل من اسبوعين ، فالمتتبع لأعضاء المجموعة سيجدهم في غالبيتهم من الإعلاميين والمثقفين والأدباء المستقلين سياسياً. والذين فرحوا بثورة شارعهم وتبنوها، وربما ناصبوا كل بيت سياسي العداء لمصلحة هذا الشارع.
وفي الشارع حيث وجد المجتمعون الافتراضيون حريتهم وصوابية خطواتهم
غسان سلطانة وهو مؤسس التيار الذي جمع في قلبه مانهله من ديانته المسيحية وتأثر به من محيطه الإسلامي من تسامح وحب الوطن واحترام الآخر هو مثال للسوري العاشق للحرية للثائر للبطل ومن كلماته البسيطة بمفرداتها العظيمة بمعانيها البعيدة عن الأدلجة والفلسفة طرح تياره لأحبائه من الشارع الثائر بهذه الكلمات

"أنتم تفخرون بسوريتكم ؟ تفخرون بأنكم انتم يا من نزلتم إلى الشارع ستنزلون دائما" لتسقطون كل ساقط يأتي بعد هذا الساقط ؟ هل أنتم راضون عن أنفسكم بأنكم ما ملكتم إلا الكلمة والمال وقدمتموهما لثورتنا المباركة ؟ مؤمنين بأن سوريا لنا كلنا وسنحاكم كل من تلوثت يديه بدماء أبناء سوريتنا ؟ تؤمنون بحرية الآخرين وأن لهم الحق بالترويج لإيمانهم بشكل سلمي ونترك لصندوق الاقتراع والاستفتاء الكلمةالفيصل ؟ مقتنعين بأنه لكل منا ماضيه ومايهمنا حاضره وماسيكونه مستقبلا" ؟ تقسمون بأنكم لاتسعون لمنصب أو جاه في سوريا التي نسعى إليها ؟ سنتشارك آلامنا وأفراحنا وأخبارنا من خلال تيارنا ؟ لاتخشون أن تكونوا بيننا بأسمائكم الحقيقية ( أضعف الإيمان أن يعرف أحدنا من أنتم ؟ ) .. إن كنتم هذا وأكثر فأنتم .. بنات وأبناء شوارع .. لكِ أن تفخري وتقولي : أنا بنت شارع .. لكَ أن تفخر وتصرخ : أنا ابن شارع "
أعتقد أنه هذا هو المطلوب العودة إلى ثورة الكرامة العودة إلى الكلام الجامع العودة إلى سوريا
التعايش إلى سوريا السلام ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حمدين صباحي للميادين: الحرب في غزة أثبتت أن المصدر الحقيقي ل


.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المتظاهرين من جامعة كاليفورني




.. The First Intifada - To Your Left: Palestine | الانتفاضة الأ


.. لماذا تشكل جباليا منطقة صعبة في الحرب بين الفصائل الفلسطينية




.. Socialism the podcast 131: Prepare a workers- general electi