الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جني الزّيتون : هذا ما جناه المعطّلون !!

حزب الكادحين في تونس

2013 / 1 / 3
مواضيع وابحاث سياسية



بعد سنوات من الدّراسة بما فيها من أحلام ومن معاناة، وبعد سنوات أخرى من البطالة ومن الحرمان، وبعد سنوات أخرى من التّضحية ومن النّضال، وبعد عقود من الانتظار.. يتمّ تبشير المعطّلين عن العمل بفتح باب الانتداب الآلي وغير المشروط في قطاع جني الزّيتون.
هكذا، وفي غفلة من الزمان، وعلى خلاف العادة، يفتح وزير التشغيل باب الجنّة أمام كلّ المعطّلين ليدخلوها أفواجا أفواجا متجاوزا كلّ التعقيدات الإداريّة والشّكليّات والبروتوكولات والعراقيل البيروقراطيّة. فلا أعضاء التأسيسي تناقشوا وتجادلوا وتشاجروا ليزيدوا في عمر مجلسهم وفي قيمة أرصدتهم البنكيّة ولعلّ الوزير المعنيّ تنبّه في هذا الإطار إلى ضرورة التعجيل خشية أن يفوت موسم الجني وجماعة المجلس لمّا ينتهوا بعد من مناقشة فصول قانون التشغيل فنخسر حينئذ الصّابة ومواطن الشّغل ودون أن يتلقّى المعنيون بالشّغل أدنى درجات التكوين في كيفية القيام بهذا العمل من قبل الجهات المختصّة، ودون ان تُفتح أمامهم مناظرة يُحدّد تاريخها ومكانها ومحتواها ومدّتها ومراحلها ومكوّنات ملفّ الترشّح وشروط الترشّح... إلخ من الإجراءات المعهودة والعادات العتيقة، فيا ليت جميع الانتدابات تصبح على منوال هذه البدعة فتصبح البدعة عادة وحينها سنقضي على البطالة وعلّنا نستورد بطّالة الأقطار الصّديقة والشقيقة ونريحها من ضغطهم.
وانطلاقا من هذا، فإنّ الوزير المعنيّ قد حقّق فعلا انجازا عظيما، وفّر الشّغل وأزاح عن وزارته وزرا ما عاد يطاق وعن حكومته أثقل عبءٍ فحقّق بالتالي أهمّ مطلب قامت من أجله الانتفاضة وحقّق أحد أهمّ "أهداف الثورة" ليفيد العباد والبلاد. أيّها الوزير، إنّ أغلب المعطّلين عن العمل هم من أوساط ريفيّة وأغلبهم هم أبناء فلاّحين فقراء يملك بعضهم بضع شجرات من الزّيتون، وليس غريبا عليهم الاشتغال في هذا القطاع. وربّما جرّب بعضهم الاشتغال في ضيعات كبار الملاّكين العقاريين فنالوا ألوان الاستغلال المادّي والمعنوي من قبل أولئك الإقطاعيين وأشباههم، وهم يعرفون جيّدا تفاصيل المعاناة اليوميّة للمشتغلين فيه وطرق الخلاص إن كانت نقدا أو بمقابل عينيّ.
ثمّ، وأنت تتباهى بأنّ ثلثي المعطّلين أو أكثر قد سجّلوا للالتحاق بهذا الشّغل، لمَ لمْ يتبادر إلى ذهنك أنّ هؤلاء سيعودون بعد اشهر قليلة ليطرقوا بابك من جديد ويعتصمون ويطالبونك بالرّحيل ؟ حينها ستضطرّ إلى فتح باب انتداب موسميّ جديد في قطاع جني اللّوز أو الطّماطم أو القمح أو غيرها من صابات الصّيف، غير أنّ هذا الأمر ليس مضمونا.. فما عساك تفعل حينها ؟ أم أنّك ستقتصر على ترسيمهم في قطاع جني الزيتون فقط وتحدث لهم "وزارة الزيتونة" على غرار إذاعة الزيتونة وقناة الزيتونة وبنك الزيتونة.
كذلك، وأنت تتحجّج بأن صابة الزيتون قد يصيبها التّلف إذا لم يجنها هؤلاء المعطّلون، ينتابني الاستغراب حول السكوت طيلة سنوات وسنوات عن مصير صابة مواسم "ما قبل الثورة" ولماذا لم يفتح ملفّ الفساد في هذه المسألة ويقدّم الفاسدون إلى "العدالة الانتقاليّة" ؟ وإذا لم يكن الأمر كذلك، فأين أولئك الذين جنوا سابقا أم أنّهم حصلوا على وظائف "بعد الثورة" وتمّ تشغيلهم في قطاعات أكثر أجرا أو رواتبَ وذلك بعد ان تحصّلوا على "بونيس" يؤهلهم لذلك مثلما تمّ وعد المعطّلين بذلك. أو ربّما فاقت الصّابة هذه السنة سابقاتها-وهذا ما أرجوه- وحينها فلا مانع من اللّجوء إلى الجيش الاحتياطي لإنقاذ الإنجاز الإيجابيّ الوحيد الذي سيعلّق في دفتر تحصيل هذه الحكومة ، حتّى وإن كانت المسألة خارجة عن إطار تدخّلها.
في النهاية، لا يبدو صعبا أو مستحيلا على وزير في "حكومة ثوريّة" أن يقوم بإنجاز ثوريّ حقّا يريح بفضله بابه من طرق المعطّلين والمجتمع والبلاد بأكملها من احتجاجاتهم، وذلك بأن يقسّم تلك الضّيعات الواسعة من الزّيتون التي تمتدّ على طول البصر أو أكثر على هؤلاء المحتاجين المحتجّين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. داعمو غزة يغيرون ا?سماء شوارع في فرنسا برموز فلسطينية


.. رويترز: قطر قد تغلق مكتب حماس كجزء من مراجعة وساطتها بالحرب




.. مراسل الجزيرة هشام زقوت يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع


.. القسام تستهدف ثكنة للاحتلال في محور نتساريم




.. واشنطن تطالب قطر بطرد قيادة حماس حال رفضها وقف إطلاق النار