الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تداعيات البصرة : ما اشبه هذا بذاك ؟

يوسف ابو الفوز

2005 / 3 / 21
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


رغم كوني اعلن دائما انتمائي لكل هذا العراق الجميل ، الا ان للبصرة موقع خاص في قلبي ، ففيها عشت سنينا كانت حاسمة في حياتي ، حيث قضيت فيها ثلاث سنوات في الدراسة الجامعية في سبعينات القرن الماضي ، ولكن فاشية النظام المقبور لم تترك لي الخيار في اكمال دراستي الجامعية فتركتها مضطرا الى المنفى عام 1979 .
وخلال تلك السنوات المعدودة ، حملت اجمل الذكريات عن البصرة ، وصرت اعد نفسي بصريا ، وفي سنوات المنفى الثقيلة وحين كنت اضطر لاخفاء شخصيتي الحقيقية ومدينتي وانحداري ، كنت انتمي الى البصرة مستفيدا من التفاصيل الجميلة التي احملها عنها ، وهكذا وبحب سكنت البصرة روحي ونصوص الشعر والقصص . ولم يشوش هذه الصورة سوى ما احمله من ذكريات عن ممارسات فاشي البعث وجلاوزتهم الذين كانوا سببا في فراق وطني .
يوما اجرينا سفرة طلابية الى مدينة القرنة ، الى ملتقى دجلة والفرات ، والى شجرة ادم ، وهناك وسط الدبكات والاغاني واحتفالنا بعيد ميلاد بعض الزملاء الذي صادف ذلك اليوم ، واذ وجد جلاوزة الاتحاد الطلابي البعثي انفسهم معزولين عن غالبية الطلبة ، راحو يفتعلون المشاجرات التي بذلنا جهدا ان لا تتطور الى صدامات ، وراحوا يكيلون الاتهامات لهذا الطالب او ذاك ، فنغصوا علينا رحلتنا . وكان ثمة عنصر كريه بز غيره من طلبة الاتحاد البعثي في سلوكه الفج ، راح يتحدث عن الغيرة والشرف ، واتهم طالبة بانها تسير منفردة مع احد الزملاء وبعض ازرار قميصها مفتوحة و ...
ـ ماذا قلت ، هل يمكن اعادة ما تقول ؟
ـ قلت ان ثمة طالب من عناصر الاتحاد الطلابي البعثي اتهم طالبة محترمة ، خلال سفرة طلابية جامعية بانها تسير وزميل لها وبعض ازرار قميصها مفتوحة !
ـ وتقول ان هذا حدث في سبعينات القرن الماضي ؟
ـ نعم ، وهذا العنصر الفاشي ، كان يعمل في مخابرات النظام المقبور ، وسام الطلبة الويل !
ـ ولكني قرأت مثل هذا الكلام هذه الايام في جريدة عربية ؟
ـ وهذا هو الدافع لتسجيل هذه التداعيات !
جريدة الشرق الاوسط اللندنية ، في تغطيتها للاعتداء الغاشم الذي حدث منصف اذار وقامت به مجموعة دينية متطرفة على طلبة كلية الهندسة في جامعة البصرة خلال قيامهم بسفرة طلابية الى متنزه الأندلس في وسط البصرة خلال النهار ، نقلت لنا تصريحات مسؤول طلابي من هذه الجماعة الدينية المتطرفة الذي وصف ما شاهده بأنه كان عبارة عن "طلبة يسمعون الأغاني بصوت عال من مسجل الصوت، اغاني مثل هذه التي تسمع في الاذاعات واغاني الديسكو "، وايضا اشار الى انه " شاهد طالبا يتمشى لوحده مع طالبة وأزرار قميصها تبدو مفتوحة بصورة غير محتشمة" .
ما اشبه هذا بذاك ؟!
سياسة العسف التي مارسها النظام الديكتاتوري باثواب الخاكي ، جرت تحت شعارات قومية شوفينية ، وسعت لتأطير المجتع بفكر البعث الفاشي ، فالعراقي معهم وان لم ينتم ، بقوة العصا والفلقة وكاتم الصوت . اليوم بلحى كثة وعمائم ، وشعارات ظلامية تتستر بالدين ، تسعى جهات تلقى العون من اطراف خارجية لتأطير مجتمعنا العراقي وفق نموذج " طالبان " .
بيانات المنظمات الطلابية والشبابية العراقية ، كانت واضحة في معارضتها لهذه الانتهاكات الفضة لحقوق الانسان في العراق ، واعتبرت ذلك شكلا من بذور التهديد لمشاريع العراق المستقبلية الديمقراطية ، واهابت بكل المنظمات الطلابية والشبابية والاحرار في العراق والعالم ان يعلنوا تضامنهم مع شبيبة وطلبة العراق ، ضد اي تجاوز على حقوقهم الاساسية في النشاط الثقافي والاجتماعي والتعبير عن الراي والمشاركة السياسية .
قلت ما اشبه هذا بذاك ، فاذا كان النظام المقبور اوصل بلادنا الى كل هذا الخراب ، فهؤلاء ما هم الا من نتائج سياسة النظام الديكتاتوري المقبور ، التي هدمت بلادنا واوصلته الى الخراب ، فهم جزء من تركة النظام المقبور ، يعملون بادواته وباساليبه وايضا يستعيرون مفرداته .
لنقف بحزم امام ظلاميتهم ، ولنعمل بجد من اجل وضع حد لاي تعسف ومحاولات التستر بالدين لسلب الحقوق التي حققها ابناء العراق بنضالهم وتضحياتهم . لنوحد الجهود الخيرة للعمل من اجل عراق ديمقراطي ، من اجل مستقبل افضل لطلبتنا وشبيبتنا .

سماوة القطب
19 اذار 2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السنوار لا يعرف بدقة أعداد ومواقع المحتجزين .. هل تواجه حماس


.. بوتين يضع شرطين لوقف الحرب.. ويكشف سبب -الزحف نحو كييف- | #ر




.. اتفاقية أمنية أميركية أوكرانية ردًا على التهديد الروسي باستخ


.. توقعات #اليورو_2024: #إنجلترا، #فرنسا، #إيطاليا، #إسبانيا، و




.. إلى متى ستبقى الساحة الأوكرانية حربا بالوكالة بين روسيا والغ