الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الثورة الفرنسية وتغير الحكم في العراق

ستار عباس

2013 / 1 / 3
كتابات ساخرة


ا
قد يستغرب القارئ من العنوان "فعرب وين طنبوره وين" تحدث الثورات في العالم نتيجة السياسات الخاطئة وانتهاج ثقافة ميكافيل في التعاطي مع الشعوب واتباع الظلم والجور والاضطهاد لتمرير المطامع والتسلط الأمر الذي يدفع بمنظري ومثقفي الشعوب الوطنيون بارساء ثقافة التغير والثورة والتذكير بالثورات التي سبقتهم وانهم ولدوا حراراً ولهم الحق في الحكم وبناء الوطن وهم الا قوى ومصدر السلطات وان طال الزمن, لذلك ظلت عالقة في ذاكرة الزمن ثورات الحق والإباء والحكم العادل تغترف منها الشعوب الفقيرة الساعية الى الحرية والعدل والمساواة وتعديل مسار الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان كثورة الحسين (ع) وغاندي وحكم ماندلا و الزعيم عبد الكريم قاسم و سوار الذهب في السودان والثورات التي غير مجرى الحكم من التسلط الى الديمقراطية الحقيقية, فالثورة الفرنسية رغم الانتكاسة التي مرت بها في بداية العشر الأولى من عمرها "بسبب غياب مشروع بناء الدولة ومغريات السلطة وبقاء جزء من النظام السابق" الا انها عدلت مسارها بعد زمن وأصبحت من الثوارات التي لايمكن القفز عليها عندما نستقرا بناء وتاسيس الجمهوريات, فبعد ان طفح الكيل وضاق صدر الشعب ذرعنا من سياسة الملك جورج السادس وزوجته والنبلاء ورجال الدين والثقافة التي ارساها المنظرين التنويريون منتكو وفولتير وجان جاك روسو واستغلالهم الهوة بين الشعب والسلطة بشكل صحيح وتثقيفهم لشعب ثقافة انتزاع الحرية والقيام بالثورة التي بدات شرارتها الاولى بتحطيم سجن الباستل1979 وخروج المعدمين والمظلومين والمجرمين على حداً سواء فتوفرت الأرضية الخصبة للإشعال نار الثورة كما حدث في العراق عندما فتح النظام السابق السجون وخرج المظلومين والمجرمين الذي شكل هو الاخر الارضية الخصبة "ولكن للاحتلال", المعدمين الذين خرجومن رحم الفقراء و محط انظار الشعب الفرنسي واملهم لتولي الحكم وتعويضهم عن الظلم والحيف الذي لحق بهم من جراء السياسات السابقة(لقد كانت الامور تدار من قبل زوجة جورج السادس ملك فرنسا والنبلاء ورجال الدين ولكن التهم تلقى على جورج كونه ملك ولكن ضعيف الشخصية) ولتفت الجماهير حولهم واوصلوهم الى الحكم لكن السلطة ومغرياتها كانت لهم بالمرصاد لئن البعض منهم لم يكن متسلحا بالمبادى(اوعبر قجق وهذه موجودة) والتي جاءت بها الثورة وبقاء البرجوازين(جان ماكوا اجتثاث) المعتدلين الراسخة في اذهانهم سياسات النظام السابق(نظام المك جورج) وتداخلهم مع الثوار وافسادهم الامر الذي حولهم خلال فترة عشر سنوات من معدمين الى اثرياء جدد فاصبحوا يمتلكون الاراضي الزراعية والضياع المطله على الشواطي(يبدو ان لعنة الحكم مرمية عل اكتاف الانهار فالكل يسكن ابان فترة الحكم بالقرب من الانهار) فنحرفوا عن خط الثورة وابتعدوا عن تلبية طموحات جماهيرهم وبدا الشعب يسخط عليهم ويطالب بتغيرهم او التنحي عن الحكم الامر الذي عبد الطريق للبروجوازين بالتفكير في صناعة الجمهورية المتسلطة عن طريق نابليون بنوبارت الذي لايعرف الا لغة العنف وطرد الثوار الكلك في1799(ولا اعرف هل رتب الثوار امورهم ام لابعد الطرد)
ففي عام 2003 ايضا عولت الجماهير على الاحزاب والقوى التي كانت تعارض النظام السابق والتي عانوا هم وعوائلهم من تهجير وقتل وايداع في السجون حتى وصل الامر العيش على نفقات الدول الاخرى جراء القحط الذي اصابهم والبعض الاخر امتهن ابسط الاعمال من اجل سد رمق الحياة بمعنى انهم فقراء ومعدمين حالهم حال الاخوان الثوار الفرنسيين وايضا تولو الحكم وأزرهم الشعب بكل مايملك من قوة ولكن مغريات السلطة وغياب مشروع بناء دولة ووجود عناصر من النظام السابق الذين دخلوا معهم وشجعوهم على السكن قرب النهر والثراء والاستفادة من الاخطاء التي قد يكون قد وقعوا فيها الثوار الفرنسيين فرتبوا امورهم كما فعل النبلاء بالفقراء في فرنسا قبل قبل 450سنة وسرعان ما تغيرت سياساتهم ووصلوا الى سلطت القرار(جماعة النظام االسابق) وبعد عشر سنوات وكما هو الحال عند الشعب الفرنسي تذمر الشعب بسبب انحرافهم عن المبادى التي يؤمنون بها وتنصلهم عن الوعود التي قطعوها لجماهيرهم وحجم الثراء الذي وصلوا اليه بفترة عشرة سنوات(من رواتبهم الخير من الله)الامر الذي سوف يؤدي الى وجود هوة بينهم وبين الشعب تزداد يوما بعد يوم توصلهم الىامورلا يحمد عقباها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا شبه
فائز النبهان ( 2013 / 1 / 3 - 19:18 )
الشعب العراقي ليس الشعب الفرنسي ولايمكن ان يكون يوما صاحب اراده حره كما هي لباقي الشعوب والتاريخ اثبت ذلك.


2 - شتان مابين العشرة الفرنسية والعشرة العراقية
البدراني الموصلي ( 2013 / 1 / 3 - 19:38 )
استاذي العزيز ستار
اظنك تقصد لويس السادس عشر وماري انطوانيت
ومع انك تلمست بعض جوانب الشبه فيما حدث على الموقعين الجغرافيين المتباعدين الا انك اغفلت جوانب الاختلاف الهائلة بين الزمنين .الثورة الفرنسية ولدت من رحم الشعب الفرنسي نفسه خالصة لم تخالطها اية انفاس خارجية وجاءت كما تفضلت نتيجة الثورة التنويرية التي سبقتها والتي قام بها العظماء فولتير وروبسبيرو و روسو وغيرهم وهم من رسخوا مفاهيم الحرية عند الشعب الاعزل المضطهد
وهنا الفرق الشاسع فالتغيير في العراق جاء على دبابة اجنبية لم يكن همها تحرير الشعب ووضع اقدامه على طريق الحرية والديمقراطية , بل على العكس احتلاله واذلاله وتسليط طغمة رجعية متخلفة حتى النخاع عليه لاستنزاف ثرواته وارجاعه الى قرون الجهل وتغييب الوعي
من من هؤلاء الجهابذة المتسلطين على رقابنا يملك معشار ما كان يؤمن به اصغر منظري الثورة الفرنسية وفلاسفتها ؟؟
وكيف لجاهلية الاديان الخرفة ان ترقى الى مستوى التنظير لثورة تقدمية تتوافق مع القرن الحادي والعشرين وهي ترجع بنا القهقرى لاكثر من 1400 سنة وتغرينا بالحور العين والغلمان ؟؟؟؟
شتان ما بين الزمنين يا سيدى الفاضل

اخر الافلام

.. الكينج والهضبة والقيصر أبرز نجوم الغناء.. 8 أسابيع من البهجة


.. بهذه الرقصة المميزة والأغنية المؤثرة... مسرح الزمن الجميل يس




.. المخرج عادل عوض يكشف كواليس زفاف ابنته جميلة عوض: اتفاجئت بع


.. غوغل تضيف اللغة الأمازيغية لخدمة الترجمة




.. تفاصيل ومواعيد حفلات مهرجان العلمين .. منير وكايروكي وعمر خي