الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شخبطات الدستور !!

نورالدين محمد عثمان نورالدين

2013 / 1 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


الجدل المحتدم اليوم حول الدستور وهويته .. وماهية الدستور الذي يجب أن يحكم به السودان هل هو ( دستور علماني ) أم ( دستور إسلامي ) أم ( دستور مختلط ) هو فى تقديري جدل بيظنطي لا يقدم ولا يؤخر ، ويظهر بكل وضوح تلك المصالح التى يبحث عنها كل جانب ليضع دستور يخدم مصالحه ..

ومن المعروف أن السودان منذ أن نال ذلك الإستقلال بإنفصاله عن التاج البريطاني حتى هذه اللحظة لم يضع دستور دائم للبلاد ، والسبب بكل بساطة هو عدم الإتفاق حول هوية الدستور ، والمسؤولية الأكبر تقع على تلك النخب التى كانت تحكم هذه البلاد وتسيطر على أجهزتها القضائية والتنفيذية دون أن تجتهد فى وضع ( دستور دائم ) للبلاد ، وكل مافعلته تلك النخب هو أن سعت لبناء مجد ذاتي لها ولأسرها حتى أصبح كل مثقف أو وزير أو مستشار حينها له أسرة ذات صيت وذات مال وذات إسم تجاري ، وكل هذا فى غفلة من هذا الشعب ..

واليوم يتواصل ذات الجدل الذي ورثته النخب الحالية ، حول ماشكل وهوية دستور السودان ، والقضية الأهم من كل هذا ليست هوية الدستور كما يصورها كثير من النخب ، فالزمن تجاوز منذ زمن تلك السيطرة التى تتم من قبل جماعة معينة أو حزب معين على صياغة الدستور بل والحكم بالقوة ، كما يتم اليوم من تكوين أجسام ك ( جبهة الدستور ) وغيرها من واجهات الحزب الحاكم ، فكل هذا لن يتم الإعتراف به ، فالحزب الحاكم ذات نفسه اليوم إعترف بعدم شرعيته فى حكم البلاد منفرداً ويحاول جاهداً إشراك الآخريين بل ودعوتهم لصياغة الدستور حتى وصل به الأمر لدعوة ( حملة السلاح ) للمشاركة ( دون السعى لحل أسباب الأزمة ) وعندما يفشل ، يستند على شرعية تلك الإنتخابات التى أجراها بنفسه ، كما تفعل كل الأنظمة الأحادية ، ولكنها ستظل فى صراع مع الأخريين حتى تخضع وتقتنع بعدم جدوى العناد والتمترس خلف شعارات تجاوزها التاريخ ..

فمن أراد أن يحكم البلاد عليه بالإحتكام للدستور والقانون ، ومن أراد أن ينفذ ( مشروعاً حضارياً ) أو يصنع مجتمعاً فاضلاً أو يدعو ( لعدالة إجتماعية ) ماعليه إلا أن يطرح برنامجه عبر الإنتخابات ( بكل بساطة ) ، والخيار هو من يختاره الشعب ، أما حكاية أن يفرض حزب معين مشروعه وبرنامجه بالقوة والسطوة والجبروت ، فهذا مسلك مرفوض حتى لو كان هو البرنامج الأصلح للمجتمع ..

وأهمية الدستور ( المتفق عليه ) لا تاتي من تلك ( الشخبطات ) على صفحات الورق ، فكم من دستور جيد ومعبر عن التنوع ومعبر عن الإختلاف ويمنح ( الحريات ) ويتعامل على أساس ( المواطنة ) والحقوق والواجبات ، يتم تجاهله ولا يتم تنفيذه وحتى السلطات المنوط بها المحافظة على قدسيته ، تتملص منه بأوامر الحكام ، فالتحدي الحقيقي ليس فى كتابة نصوص الدستور- فكلما ننشده فى الدستور هو أن يعبر عن( تنوع ) الشعب السوداني ويمنح ( الحريات ) كاملة غير منقوصة - وإنما التحدي الحقيقي هو فى حماية الدستور وتنفيذه وتطبيقه عبر سلطة قضائية مستقلة ، وليس كما يحدث اليوم أن تأخذ الدولة بالشمال ما أعطاه لنا الدستور باليمين ، والواقع هو الذي يتحدث ..

ولكم ودي ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل حسن نصر الله.. هل تخلت إيران عن حزب الله؟


.. دوي انفجار بعد سقوط صاروخ على نهاريا في الجليل الغربي




.. تصاعد الدخان بعد الغارة الإسرائيلية الجديدة على الضاحية الجن


.. اعتراض مسيرة أطلقت من جنوب لبنان فوق سماء مستوطنة نهاريا




.. مقابلة خاصة مع رئيس التيار الشيعي الحر الشيخ محمد الحاج حسن