الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الراسمالية والبيئة

ادم عربي
كاتب وباحث

2013 / 1 / 3
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


الوضع البيئي كارثي على كوكبنا ، ومن دراسات احصائيه للعديد من التوقعات ، يبدو الوضع خطيرا للغايه ، سخونة الكوكب في تصاعد مستمر ،، مما له تداعيات كارثيه على الانسان والبيئه ، مستوى مياة البحر في تصاعد مستمر ، مما نشهده من فياضانات خطيرة هنا وهناك ، موجات الحر الشديد ، المناخ القاسي ، انقراض بعض انواع الكائنات الحيه لانعدام المجال الحيوي لديها ، وحسب التوقعات اذا استمر الوضع البيئي بهذة الوتيرة ، فسنشهد تكدس بشري حول القطبين هروبا من الحر الشديد ، ان ما يحدث كارثه حقيقية ، يجب التوقف عندها وابراز مدى خطورتها ومن المسؤول عنها وهل هناك بدائل عنها .
احدى الدراسات تقول ان جليد القطب الشمالي اصبح اليوم يذوب بمعدل اعلى ستة مرات عن السابق ، وهذا اسبابه الاستهلاك المفرط للوقود الاحفوري الذي ينتج غاز ثاني اوكسيد الكربون الذي يعتبر المسؤول الرئيس عن تسخين الجو وارتفاع درجة الحرارة ، حسب علماء ناسا كان الجليد الى حد عام 1990 بمعدل ثلاث اقدام سنويا بينما اليوم معدل الذوبان اكثر من سبعين قدم سنويا .
كذلك معدل التصحر فقد ارتفع من 500 ميل مربع في السبعينات الى 1700 ميل مربع حاليا ، وهذه ارقام كارثيه تذهب الى ما جئنا به في المقدمه .
ان الولايات المتحدة تقف على قمة الهرم في مساهمتها بهذه الكارثة ، فحصة الولايات المتحدة من التلوث عالميا 45% اي تساهم بهذة النسبه عالميا ، لذا المسؤوليه الكبرى تقع على عاتقها اذا قررت ان ينقلب هذا الوضع راسا على عقب وتقليل استخدام الوقود الاحفوري ومشتقاته للتقليل من ابعاث ثاني اوكسيد الكربون المسبب الرئيس لتسخين الارض ومن ثم تدميرها .
ان قطاع النقل في الولايات المتحدة اكبر اسطول مستهلك للوقود الاحفوري حيث تبلغ مساهمته في التلوث حوالي 25% وهي نسبه تعتبر كبيرة وايضا يمكن حلها اذا توفرت النيه في ذلك ، فشركات الطاقه المنتشرة في المعمورة لن تسمح لاي تكنولوجيا ان تخلخل احتكاراتها لهذا القطاع وجني الارباح الخياليه ، وان كانت على حساب تدمير البيئه ، فالعلم اليوم متطور ولم يعد هناك مشكلة في انتاج مصادر بديلة للطاقة النظيفه كالطاقه الشمسيه او غيرها ، فالعلم اليوم قادر على انتاج مادة بديلة للنفط وبطرق ارخص من النفط ، ولا تلوث الهواء ولا تهدد الحياة .
انتاج غاز الهيدروجين اليوم من الماء وبكميات كبيرة لم يعد مشكلة ، فباستخدام هذا الغاز كبديل للوقود كمصدر احتراق ينفث لنا بخار الماء من العوادم وبالتالي نكون تخلصنا من نسبة كبيرة جدا من الملوثات ، لكن هيهات لشركات الاحتكارات ان تسمح باستخدام هذا المصدر الرخيص والمتوفر في كل الدول .
في ظل الظروف العادية لا يعمل المجتمع الرأسمالي على إشراك الأغلبية الساحقة من الناس في مسلسل صنع القرار فيما يتعلق بالسياسة العامة. لم يتم تنظيم أي نقاش عام متبوع باستفتاء حول ما إذا كان على الولايات المتحدة أن تشن حربا شاملة ضد العراق. الأغلبية الساحقة من الأمريكيين ليست لديهم أية قدرة للتقرير فيما إذا كان يجب تشييد شركات لإنتاج الطاقة النووية أم لا، أو أي نوع من السيارات يجب على فورد أو جنرال موتورز أن تنتجا. تتخذ هذه القرارات خلف الأبواب المغلقة من طرف الشركات الأمريكية بهدف الدفاع عن مصالحها الخاصة، وأساسا الرفع من معدلات أرباحها. إنها لا تهتم برفاه الأغلبية الساحقة، لكنها ولكي تزدهر تجد أنه من الضروري عليها أن تزعم أنها تشتغل من أجل الصالح العام.
على سبيل المثال، عندما اكتشفت شركة فورد وجود عيوب في محركاتها، استعملت الإدارة آلاتها الحاسبة ووجدت أنه سيكون من الأرخص بالنسبة إليها أن تحافظ على نفس التصميم المعيب مع أداء رسوم التسوية للضحايا وعائلاتهم المتضررين من هذه المركبات المميتة. بالطبع لم يعملوا في ذلك الوقت على إخبار أي كان بالمخاطر المحدقة. لأن النزاهة لم تكن لتخدم مصالحهم.
الرأسمالية تقسم أعضاء المجتمع إلى طبقتين جد مختلفتين: العمال والرأسماليون. فمن جهة نوجد نحن الذين نكدح ساعات طويلة كل حياتنا، سنتمكن إذا كنا محظوظين من شراء منزل وبعد شراء سيارة أو اثنتين، لا يتبقى لنا سوى الشيء القليل. ومن جهة أخرى هناك الرأسماليون، مالكو الاقتصاد والصناعة، الذين يملكون ملايين الدولارات، إذا لم نقل الملايير، بفضل العمل الذي نقوم به لأجلهم، ويستعملون أغلب تلك الأموال من أجل التأثير في السياسات الحكومية لما فيه مصلحتهم. إضافة إلى ذلك، بما أن المال يتحدث في المجتمع الرأسمالي بأعلى الأصوات، فإنهم جد ناجحين في هذا المسعى. نورد هنا بعض الأمثلة:
شركات إحراق الفحم تقدم الأموال لأحد "العلماء البيئيين القلائل" الذي ينتقد المزاعم بخصوص ارتفاع حرارة الكوكب. (النيويورك تايمز، 28 يوليوز 2006).
الوكالة الفدرالية المسئولة عن حماية الدببة القطبية منعت اثنان من العلماء من الحديث عن محنتها بسبب ارتفاع حرارة الكوكب. تواجه الدببة خطر الانقراض بسبب افتقادها لبيئتها. (The San Francisco Chronicle، 9 مارس 2007)

وقد أوردت النيويورك تايمز تقريرا يقول أن صناع السيارات يتكتلون في لوبي ضد إجراءات الاقتصاد في استهلاك الوقود.

« تقوم إدارة بوش باقتطاعات هائلة من اعتمادات جهود قياس حرارة الجو من الفضاء...» (The San Francisco Chronicle، ا 5 يونيو 2007)

وقد أكدت النيويورك تايمز في إحدى افتتاحياتها (10 يونيو 2007) على أن:

« عندما انتخب الأمريكيون مجلس شيوخ ديمقراطي، خلال نوفمبر الماضي، صوتوا من أجل وضع حد للسياسة المعتادة وعبروا عن اهتمام خاص بالتشريع. أما فيما يتعلق بالمسائل الجوهرية من قبيل الاستقلالية في مجال الطاقة وارتفاع حرارة الكوكب، فإنهم يخاطرون، ليس فقط بالحصول على نفس الشيء... بل أيضا على وضع أسوء مما كان عليه في ظل الجمهوريين.»
مراجع
النص الانجليزي : Capitalism and the Environment
See also:
After the Hague "Summit": Global Warming - The deadly threat of capitalist anarchy by Mick Brooks
Global Warming - A Socialist Perspective by Colin Penfold April 2000)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عزيزي ادم
جان نصار ( 2013 / 1 / 6 - 13:48 )
مقال هام جدا بقدر اهمية الاوضاع السياسيه وهذه هي السياسه الرأسماليه فقد صرح احد اقطاب صناعة الادويه في امريكا ان هناك كثير من الامراض والاوبئه انتشرت في دول العالم الثالث وخصوصا اقريقيا كانت مفتعله صناعيا من قبل هذه الشركات وقتل الالاف وذلك للترويج للادويه وكذلك هناك كثير من الامراض التي يمكن القضاء عليها بطرق طبيعيه رخصة الثمن الا انهم يرفضون الافصاح عنها لكي تستمر صناعة الادويه التي تدر الملاين. تحياتي لك

اخر الافلام

.. احتجاجات في سوريا بعد أعمال عنف استهدفت ممتلكات لسوريين في ت


.. فرنسا: ماذا يغير انسحاب أكثر من 200 مرشح في الجولة الثانية م




.. غزة: موجة نزوح جديدة للفلسطينيين من خان يونس إثر ضربات إسرائ


.. تركيا: توقيف أكثر من 470 شخصًا بعد أعمال عنف طالت مصالح سوري




.. في أول زيارة منذ بداية الحرب.. رئيس الوزراء المجري يصل إلى -