الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العرب واميركا والعداوة العاقلة

معقل زهور عدي

2005 / 3 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


يقول المثل العربي عدو عاقل خير من صديق جاهل .
لاتستطيع الشعوب العربية أن تمد يد الصداقة للسياسة الأمريكية الراهنة . ومخطىء من يتوهم غير ذلك ، سواء أكان باحثا في مراكز الدراسات الاستراتيجية في الولايات المتحدة ، أو صحفيا مثل توماس فريدمان الذي يفاجئك كل يوم بموقف جديد مختلف مرة باظهار ازدراءه للعرب كتلامذة فاشلين في دروس الديمقراطية متجاهلا أن الولايات المتحدة هي المسؤولة الأولى عن اقامة الديكتاتوريات العربية ودعمها، ومرة أخرى بتفاؤله بانتخابات العراق ومظاهرات لبنان واكتشافه مظاهرتين في مصر ( لم نسمع عنهما من غيره ) من أجل تعميم اتفاقية الكويز ، وبالتالي ( رؤيته ) بأن عجلة الديمقراطية بدأت تسير ومعها التطبيع مع اسرائيل ( لاحظ ربط التطبيع بالديمقراطية ) . أم كان المتوهم صديقا عربيا للولايات المتحدة يعتقد ان الشعوب العربية لاتمتلك الذاكرة ويمكن ببساطة أن تبتلع احتلال العراق وقتل 100000 مدني وتدمير مدينة الفلوجة بنسبة 80 بالمئة التي مازال سكانها البالغ عددهم 600000 نسمة مشردين دون ان يعترف بهم العالم حتى كلاجئين في خيامهم قرب مدينتهم المدمرة ، وأن تبتلع مانتج عن احتلال العراق من تدمير لدولته وجيشه وتفكيك لمجتمعه وملاحقة علمائه وقتلهم، ويمكن أيضا أن تبتلع الدعم غير المحدود لأسوأ التيارات اليمينية في اسرئيل . ويكفي أن يوري أفنيري السياسي الاسرائيلي المعروف قد أظهر قلقه من تصريح الرئيس بوش أنه يعتبر شارانسكي أستاذه الفكري ، ومن هو شارانسكي هذا ؟ انه واحد من أسوأ دعاة اليمين والاستيطان في اسرائيل .
ولن تفلح هدنة مؤقتة بدون أفق سياسي حقيقي بين الفلسطينيين وإسرائيل في تغيير شىء او دفع العرب لنسيان جرائم الاحتلال الصهيوني واصراره على ابتلاع 60 بالمئة من الضفة الغربية التي لاتزيد مساحتها عن 20 بالمئة من فلسطين المحتلة .
ان حقيقة الوضعين الفلسطيني والعراقي رغم الأفكار الهوليودية للتجميل ، ورغم محاصرة الحقائق وطمسها لأكثر من كافية لصنع بحر من العداء بين الشعوب العربية والسياسة الأمريكية الراهنة .
لن يتمكن أي تيار سياسي في بلاد العرب مهما كان توجهه يمينا أم يسارا ، اسلاميا ام قوميا ، وحتى ليبراليا من القفز فوق ذلك البحر دون ان يخاطر بفقدان مصداقيته الشعبية .
نعم قد تنشأ بؤر اجتماعية ترى ان تأمين مصالحها يتطلب مد الجسور مع الولايات المتحدة وتوثيقها ، ولكن تلك البؤر المحكومة بمشاعر أقلياتية أو مصالح اقتصادية ( دون الخوض في مشروعية تلك المشاعر ) لاتمثل سوى جزر في المحيط العربي ، وارساء السياسة والاستراتيجية استنادا الى تلك الجزر سيكون ضربا من الحماقة وسيكون في الأمد الطويل عاملا اضافيا لاثارة المشاعر ضد السياسة الأمريكية .
اذن هناك مشكلة في ايجاد أرضية لعلاقة ما بين الشعوب العربية والسياسة الأمريكية واذا كان مثل ذلك الطموح مبررا لأغراض تكتيكية أو كاستجابة لضرورات تتطلبها موازين القوى الراهنة فهناك الصيغة الآتية
تقول الشعوب العربية للولايات المتحدة : لاتطمعي في صداقتنا مع الاحتفاظ بسياسة احتلال العراق وتدميره ونهبه ، ودعم سياسة ابادة الشعب الفلسطيني وزرع المستوطنات ، ولكن لدينا لكم عرضا نرجو ان تفكروا به نحن سنواصل مواجهتكم بكل ما بيدنا من قوة ، انما بحكمة وعقل وذلك يعني الآتي :
أولا حصر عداوتنا بسياستكم المعتمدة حاليا للهيمنة والاحتلال ودعم اسرائيل ، وبالتالي فلسنا معنيين بتوسيع العداوة بصورة غير مبررة ومؤذية لنا ولكم واعطائها أبعادا تاريخية او ايديولوجية مثل حرب الحضارات .
ثانيا حصر الأهداف المشروعة للمهاجمة بقوى الاحتلال العسكرية وتجنب زج المدنيين بالصراع بصورة متبادلة .
ثالثا سنحاول استعمال كل الوسائل السلمية لمقاومتكم ، بما في ذلك التضامن مع الرأي العام الأمريكي والعالمي المناهض للحرب والاحتلال ، وحين نشعر ان تلك الوسائل مجدية فسنحاول الاعتماد عليها أكثر فأكثر على حساب الوسائل الأخرى .
رابعا سنقف ضد النزعات العنصرية والمتعصبة التي تحاول تعميق الكراهية بين الشعوب المغلوبة على أمرها ومنها الشعب الامريكي .
خامسا سنعيد النظر في مواجهتنا لسياستكم بمقدار ما نلمس تغييرا حقيقيا فيها على الأرض وليس على المنابر الكلامية الفارغة .
هذا عرضنا لكم . مقابل ماذا ؟
مقابل أن ترفعوا دعمكم للديكتاتوريات التي أنشأتموها ومازلتم تدعمونها في منطقتنا رغم ادعاءاتكم الخاصة بالديمقراطية وحقوق الانسان . وان تتركوا الشعوب العربية تقرر مصيرها بنفسها ، وتؤسس ديمقراطياتها المتحررة .
نعلم انكم توصلتم الى ان تلك الديكتاتوريات أنتجت ظاهرة الارهاب كرد فعل على الاستبداد الوحشي والفشل في التنمية والفساد ، وما زلتم تكابرون في الاعتراف بان سياستكم في الهيمنة والاحتلال ودعم اسرئيل سبب رئيسي أخر .
وأنكم تتساءلون عن بديل تلك الديكتاتوريات وتخافون من صعود التيارات الاسلامية والراديكالية .
حسنا . لقد بدأ الأمر يخرج عن سيطرتكم أيضا ، والعقل يقتضي الاندماج مع تيار التاريخ بدلا من معاندته .
أصدقاؤكم المستبدون الفاسدون سيكونون وبالا عليكم ان بقوا في الحكم ، وكما يقول المثل العربي عدو عاقل خير من صديق جاهل . ولكم الخيار .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو طريف.. كاميرا مراقبة ترصد ما فعلته دببة شاهدت دمى تطفو


.. الرئيس العراقي: نطالب المجتمع الدولي بالضغط لوقف القتال في غ




.. سقوط مزيد من القتلى والجرحى مع تواصل القصف الإسرائيلي على غز


.. أكسيوس: إسرائيل قدمت خطة لمصر لإدارة معبر رفح| #الظهيرة




.. ما -الحكم العسكري- الذي يريد نتنياهو فرضه على غزة في اليوم ا