الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يرفع التباهى بالممتلكات من قدرنا ؟

مجدى زكريا

2013 / 1 / 3
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


" يمكن لارتداء سروال جينز او اى لباس اخر من تصميم مصمم مشهور ان يرفع من يفتقر الى الثقة بالنفس من الحضيض الى عالم خيالى يعلن فيه على الناس : " انا شخص مهم. واذا لم تصدقونى, يكفى ان تنظروا الى ماركة ثيابى ". - عالم النفس شايتور د. مايسون.
يتباهى البعض بممتلكاتهم الفاخرة او ثيابهم التى صممها شخص مشهورليكونوا موضع اعجاب الجميع. على سبيل المثال, ذكرت مقالة فى ذا واشنطن بوست ان حديثى النعمة فى احد البلدان الاسيوية " يعشقون المنتجات الفاخرة كالحقائب الفرنسية والسيارات الرياضية الايطالية. حتى انهم يحبون ان يعرضوا ثرواتهم ".
طبعا لا مانع ان يتمتع المرء بثمرة جهوده. فالكتاب المقدس يقول : " كل انسان ينبغى ان يأكل ويشرب ويرى الخير من كل كده. انها عطية الله ". (جامعة 3 عدد 13) ولكن هل يجوز ان نتباهى بممتلكاتنا او نعرضها على الاخرين ؟ ماذا يقول الكتاب المقدس فى هذا الصدد ؟
اى نوع من الاصدقاء قد يجذب الاثرياء, او من يدعون الثراء, عندما يعرضون مقتنياتهم ؟ ينورنا الكتاب المقدس بالحكمة التالية عن الطبيعة البشرية : " الفقير مبغض حتى عند قريبه, واصدقاء الغنى كثيرون ". - امثال 14 عدد 20.
ان فحوى الاية واضح : " اصدقاء الغنى الكثيرون, لا يصادقونه هو بل يصادقون ثروته. وصداقتهم المزعومة وتملقهم يتبعان من انانيتهم. وتقول الاسفار المقدسة ان هذا التملق " مظهر كاذب يخفى طمعا ". - تسالونيكى الاولى 2 عدد 5.
لذلك اسأل نفسك : " من اريد ان اصادق : اصدقاء يحبوننى لما املك او اصدقاء حقيقيين يحبوننى لما انا عليه ؟ ". يبين الكتاب المقدس ان سلوكنا يمكن ان يؤثر فى نوعية الاصدقاء الذين نجتذبهم الينا.
ان رواية الاسفار المقدسة عن الملك حزقيا تطلعنا على مشكلة اخرى من مشاكل الافتخار بالثروة. فذات مرة, سمح هذا الملك الذى عاش فى اورشليم القديمة لشخصيات بابلية بارزة برؤية " كل ما وجد فى خزائنه ". لاشك ان ثروته العظيمة ابهرت زائريه. لكن كما يبدو اثارت طمعهم ايضا. فبعد مغادرتهم, اخبر نبى الله اشعيا بشجاعة الملك حزقيا انه سيأتى يوم " يحمل الى بابل " كل ما فى بيته. لن ىبقى شئ. وبالفعل تحققت هذه الكلمات. فبعد سنوات, عاد البابليون ونهبوا كل ثروات بيت الملك. - ملوك الثانى الاصحاح 20 و24.
اليوم ايضا, قد يجازف الذين يعرضون ثرواتهم بخسارتها. او خسارة جزء منها على الاقل. ذكر تقرير عن الجرائم والامان فى المكسيك : " ان عرض الممتلكات الفاخرة بطريقة لافتة للنظر يستقطب اللصوص كالمغنطيس فى العاصمة مكسيكو. فالتزين بالحلى والساعات الباهظة وابراز كميات كبيرة من النقود يجذبان انتباها غير مرغوبا فيه ". لذلك يحسن بنا ان نصغى الى مشورة الكتاب المقدس الا نفتخر بغنانا.
ان المتواضعين لا يتصفون بالانانية ويسلطون الاضواء على انفسهم, بل يسرون بصفات الاخرين الحسنة ومواطن قوتهم. تقول فيلبى 2 عدد 3, " لا تفعلوا شيئا بدافع المنافسة او العجب. بل على كل منكم ان يتواضع ويعد غيره افضل منه ". ونقرأ ايضا فى غلاطية 5 عدد 26, " لا نعجب بأنفسنا ولا يحسد بعضنا بعضا ".
اضافة الى ذلك, بعلم الذين يتحلون بالحكمة الالهية ان الصداقة الحقيقية تقوم على الاهتمام بالغير والاحترام المتبادل. وهى لا تسقط حين تتبخر الثروة بل تقوى اكثر فأكثر بمرور الوقت. تذكر الامثال 17 عدد 17 : " الرفيق الحقيقى يحب فى كل وقت ". والاهم ان الشخص الحكيم يسعى الى ارضاء الله مدركا ان الخالق لا يأخذ بالمظاهر بل ينظر الى دواخلنا.
طبعا, لا يلقى التواضع التقدير فى عالمنا اليوم. وهذا لا يثير استغرابنا. ففى معرض الحديث عن الايام الاخيرة, انبأ الكتاب المقدس ان الناس عموما يكونون " جشعين متعجرفين متكبرين . . . اعمتهم الكبرياء ". ( تيمثاوس الثانية 3 عدد 1 - 5) وفى المجتمع الذى يسوده جو كهذا, يشعر من يتباهى بمقتنياته الفاخرة انه فى بيئته. الا ان الله يشجعنا ان نعرض عن هؤلاء خشية ان نصبح مثلهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ولي العهد السعودي بحث مع سوليفان الصيغة شبه النهائية لمشروعا


.. سوليفان يبحث في تل أبيب تطورات الحرب في غزة ومواقف حكومة نتن




.. تسيير سفن مساعدات من لارنكا إلى غزة بعد تدشين الرصيف الأميرك


.. تقدم- و -حركة تحرير السودان- توقعان إعلاناً يدعو لوقف الحرب




.. حدة الخلافات تتصاعد داخل حكومة الحرب الإسرائيلية وغانتس يهدد