الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اوراق من المعتقل .الورقة الثالثة عشر. الفجوة ما بين النظري و العلمي

باسم الخندقجي

2013 / 1 / 3
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


إن العلاقة ما بين الممارسة العملية و النظرية هي علاقة جدلية باعتراف جميع اليساريين التقدميين الذين يسعون إلى إيجاد التناغم ما بين العملي و النظري.
و يبقى الجانب العلمي هو الراصد لانعكاسات النظرية على الواقع, و هو المبادر الأساس أيضا في كشف جوانب الخلل و التقصير في الجانب النظري, عبر الاحتكاك المباشر مع الواقع المادي إذ أن وقوع الممارسة في الخطأ يؤدي إلى الرجوع إلى النظرية من اجل تصويب الخطأ و عدم الوقوع به مجدداً, و بروز أهمية الممارسة العملية تتجلى في قول لينين"وجهة نظر الحياة, الممارسة ينبغي أن تكون هي الأولى الأساسية في المعرفة", هل الاسترشاد و الاستشهاد بمقولة لينين هذه يُعتبر تحجراً و تجمداً و تقوقع داخل الحر في؟!
إن العفوية و التلقائية في الممارسة العملية قضت على أي تواصل أو اتصال مع النظرية اليسارية, إذ أن الهيئات الحزبية التي هي في حالة حراك و تواصل دائم مع المحيط الاجتماعي سواء في القطاعات الطلابية, و النسويةَ, و الريفية,و...الخ, لا يوجد بُعد نظري ملموس في ممارستها العملية, فالغالب على هذه الممارسة هو طابع المغامرة اللامحسوبية العواقب.
و من هنا فان الخسارة فادحة على الصعيدين النظري و العملي, فالفجوة الناجمة عن عدم فهم العلاقة ما بين الصعيدين أدت إلى تخبط العلمي و تحجر النظري.
إذ إن عدم إسقاط خطا الممارسة على النظرية, يقود إلى تكرار الخطأ الذي يتحول بدوره إلى فشل ذريع من جهة, و انغلاق النظرية على نفسها و تجمدها من جهة أخرى.
و من أهم الأسباب الناجمة عن هذه الفجوة الكارثية هي الاتكال على الصدفة و الفطرة, أي الاعتماد على العفوية "التساهيل" و إذا قمنا بإجراء إحصائية مكونة من سؤال واحد مُوجه إلى الرفيقات و الرفاق العاملين في هيئات أو لجان أو خلايا لها صلات مباشرة مع الواقع المادي, سؤال مكون من شقين: ما هي خزينتك المعرفية من النظرية اليسارية و إلى أي مدى تتفاعل هذه الخزينة مع ممارستك العملية؟
إن الجواب سيكون مفجعاً بقدر ما هو التخبط العملي مؤذي لهذا الحزب العظيم.
إن الحاجة الموضوعية الماسّة التي تفرضها ضرورة المعالجة هي إعداد خطة إصلاح تعبوية للرفاق و الرفيقات العاملين المتفاعلين مع الواقع.
إن جوهر الحزب قائم بالأساس على العلاقة ما بين النظري و العملي, و من هنا فان من أهم أسباب التراجع و الترهل هي:-
* افتقار العنصر الكادري للمعرفة النظرية حتى و إن وجدت المعرفة فهي خاملة لأنه لا يتم الرجع إليها.
* عدم وجود قناة حية ما بين النظري و العملي من اجل التواصل و التصويب.
* تمركز المعرفة النظرية في الهيئات القيادية العليا, لذلك فان الحاجة الموضوعية الماسّة التي تفرضها ضرورة معالجة الترهل هي إعداد خطة إصلاح مهمتها تعبئة و صقل الشخصية اليسارية الثورية و هذا من خلال:-
1- إجراء مسحي لعموم الهيئات العاملة يهدف إلى الكشف عن جوانب العجز و التقصير.
2- إضفاء الطابع التنظيمي على خطة الإصلاح بحيث يتم إصدار قرار حزبي مركزي ينصاع و ينضبط له المستهدفين بالخطة.
3-إعداد مادة تعبوية مناسبة و مكثفة تتناول الجوانب الأساسية و المحورية للنظرية اليسارية و الممارسة العملية, على إن يتم عرض هذه المادة و شرحها بأسلوب عملي جديد و مرن بعيد عن الرتابة الميكانيكية.
4- فرز لجان تعبئة و متابعة مختصة مهمتها تثقيف و صقل الشخصية اليسارية الثورية على إن تكون هذه اللجان واضحة المهام و الصلاحيات من الناحية التنظيمية.
إن التجدد بآليات العمل التنظيمي هو وسيلة الحزب في التقدم و التطور, فاعتماد التعبئة المكثفة للكادر الحزبي تهدف إلى إنشاء تفاعل ما بين التراكم المعرفي المُكتسب من التعميق في النظرية و بين الممارسة العملية الصحيحة القائمة على أساس علمي واضح.
كما ان التجدد يهدف إلى انتقال المعرفة النظرية من المركز الحزبي إلى المحيط القاعدي مما سيؤدي إلى حراك فكري-تنظيمي يشكل درعاً يقي الحزب من التجمد و الترهل.
و تثقيف الكادر الحزبي بما يخدم مصالح الحزب الإنسانية و التقدمية, هو واجب يساري مقدس, يُسهل من عملية تحقيق أهداف هذا الحزب الذي كان و ما يزال طليعة الفكر الحر المتحد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - النظرية والممارسة العملية
عتريس المدح ( 2013 / 1 / 4 - 08:05 )
لا يوجد شيء اسمه النظرية اليسارية، فاليسار مفهوم فضفاض تتنوع النظريات والمفاهيم بداخله لدرجة وجود تناقض حاد في تطلاعاته وبرامجة، لكن و انطلاقا من معرفتي بانتمائك،فانا أفهم ما تعنيه ألا وهو رؤية حزب الشعب الفلسطيني ومنطلقاته النظرية والفكرية وتبنيه للمنهج الجدلي واستلهامه لكل ما هو تقدمي في الفكر والتراث الانساني، وهنا أخالفك بان لايمكن للنظرية أن تتحجر الا في حالة عدم تطويرها ورفدها بكل ما هو جديد، وهذا هو الدور المنوط بالمناضلين الثوريين التي يطورون معرفتهم من خلال الممارسة، وبهذا يكون الخلل قائم نتيجة العزلة الجماهيرية لكل من القيادة والكوادر والقواعد، وهذا بالاساس أحد الاسباب الرئيسية لتراجع الحزب وتراجع صدى أفكاره في الشارع الفلسطيني ،لذا فان مكوث البعض من القيادات في الابراج العاجية سينعكس سلبا على فهم الحاجة التي يفتقر اليها الرفاق بالمعرفة والممارسة والدعوة لنشر أفكار الحزب وتطلعاته الثورية
أخيرا أقول ليفك الله اسرك وليحررك أنت وباقي الاسرى الفلسطينين من سجون الاحتلال الاسرائيلي الغاشم

اخر الافلام

.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين حاولوا اقتحام الـ-م


.. كلمة عضو المكتب السياسي للحركة أحمد الديين خلال الوقفة التضا




.. عنف الشرطة الأميركية ضد المتظاهرين المتضامنين مع #غزة


.. ما الذي تحقق لحركة حماس والفصائل الفلسطينية من القبول على مق




.. VODCAST الميادين | علي حجازي - الأمين العام لحزب البعث العرب