الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفنانة صباح و مستقبل العراق

شاكر العينه جي

2013 / 1 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


لا أدري لماذا تحضر أمامي صورة الفنانة اللبنانية صباح كلما شاهدتُ احدَ ساسةَ العراق الدونكيشوتيين يتحدثُ عن العمليةِ السياسيةِ في العراقِ و هو جذلان من غفلة الزمان التي مكنته من صعود ما يعتقد انه مركب " الفئة الناجية " مع ساسة العراق الجدد.
ولصباح المولودة عام 1927 أمد الله في عمرها صورة جديدة تقحم نفسها فورا في مخيلتي شاهدتها قبل عدة شهور على الانترنت وفيها ترتدي "شحرورة الوادي" و هذا وصف لصباح عرفت به في شبابها، سروالا ذهبي اللون لصيقا بشكل حميم بما تبقى لها من لحم تهرأ بحكم الزمن و قميصا ابيضا و تجلس على اريكة جلدية حمراء اللون و وجهها ملطخ بمكياج ثقيل و هي تكابد ارذل عمرها بابتسامة لا معنى لها الا اني ما ازال اعيش رغما عن انوفكم جميعا و ما زال بامكاني ان اجذب الشباب طمعا بالمال و الشهرة التي ستصيبهم من خلال الارتباط بي! و المضحك المؤلم هو التعليق الموجود تحت الصورة و الذي يقول "اعلنت الحكومة اللبنانية انها قررت ان تعدم صباح رميا بالرصاص يوم 1/1/2014 اذا لم تمت ميتة طبيعية خلال عام 2013.
و أحس من خلال وصفي هذا للشحرورة اني أصف العملية السياسية في العراق التي يبدو لي انها بلغت أرذل عمرها رغم ان السائرين في ركابها ما زالوا يصفونها بالوليدة وهي كصباح التي قضت عمرها تصرف الملايين على عمليات شد الجلد و التجميل لم يعد بالامكان تجميلها و اخفاء عيوبها كونها اكملت كل ما يمكن أجراؤه من عمليات ترقيعية و لم يعد لها الان الا ان تحاول خداعنا بمكياج ثقيل لا يمكن ان يخفي بشاعتها حتى عن ابسط الناس عقلا و اضعفهم فهما و بصرا.
اشتهرت صباح بانها كانت مزواجة مطلاقة و لربما تحمل اعلى رقم بين الفنانات العربيات بعدد الازواج حيث بلغ عدد زيجاتها الرسمية تسعة و كادت ان تتزوج للمرة العاشرة عام 2004 من شاب أسمه "عمر محيو" رغم انها تكبره بثلاثة و خمسين عاما فقط و لكن علاقته انتهت بها بعد ان نال منها ما اراد و انتُخب ملكا لجمال لبنان! و لا ياخذكم التفكير بعيدا في ما نال منها لان الشهرة و المال كانا جل مبتغاه حيث لم تبقى وسيلة اعلام لم تنشر صوره معها و جمع من علاقته بها مبالغ من المال لا تحصى لان الشمطاء التعسة كانت تغدق الاموال بدون حساب لمجرد ان تديم احساسها بانها ما زالت مرغوبة و محبوبة و هذا لعمري ما يفعله سياسيونا بالعملية السياسية الان فترى صاحبنا يهتف بحماس منقطع النظير دفاعا عن العملية السياسية الكسيحة بقدر ما يحصل من خلال وجوده فيها على منافع مادية وشهرة تسهل اموره التجارية و تمنحه نفوذا بين الناس و تراه يتحدث بمنتهى الوله عن ذكاء قائد الدولة الخارق و قدراته القيادية التي لا مثيل لها و هو يعلم يقينا ان من يصفه اصبح كصباح لا فائدة من مكياجها متناسيا انه كان يهتف و يزبد و يرعد ضد الحكومة عندما كان خارجها و لكن ما ان اراد حزب السلطة شراء ذمته نراه يدخل العملية السياسية مبتهجا تاركا خلف ظهره و غاضا بصره عن المسرحية التراجيدية التي يلعب كل عراقي اليوم دورا فيها سواء كان خائضأ في وحول الامطارام شاربا لمياه المجاري او متحملا قيض آب اللهاب او برد كانون بدون كهرباء و تخنق الجميع جبال الازبال و جدران الكونكريت و صلافة و عنجهية القوات الامنية و نتانة الفساد و أهله الذين يرتعون بغيهم متمتعين بحماية من يدعون القانون نهجا لهم تحت ظلال دخان الانفجارات. اي مشهد سريالي هذا الذي نعيشه في العراق؟
لقد نجح حزب السلطة في الوقت المناسب قبل انتخابات المجالس المحلية في تحويل نزاع الخير و الشر الازلي الى نزاع طوائف و بدلا من ان يخسر حزب السلطة في الانتخابات كما كان متوقعا لفشله الذريع في ادارة شؤون البلاد و تحسين واقع العباد تشير الظواهرالى انه سينجح في هذه الانتخابات لان رئيس حزب السلطة ، مستفيدا من منصبه ونفوذه على السلطة القضائية و من خلال توقيت ذكي نجح في ان يعبأ ناخبيه التقليديين من خلال استفزاز خصومه و الطرق على الاوتار الحساسة لديهم مما جعلهم يندفعون بكل حماقة للتخندق مع طوائفهم و اعلان الحرب على طائفة الحاكم الذي نجح بهذا في ان يعزز انقسام الشعب على اساس طائفي ضامنا ان طائفته و هي اكبر عددا أمست معتقدة بانها مهددة في مصيرها وان الحل الاوحد هو ان تبقيه في موقع السلطة ليحيمهم من بطش شيخ كاريكاتيري يظهر الان على شاشات التلفزيون بالملابس العربية التقليدية و هو يهدد باحتلال بغداد و " شحط " فلان و علان.
أنظروا حولكم البلد يسير على حافة هاوية سحيقة في قرارها نار مستعرة و سنهلك كلنا بكل طوائفنا و قومياتنا اذا انزلقنا اليها و هذا الانزلاق مضمون اذا نجح حزب السلطة في الانتخابات مرة ثانية و استمر بسياساته المريضة التي اوصلتنا الى ما نحن عليه الان او اذا ادخلنا السلطان في حرب اهلية نكون حطبها و قد جربنا الطريقتين سابقا و كلاهما مر ،أنظروا الى كفاءة سلطاتكم التشريعية و التنفيذية و القضائية و قارنوها بما هي عليه في الدول المدنية، انظروا الى شوارعكم و محلاتكم و ابنيتكم، انظروا الى مستشفياتكم و كهربائكم و مائكم انظروا الى مدارس ابنائكم و الى دوائر دولتكم و جامعاتكم ، فكروا في كل هذا ثم اذهبوا و انتخبوا، يكفي الجهل و الخدر الذي يبثه رجال السياسة و الدين فينا فهم و حواشيهم المستفيدون و نحن الضحايا و لا تصدقوا بالازمات الوقتية التي يخلقها الساسة و تندفعوا بحماس للخوض فيها بل انظرو بعيدا الهلاك الشامل في نهاية هذه المسرحية المأساوية التي يلعب كل منا دورا فيها الان. هل يقبل مواطن اي دولة في العالم بهذا الوضع و هذه الخدمات و يبقى يدافع عن المؤسسة السياسية و الفكرية التي اوصلته لهذا الحال؟
و للفنانة صباح اقدم عذري لاقحامك في هذا الموضوع و لكن صدقيني انا احترم صراحتك و وضوح نهجك في الحياة رغم عدم ملائمته لما أؤمن به و لكن الصدق في اعتقادي شرفا ما بعده شرف و ها قد عادت صورتك تترائى امامي الان لان شاشة التلفزيون تعرض احدهم ممن ذكرني بك و هم كثر.
أما لاخواني العراقيين فاقول متى ستقررون انهاء العملية السياسية العاجزة تماما و بشكل سلمي؟ و نبدأ من جديد بنظام مدني يحترم كل المِلل و النِحل يخلو من طائفتك و طائفتي و عنصرك و عنصري نظام عراقي يحتضن فيه الاب كل اولاده حتى المسيئين منهم فهم اولاده اولا و أخيرا و عليه توجيههم و محبتهم بدلا من عزلهم و اقصائهم و معاقبتهم، هكذا علمنا آبائنا !
و أخيرا اقول لرُعاة الركب و حُداة المسيرة الحاليين في عراقنا الاقدم من عمق التاريخ و الذي يحلو لهم ان يصفوه سفها" و صلفا" بالعراق الجديد (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب افلا تعقلون)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صباح
جمشيد ابراهيم ( 2013 / 1 / 3 - 21:00 )
قالت مرة مريم فخرالدين التي كانت اميرة الشاشة العربية و اجمل بكثير من شحرورة الوادي في رأي ان صباح لا تريد ان تكبر و لكن لا يجب ان ننسى اغانيها اللبنانية الخفيفة و مواويلها الحلوة و خفتها السابقة. تبدو لي احيانا و بسبب مكياجها الكثيف كانما هي مسؤولة عن دار البغاء مع الاسف الشديد. ياترى هل تعدم صباح هذه السنة؟
تحياتي


2 - احسنت قولا
يونس حنون ( 2013 / 1 / 4 - 13:34 )
اتفق معك تماما بما وصفت به الحكومة
لقد كان هذا اللملوم وبالا على العراق منذ تاسيس هذه الحكومة المنغلة
المصيبة انه وبسبب الفئوية التي ضربت اطنابها في اخلاق العراقيين فان نفس اللملوم سيعود الى الحكم في الانتخابات القادمة بكل بساطة ، لان الفرقاء السياسيين يمتلكون من الكراهية
مايكفي ليشتموا ويتآمروا على بعضهم طوال فترة الحكم لكن عندهم ايضا من النذالة ماسيجعلهم يعيدون اتحادهم على نفس الاسس الطائفية والمصالح الذاتية حالما تفتح الصناديق ويبدأ عد الاصوات ليخلقوا الكتلة الاكبر والتي ستكون كالعادة دينية الصبغة يتصدرها تحالف
الضباع من الدعوة والتيار الصدري والمجلس الاعلى واذيالهم
القوى الليبرالية لاتزال مشتتة وقليلة الخبرة باحابيل السياسة وليس فيها اسماء او القاب رنانة
والبديل الوحيد القادر على المنافسة له ارتباطات وضيعة بالنظام البعثي المقبور مما يجعله خيارا مرفوضا وهذا هو الحصان الفائز الذي سيركبه المالكي او احد من هم على شاكلته ليعود الى الحكم
فهل تتوقع ان يمكن ايصال نظام علماني يحترم الانسان ويبني مجتمعا مدنيا حقيقيا خال من الطائفية عن طريق الانتخاب؟
الله يسترنا ويستر على صباح

اخر الافلام

.. فصل جديد من التوتر بين تركيا وإسرائيل.. والعنوان حرب غزة | #


.. تونس.. مساع لمنع وباء زراعي من إتلاف أشجار التين الشوكي | #م




.. رويترز: لمسات أخيرة على اتفاق أمني سعودي أمريكي| #الظهيرة


.. أوضاع كارثية في رفح.. وخوف من اجتياح إسرائيلي مرتقب




.. واشنطن والرياض.. اتفاقية أمنية قد تُستثنى منها إسرائيل |#غرف