الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مظاهرات الأنبار كوردستانية

ئارام باله ته ي

2013 / 1 / 4
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


مظاهرات الأنبار كوردستانية
ربما يستغرب البعض من هذه الصحوة السنية في غرب العراق ، والأحتجاج والتجاسر الصريحين على حكومة المالكي . مع العلم أن الأخير قد أذاقهم مرارات أكبر من مسألة حمايات وزير المالية (السيد العيساوي) . والموضوع كله لايتعلق بالسجينات ، حيث هذه المسألة ليست بالطارئة في المشهد العراقي المليء بالأحداث الجسام . بالأمس القريب سلب المالكي حق القائمة العراقية التي تمثل بدرجة كبيرة المكون السني ، وشكل على حسابهم حكومته بعد سباق لم ينل مركزه الأول ، ولم يحتج هؤلاء (السنة) بهذه الطريقة ! . ثم أطاح المالكي بنائب رئيس الجمهورية السني بطريقة بدت للكثيرين بأنها مفبركة وظالمة ، ولم تخرج مثل هذه التظاهرات ، مع العلم أن الهاشمي حاز عدد أصوات أعلى بكثير من العيساوي مفجر التمرد الأخير على المالكي . ناهيك عن أمور أخرى أقل وزنا من التي ذكرناها .
ان المكون السني يشكوا من التهميش منذ بدء العملية السياسية في العراق الجديد ، حتى بعدما انخرط في مؤسسات الدولة وأعتلى ممثلوه مناصب سيادية . لكنه سياسيا لم يتجرأ على الخروج من طاعة الدولة التي بات الشيعة يحكمونها تحت تأثير الف وأربعمائة سنة من ارث المظلومية . ان الأمر أعظم من كونه تطاولا على الوزير العيساوي أو انتهاك حرمة بضعة سجينات . التحول الجوهري حصل هنالك على مشارف تلال حمرين .
ان السيد المالكي بعد أن أنتهى من تفكيك القائمة العراقية بحيث لم تعد تشكل عليه خطرا ، وبعد أن حول المجلس الأعلى الى أثر بعد عين ، وأنسى العراقيين وجود حزب اسمه الفضيلة ، وأعاد الصدريين مرارا وتكرار الى بيت الطاعة بالعصا الايرانية . كان لابد أن يجرب حظه مع الكورد بغية إخضاعهم وكنس الساحة من كل الأشواك التي تسبب له قلقا . لكنه تناسى عامل الجغرافيا السياسية وتنظيم الكورد السياسي والعسكري ، ناهيك عن عدم شعورهم بعقدة خدمة النظام السابق ، وعدم تمكن المالكي من توجيه تهم الأرهاب اليهم والفرق بين كوردستان وبغداد اليوم بات لايحجب بغربال . لقد أبان السيد المالكي عن ضعف غير مسبوق في أزمته مع أقليم كوردستان ، عندما أراد الترويج لصراع قومي لم يتحمس له حتى عتاة القومجيين في العراق ، وذكره الشيعة بأن فتوى السيد محسن الحكيم لازالت سارية المفعول في عدم جواز قتال الكورد . ان الكورد وقفوا في وجه المالكي وقفة الند للند وأرغموه على عدم المضي قدما في مخططه . بل أن المالكي قد أفاد الكورد وبالخصوص رئيس الأقليم الذي وجد من وراءه كل الكورد مجتمعين للمرة الأولى منذ عام 1992 ، وعبرت الأحزاب السياسية الكوردستانية عن مواقف ناضجة تصب في اتجاه وحدة الصف الكوردستاني في القضايا المصيرية التي من شأنها تهديد المكاسب الكوردستانية . ان هذه التجربة التي أثبت فيها الكورد أن زمن تغول المركز قد ولى ، شجع الساسة السنة والجماهير السنية على وقفتهم الاحتجاجية اليوم في الأنبار ، والأقتداء بالنموذج الكوردي في التعامل مع المركز . ان رفع الأعلام الكوردستانية منذ اليوم الأول في ساحة الأحتجاج له دلالة تتعدى كون الكورد سنة . اذ أن هذا العلم قد وقف ضد مد نفوذ المالكي ، وحرم نظام الأسد في سوريا من منفذ حدودي هام ، وتم تقديم العون للكورد السوريين في وجه الة الدمار الأسدية . مع كل هذه المعطيات كان لابد للسنة أن يغاروا لأخوتهم في سوريا من خلال غلق الطريق الدولي ، وكان لابد أن يقولوا للمالكي (كفى) ، ويجب اعادة صياغة العملية السياسية وفق قواعد أخرى تحفظ للسنة هيبتهم وكرامتهم .


ئارام باله ته ي
ماجستير في القانون
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جيش الاحتلال الإسرائيلي يكثف غاراته على مدينة رفح


.. مظاهرات في القدس وتل أبيب وحيفا عقب إعلان حركة حماس الموافقة




.. مراسل الجزيرة: شهداء ومصابون في قصف إسرائيلي على منازل لعدد


.. اجتياح رفح.. هل هي عملية محدودة؟




.. اعتراض القبة الحديدية صواريخ فوق سديروت بغلاف غزة