الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يحاف أغلب السياسيين الحاكمين في العراق من الانتخابات المبكرة؟

رعد عباس ديبس
(Raad Abaas Daybis)

2013 / 1 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


لماذا يخاف أغلب السياسيين الحاكمين في العراق من الانتخابات المبكرة؟
الجميع يعترف بأن العراق يعاني من أزمة سياسية خانقة, والجميع يعترف أيضا بأن هذه الازمة لا يمكن حلها بالادوات السياسية الحالية, وبالتالي يجب حلها بشكل آخر. وبما أن النخبة السياسية من السلطتين التنفيذية والتشريعية المسيطرة على ادارة الدولة لم تنجح, لسبب أو لآخر, في حل هذه الازمة المستشرية ولم تنجح هي الاخرى جهود السياسيين من خارج نطاق السلطتين التنفيذية والتشريعية, لذلك يجب العودة الى من منح هؤلاء السلطة وهو الشعب العراقي, وهذا يتم عن طريق الانتخابات التي بموجبها يتمكن الشعب من انتخاب سياسيين جدد يمكن أن يساهموا بحل هذه الازمة آخذين بنظر الاعتبار التجربة السابقة للسلطات العراقية, كما ان الانتخابات تعطي الفرصة لتغيير هيكلية العملية السياسية في العراق بحيث تلغي حكومات المحاصصة وتعطي مفهوم جديد لمشاركة جميع مكونات الشعب العراقي في بناء العراق الديمقراطي بغض النظر عن أن يكونوا في السلطة أو في المعارضة, فالمعارضة أيضا مهمة لبناء الحكم الديقراطي فجميع الخبراء السياسيين وجميع الفقهاء الدستوريين يعتبرون أن الديمقراطية بدون معارضة وطنية ( لا معارضة ارهابية) حقيقية هي ديمقراطية عرجاء. وفي جميع الدول الديقراطية في عصرنا تلعب المعارضة دور فعال في تسيير أمور الدولة الى حد وجود حكومات ظل في بعض البلدان.
وفي العراق وبعد معانات طويلة مع الشركاء توصلت الاغلبية السياسية لقناعة بأنه لا يمكن تسيير الامور بواسطة حكومة محاصصة, ولا يمكن الاستمرار بتسكين الازمات لفترات قصيرة ثم بعدها تنفجر بقوة أشد, لذلك دعى رئيس الوزراء الى الذهاب الى انتخابات مبكرة وهي آلية ديمقراطية أولا, ودستورية ثانيا حيث يعطي الدستور العراقي في المادة (64 أولا) الحق لرئيس الوزراء وبموافقة رئيس الجمهورية حل البرلمان وفي الفقرة (ثانيا ) من نفس المادة ( يدعو رئيس الجمهورية, عند حل مجلس النواب, الى انتخابات عامة في البلاد خلال مدة اقصاها ستون يوما من تاريخ الحل, ويعد مجلس الوزراء في هذه الحالة مستقيلا, ويواصل تصريف الامور اليومية), اضافة الى ذلك فان الامور اللوجستية جاهزة لتنفيذ مثل هكذا انتخابات لان المفوظية العليا للانتخابات تستعد لانتخابات مجالس المحافظات فيضاف لها الانتخابات البرلمانية وهذه تحدث في العديد من الدول الديمقراطية, يزاد على ذلك ان القوى الديمقراطية والتقدمية, مثل الحزب الشيوعي العراقي والتيار الديمقراطي العراقي, تطالب منذ زمن بهذه الانتخابات المبكرة, وحتى أحد قيادات القائمة العراقية ونائب رئيس الوزراء الدكتور صالح المطلق دعى لها, ولكن بشروط تعجيزية, ولم يصدر من بقية الفرقاء السياسيين أي تعليق على مبادرة السيد رئيس الوزراء. والظاهر ان الكل خائف من هذا الخيار, ولاسباب مختلفة, وحتى السيد رئيس الوزراء, صاحب المبادرة, لم يبدأ بأخذ الخطوات الدستورية التي تؤدي الى تنفيذ الانتخابات, لذلك اعتبرها المراقبون احدى وسائل الضغط على السياسيين المعارضين له.
وفي كل الاحوال ان الذي يعاني من نتائج الازمات السياسية في العراق هو الشعب العراقي بفعل عدم بناء دولة قوية تحقق له الامن والامان والخدمات فعليه الضغط لتسريع الانتخابات لتتمخض عنها حكومة أغلبية سياسية كاملة الصلاحيات ومسؤلة أمام برمان حقيقي يختاره بملئ ارادته على أساس برنامج سياسي يصب في مصلحة الشعب ويعزز من استقلال الوطن ورفعته. واذا لم يبكر بالانتخابات فعلى الشعب أن يمحص خلال السنة والبضعة أشهر الباقية في خياراته وينتخب نوابه على أساس كفائاتهم ونزاهتهم ووطنيتهم واستعدادهم لخدمة الشعب والوطن وليس خدمت انفسهم فقط.
د. رعد عباس ديبس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القضية الفلسطينية ليست منسية.. حركات طلابية في أمريكا وفرنسا


.. غزة: إسرائيل توافق على عبور شاحنات المساعدات من معبر إيريز




.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كاليفورنيا لفض اعتصام مؤيد


.. الشرطة تقتحم.. وطلبة جامعة كاليفورنيا يرفضون فض الاعتصام الد




.. الملابس الذكية.. ماهي؟ وكيف تنقذ حياتنا؟| #الصباح