الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل من جديد في العام الجديد / 1

حميد غني جعفر

2013 / 1 / 4
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


اعتاد الناس مع إطلالة عام جديد وتوديع عام مضى مراجعة واستذكار ما قدموه وأنجزوه من الآمال والطموحات التي حققوها خلال عام مضى وأن يتوقفوا عند السلبيات أو المعرقلات التي واجهتهم ، بغية استخلاص العبرة منها لتحقيق ما لم يستطيعوا تحقيقه ليستشرفوا آفاق عالم رحب جديد كفرد من المجتمع مسؤول عن عمل ما أو أسرة هذا على الصعيد الشخصي ، فكيف على الصعيد العام وبموقع المسؤولية الكبرى عن شعب ووطن ؟ .
ومن هنا نتساءل مع هؤلاء القابضين على دفة الحكم – المتصارعين – جميعا وبلا استثناء ، هل استعادوا في ذاكرتهم وضمائرهم ما قدموه وما أنجزوه لشعبهم ووطنهم من خدمة تذكر على مدى عقد من الزمن – وليس لعام واحد – يستحقون بها ثقة واحترام هذا الشعب الذي دفع بهم إلى هذه المناصب أو المسؤولية الكبرى – وهو يتحدى صنوف الإرهاب – هل برروا ثقته بهم ؟ وهل كانوا أوفياء لهذه الثقة ؟ أو الوعود التي قطعوها على أنفسهم بخدمة الوطن والمواطن وبناء الدولة الديمقراطية المدنية وفق الدستور الذي صاغوه بأنفسهم وصوت عليه الشعب بكل ما انطوى عليه من ثغرات كبيرة ، أملا في أن يكون مرحلة عابرة لسنوات عصيبة عجاف عاشها العراقيون – بكل أطيافهم – في ظل أعتى ديكتاتورية بوليسية شمولية بعثية قذرة ، وبات الدستور - بعد التصويت عليه - يمثل إرادة الشعب فهل التزم هؤلاء بإرادة الشعب ؟
هذه التساؤلات وغيرها الكثير هي تساؤلات مشروعة يحق لكل مواطن عراقي أن يتوجه بها إلى هؤلاء الساسة ... فالأمر يتعلق أساسا بمصيره ومستقبله ومستقبل الأجيال اللاحقة ، خصوصا وهو يرى أن هؤلاء المتسلطين على رقابه يقودون البلاد إلى مصير مجهول ... يكون الشعب فيه هو الضحية بالدرجة الأولى ، لكن وعلى ما يبدو أن هؤلاء الأشاوس ليس لهم متسع من الوقت يشغلون به أنفسهم بالتفكير – ولو لدقائق – بمصالح هذا الشعب المبتلى والوطن الذبيح ، فهم مشغولون فقط بالصراعات والمهاترات على مصالحهم الأنانية الضيقة – شخصية أو طائفية أو حزبية أو قومية أو عشائرية – و تكمن مصالح كل هؤلاء الطفيليين فقط في استمرار وديمومة هذه الأزمات ولذا فهم يسعون كل جهدهم وبشكل محموم في اختلاق وافتعال المزيد ... والمزيد منها فهي مصدر ثراء واغتناء وتسلط على رقاب الشعب – المغلوب على أمره – ومن هنا فإن الواقع الملموس على الأرض – حتى اليوم – لا يبعث من بصيص أمل في أن يرعوي هؤلاء وتصحوا ضمائرهم لمعاناة هذا الشعب خصوصا الطبقات الفقيرة الكادحة التي تعيش اليوم تحت خط الفقر في بلد هو من أغنى بلدان المنطقة ، وميزانية البلاد تفوق ميزانية أكثر من ثلاثة أو أربعة من بلدان المنطقة ... والشعب يعيش في فقر مدقع ويسكن في بيوت الصفيح أو الطين والمتسولين يملئون الشوارع والساحات من الأرامل والأطفال والشيوخ والبطالة تستفحل يوما بعد آخر بين الشباب بصفة خاصة ، ناهيك عن فقدان الأمن والأمان والمخاطر تهدد حياة المواطن في أية لحظة وانعدام الخدمات الأساسية الضرورية للحياة الآدمية ... فأين ذهبت هذه الأموال الهائلة ؟ وهي من أموال الشعب العراقي المحروم وهو لا زال يعيش هذا الواقع المر والمأساوي المزري وإلى متى ؟ لا نرى من نهاية قريبة لهذا الواقع الفاسد – ليس هذا يأس أو تشاؤم كما لا نعني أن هذا الواقع سيبقى إلى ما لا نهاية فليس من شيء بلا نهاية ... لكن كيف ستكون النهاية ؟ بوجود الطفيليين السماسرة والوصوليين والانتهازيين من كل صنف ولون ... كل الدلائل تشير إلى أن الدم والفواجع الأكثر مأساوية – مما نحن فيه – هو الذي يحسم الأمور ، ذالك لأن كل من هؤلاء الطائفيون يستقوي بطائفته وعشيرته وقوميته وبعقلية قبلية متخلفة هي ذات عقلية الطاغية المقبور الذي كان يرى بأن العراق – أرضا وشعبا – هو ملك صرف له ولعائلته وحاشيته المنبوذة ورثه عن أبيه المجهول ، وهكذا هي عقلية أيتامه وأحفاده اليوم يرون أن المنصب أو الموقع والامتيازات التي يتنعمون بها هي ملك صرف لهم لا يجوز المساس بها ولكل من المتنفذين بكل أصنافهم مليشيات مسلحة جاهزة عند الحاجة – للقتل والذبح – يضاف إلى ذالك دور الدول الإقليمية والأجنبية في الدفع والتمويل ذات المصالح في بلادنا مع ارتباط كل القوى المتنفذة بتلك الدول التي يدفع كل منها باتجاه تأجيج وتسعير حدة الصراعات بما يخدم مصالحها ، والأنكى من كل ذالك هو ضعف وعجز الحكومة وفشلها في كل الميادين وأول تلك الميادين هو التهميش والإقصاء للقوى الوطنية الديمقراطية الحية والأصيلة وهذا جوهر ضعفها ولذا فهي عاجزة عن مواجهة القضايا الحساسة والمصيرية وما تظاهرات الرمادي إلا دليلا على ضعفها في مواجهة هذا التحرك المريب لأنها سعت واعتمدت – منذ تشكيلها – المحاصصة الطائفية المقيتة فهي التي رسخت وعمقت تلك النزعات الطائفية والعشائرية فكانت تلك التظاهرات – منذ انطلاقتها – طائفية وكانت استجابة لدعوة العيساوي والمطلك ومن لف لفهما بالنزول إلى الشارع فاستغلها البعثيون القتلة والقاعدة وبدفع وتمويل من دول الجوار والدول الإقليمية والأجنبية وما يؤكد ذالك هو رفع العلم العراقي القديم ذات الثلاث نجوم – وحدة حرية اشتراكية – وكذالك علم كردستان كما ورفعت صورة الطاغية المقبور بكل صفاقة واستهتار واستفزاز لمشاعر العراقيين والذي رفع تلك الصورة هو نائب في البرلمان ممثلا للشعب !! هو العريبي فكيف تمكن هذا ألبعثي العفن من الوصول إلى هذا الموقع وأين هو قانون الاجتثاث من هذا القرد ومن على شاكلته أمثال ظافر العاني والمطلك وغيرهم الكثيرون فهؤلاء ومن على شاكلتهم كالحرباء متلونون مع الظرف والمناخ فدخلوا – بعد سقوط ولي نعمتهم – إلى الأحزاب النافذة والقوائم النافذة لحماية أنفسهم من غضب الشعب ، لكن المحاصصة الطائفية هي التي جاءت ودفعت بهم لهذه المواقع الحساسة – بغير وجه حق –
فكيف لهؤلاء أن يخلصوا إلى العملية السياسية أو أن يؤمنوا بالديمقراطية ومثل هذا القرد الذي رفع صورة سيده الطاغية إذا ما دعي للمساءلة أمام القضاء فسوف يدافع عنه أياد علاوي وحيدر الملا على أنه من رموز القائمة العراقية ... فيا لهم من رموز عفنة .
فتظاهرات الرمادي التي لازالت مستمرة واتسعت لتشمل محافظات أخرى صلاح الدين والموصل وديالى وقد تتسع أكثر فهي بعثية بامتياز وطائفية وعشائرية ، مهما حاول البعض من رجال الدين والعشائر إضفاء صفة الوطنية عليها أو تضمينها شعارات مطلبيه حتى وإن اعترف المالكي بشرعية بعض مطالبها – فهي محاولة للتهدئة – ونرى أنها حركة مريبة ومشبوهة معادية للعملية السياسية وللديمقراطية وتهديدا للسلم والأمن الاجتماعي بين مكونات شعبنا لتمزيق وحدته ولا تمثل إلا مصالح أجندات خارجية ، وإلا أية شرعية في مطالبهم بإلغاء قانون الاجتثاث أو المادة أربعة من قانون مكافحة الإرهاب ... إن هي إلا لحماية أنفسهم والتغطية على البعثيين والإرهابيين القتلة ونشاطاتهم التخريبية خصوصا القائمة العراقية التي تضم الكثيرين من هؤلاء الذباحين والقتلة فالقائمة العراقية هي التي رفعت تلك الشعارات المشبوهة واللامشروعة ، فلقد أفقد هؤلاء أي هيبة للدولة والقضاء ، بموقفهم من أي إجراء قضائي ضد أحد من رموزهم – بحسب ادعاءاتهم – يواجهونه بالرفض والتهريج أمام وسائل الإعلام على أن القضاء مسيس ويستهدف المكون – السني – وهي ادعاءات باطلة ... لماذا هرب الهاشمي إلى تركيا إن كان بريئا ... واليوم اعتقال حماية العيساوي ذات الضجة المفتعلة ... إنهم يسعون لترسيخ وتعميق النزعات الطائفية بهذه التوجهات والأساليب اللامسؤولة لقائمة الصنديد علاوي صاحب المشروع الوطني المزعوم ... ليس لدى أي منكم مشروع وطني لا السيد علاوي ولا السيد المالكي ولا غيرهما وإذا كان لكم من مشروع وطني – بوطنية صادقة – فلماذا تتهربون من عقد المؤتمر الوطني فهو الطريق الأسلم والأفضل للوطنيين الشرفاء .
هذا جانب من سوء وتردي الأوضاع عموما أما الجوانب الأخرى نتناولها في الحلقة القادمة .

يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -