الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إضاءة / سوريا والذبح الإسلامي !!!

حامد كعيد الجبوري

2013 / 1 / 4
مواضيع وابحاث سياسية



لم أكن أملك جواز سفر قبل سقوط نظام ( صدام حسين ) يوم 9 / 4 / 2003 م ، ولأني أحببت سوريا مذ عملت في محافظة درعا كضابط في الجيش العراقي ، ولي علاقات كثيرة مع أصدقاء يسكنون دمشق وغيرها ، لذا سارعت وحصلت على ما يسمونه ( ورقة عبور ) تشبه عمل الجواز بمضمونها ، وهناك في دمشق سكنت في شقة أحد الأصدقاء العراقيين الذين اتخذوا من سوريا محطة لهم ( دويلعة ) ، شاهدت دمشق وحاراتها ، وحماماتها ، والجامع الأموي ، ومقام السيدة زينب ، ومقام السيدة رقية ، وجامع صلاح الدين الأيوبي ، وجلست في مقهى الروضة ومقهى الكمال ومقهى ( النوفرة ) ، وسافرت الى محافظاتها ، وزرت ( السلمية ) ، و ( كسب ) ، وحمص واللاذقية ، وحلب ، وبعد حصولي على الجواز الرسمي بدأت زياراتي لسوريا تتكرر كثيرا ، وربما أسافر مرتين في السنة وأستنفذ كل المدة التي رخّصت لي في البقاء بسوريا لكل سفرة ، كنت أبهر بما أشاهده من الشعب السوري ، شعب مثقف ، يعمل ، يحب الحدائق والزهور ، يحب الحياة ، كنت أتسائل مع الكثير من سواق ( تكسي ) ، وربما مثقفون أجدهم في التجمعات الثقافية في ( المزة ) وغيرها ، مع أصحاب المحلات ، البائعين في ( العربات ) واستخلصت من كل هؤلاء أنهم غير مؤيدين للنظام ولا كارهين له ، يعرفون أن ( بشار الأسد ) يسمح بكل شئ في سوريا إلا شيئين مهمين وهما المخدرات والفتن الطائفية ، وفعلا كنت أدخل لأغلب الجوامع السورية مع صديق عراقي لي مهتم بصلاته في أوقاتها ، لم أستمع لخطبة تثير فتنة طائفية ، ولم أشاهد تجمعا سياسيا معارضا للنظام السوري ولحزب البعث العربي السوري ، ووجدت ما يسمونه الجبهة الوطنية ممثلة بأحزاب سياسية قومية ويسارية ، ولهذه الأحزاب ممثلون وزراء ووكلاء وزارات في الحكومة السورية ، ومرة وجدت شعارات كثيرة تملأ ساحات دمشق تشير الى عيد تأسيس الحزب الشيوعي السوري بشقيه ، وهذا دليل على ان السلطة في سوريا لم تكن لتحكم قبضتها وتحجر وتكمم الأفواه ، وكنت أسأل من يرافقني من السوريين عن ما جرى ويجري في العراق فيجمعون كلهم ويدعون أن يجنب الله سوريا ما حل في العراق ، وتدور الايام ويحصل العراق على شئ من استقراره ويبدأ الربيع العربي الموهوم ، وتتحرك قطر والسعودية وغيرها من البلدان العربية والمستفيدة لتزرع الشقاق والفتن والقتل الطائفي بدءا من تونس ثم ليبيا ثم مصر ، وتسقط تلك الأنظمة الهشة التي ليس لها أي رصيد جماهيري أو دولي معروف ، ويتنبه الشعب السوري الى ما يحاك ضده من تآمر ودسيسة وخديعة يسمونها السلفيون الصحوة الإسلامية ، ويشكل ما يسمى بالجيش الحر السوري ويلتحق به ممن هرب من الخدمة العسكرية في صفوف الجيش السوري ، ويحصلون على رواتب ومغريات كثيرة ، ويلتحق بهذا الجيش من الإسلاميين العرب وغيرهم الكثير ، السؤال هل يستطع الشعب السوري أن يلتف حول نفسه ليحمي سوريا من خطر ( إسلاموي ) موهوم ؟ ، وهل سيقف مثقفو سوريا ووطنيوها بخندق واحد لوأد الفتنة الكبرى ضدهم ؟ ،وهل ستستمر روسيا لدعم النظام ( البشاري الأسدي ) الى مالا نهاية ؟ ، وما هو الموقف الأمريكي والأسرائيلي من هذا التغيير الذي سيغير الخارطة كثيرا ؟ ، أسئلة لا أجد لها إجابة هذه الأيام ، ربما ستستوضح الصورة غدا ، للإضاءة .... فقط .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - القصة واضحة وضوح الشمس
بشارة خليل قـ ( 2013 / 1 / 4 - 23:10 )
استاذ الجبوري المحترم
لا احد يدعي ان النظام السوري هو نظام ديمقراطي لكن مثل ما تقولون بالعراقي شجاب لجاب هو حمد وموزته وال سعود طالعة الديمقراطية من اذنيهم من كثرتها؟ الان اصبح هؤلاء حماة الديمقراطية وفقط في سوريا؟
القصة واضحة وضوح الشمس لو امريكا ما رفعت يدها عن مبارك وبن علي وغيره (لان الامريكان وجدوا من هم اكثر ولاءا لمخططاتهم البنائة) لما سقط احد منهم ولولا ان النظام السوري كان دائما مستقل عن التأثير الامريكي بل وفي الجبهة المضادة له لقاموا بالقائه في سلة المهملات مع رفاقه التعساء لكن الاهم من هذا كله هو انه لولا ان الشعب السوري لم يشعر باختلاط الامور وقاوم بمعظمه النظام لسقط الاسد حتى ولو ساندته روسيا والصين والهند معهم والبرازيل وفنزويلا وجنوب افريقيا فوق البيعة
الا ترى معي انه قسم كبير من الشعب السوري ليس راض عما يحصل في وطنه؟ لا اعرف من السوريين الا السنة ولا ارى اي احد منهم راضي عما يحصل فالقضية ليست طائفية بالصورة التي يروج لها عرعور وشلته من الخون العملاء والمرتزقة
مع خالص تحياتي

اخر الافلام

.. غموض يلف أسباب تحطم مروحية الرئيس الإيراني؟ • فرانس 24


.. التغير المناخي في الشرق الأوسط: إلى أي مدى مرتبط باستثمارات




.. كيف يسمح لمروحية الرئيس الإيراني بالإقلاع ضمن ظروف مناخية صع


.. تحقيق لـCNN يكشف هوية أشخاص هاجموا مخيما داعما للفلسطينيين ف




.. ردود الفعل تتوالى.. تعازى إقليمية ودولية على وفاة الرئيس الإ