الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رغم الأزمة.. اليونان تفكر

رفعت السعيد

2013 / 1 / 4
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


لعل عبارة سبينوزا الشهيرة «إذا وقعت واقعة عظيمة لا تضحك ولا تبك وإنما فكر» تنطبق تماماً على أثينا فالأزمة الاقتصادية والاجتماعية خانقة لكن العقل والفكر والإبداع يبقى مهمة أساسية لا يمكن التخلى عنها. وبرغم الأزمة انشغلت أثينا العريقة بندوة عالمية عن الربيع العربى وتداعياته. واحتشد مفكرون يونانيون ومن بلدان أوروبية عدة لفحص هذا الربيع وإلى أين صار؟ وإلى أين سيصير؟ كانت ورقتى بعنوان «مصر.. ربيع متعجل وخريف ممتد» وتلمس باحث الحقيقة قائلاً لا تتحدثوا عن التاريخ، اهتموا بالجغرافيا ففى المياه الإقليمية لسوريا وإسرائيل ولبنان وقبرص واليونان غاز بكميات هائلة، فالاحتياطى المؤكد من الغاز 15 تريليون قدم مكعب و1.5 بليون برميل بترول والمتوقع هو 30 بليون برميل.

وهذا هو جوهر الصراع. وتعيش اليونان هذا الحلم لكن استخراج هذه الثروة يحتاج على الأقل إلى 3.5 بليون دولار. بما يسيل له لعاب ألمانيا التى تحاول فرض استعمار اقتصادى على اليونان. والمخرج أمام اليونان هو اللجوء إلى واحد من المنافسين الأشداء للهيمنة الألمانية على أوروبا فهناك أمريكا التى تريد غاز المنطقة، وكذلك روسيا التى تصمم على وجود كثيف ودائم فى البحر المتوسط ولكن اليونان مترددة. ومع تداعيات الربيع العربى السلبية تحتل السعودية بزيادة إنتاجها صدارة المستفيدين والصراع لا يدور فقط على منابع الطاقة وإنما على أدوات نقلها. فتركيا تسعى لبناء أنبوب من باكو إليها.

وهناك قطر والجميع يعرفون حقيقة حجمها وحقيقة من يحركها. وفى الجانب الآخر هناك إيران الشيعية والتى كسبت كثيراً من معركة حماس. ووسط هذا الزحام تحاول كل من تركيا ومصر أن تجد موضعاً. لكن تركيا المستقرة والمتطورة تتفوق، وإن كانت لديها مشاكلها العرقية مع الأكراد. وورقة أخرى تتحسب من تحالف وشيك بين شركات روسية وإيطالية وكورية جنوبية للاستثمار فى المتوسط بحثاً عن الطاقة. والصين قد تتجه إلى المنطقة ولا تكتفى ببترول السودان. وعن مصر يكثر الحديث ويقولون مجال الاستثمار مغلق بالكامل، وسؤال هل يملك الإخوان القدرة على صياغة نمط حكم مقبول من بروكسل؟ علماً بأن بروكسل سطحية ولا يعرف ساستها أن القنبلة لا تنفجر إلا بتفاعل عدة عناصر مختلفة.

وتثور أسئلة عن ماذا سيفعل الإخوان فى قضايا المرأة والطفل والبنات والديمقراطية وإنكار الآخر والأقباط.. وأهم من هذا البؤرة الإرهابية فى وسط سيناء واحتد أحد الأوروبيين قائلاً هذا أمر لا يمكن السكوت عليه فمصر فى قلب العالم ولا يمكن أن تحتضن مفرخة للإرهاب. وسألنى آخر لماذا عشق حكامكم للأنفاق التى تهدد أمنكم؟ وتحدث باحث عن خطة تدمير الجيوش العربية فجيوش تونس - ليبيا–السودان - اليمن - سوريا - العراق كلها دمرت وتساءل هل ثمة خطة إسرائيلية - تركية - أمريكية لإضعاف الجيش المصرى حتى تتسيد إسرائيل وتركيا كل المنطقة بما فيها مصر لصالح أمريكا؟

ويبقى أن أعود إلى الجامعة الأثينية الرائعة والتى تفكر وتعمل العقل برغم جراح الأزمة والتى تثقف تلاميذها الذين ألقيت عليهم عدة محاضرات فكانوا يستخدمون العقل والمنطق والمخزون الثقافى فى جدل انتقادى عميق وقادر حتى على إقناع المحاضر بوجهة نظر أخرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يا رفيق رفعت
يوسف ابو شريف ( 2013 / 1 / 5 - 07:38 )
أنت زعيم حزب سياسي يا عزيزي ، يعني أنت رجل تحمل مسؤولية عملية عن قراراتك وأفكارك على الأرض ، لا يكفي أن تولول في مقالاتك يا رفيق ، الولولة والردح ليسا اسلوبا سياسيا، ولا يمكن لهما أن يدفعا بالتفكير المصري الى الأمام ... بقالي شهر انتظر ان تطرح علينا خططا من منطلق موقع قيادي خطط مقبولة وقابلة للتطبيق ، الإخوان واقع رغم أنفي أنا الذي لا أطيقهم ورغم أنفك ايضا ‘ ورغم أنف من لم ينتخبوهم سيبنا يا عم من مقالات ( يالهويييييييييييي، يا خرابييييييييييي، الحقوني يا ناس ،)ـ ودلينا على الطريق للحل في الشارع ، أن لم يكن الأخوان أقوياء في الشارع فإنهم يربحون بسبب ضعفنا..... علينا أن نعترف بالفشل كما يفعل المهزومين في الدول الحلوة زي اليونان

اخر الافلام

.. غزة ما بعد الحرب.. ترقب لإمكانية تطبيق دعوة نشر قوات دولية ف


.. الشحنة الأولى من المساعدات الإنسانية تصل إلى غزة عبر الميناء




.. مظاهرة في العاصمة الأردنية عمان دعما للمقاومة الفلسطينية في


.. إعلام إسرائيلي: الغارة الجوية على جنين استهدفت خلية كانت تعت




.. ”كاذبون“.. متظاهرة تقاطع الوفد الإسرائيلي بالعدل الدولية في