الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اهداء من سليمان الشيخ الى ناجي العلي/ من يسند الروح !!!

محمود كلّم
(Mahmoud Kallam)

2013 / 1 / 5
الادب والفن


من يسند الروح / سليمان الشيخ

لسماء الليل نجوم وقمر يبدد وحشة السواد، وبشاعة العتمة ولامتداد الصحراء وعميق أسرارها وتفرعات دروبها رهبة متاهاتها بوصلات تحدد المواقع وتكشف الاتجاهات ، وتهدي من أضله السراب. وللبحر العميق شاسع الامتداد، خطير الأمواج ومتقلّبها سفن وأشرعة وبوصلات ورادارات تنجي من عواصف الموج المتقلبة ، ورياح العصف المزمجرة العاتية .

وللأمم والشعوب بوصلاتها ومناراتها عندما تدلهمّ الأخطار وتثور العواصف الزوابع ، وينتشر في الأجواء الضباب الذي يحجب الرؤية ، أو الغبار الذي يعمي الأنظار والأبصار.هكذا هم الشهداء، المفكرون ، القادة ، المناضلون الذين تحولهم تضحياتهم ، ورياداتهم ، وعميق تفكيرهم ، وناضج اجتهاداتهم ، وشجاعة مبادراتهم ومواقفهم ، إلى نجوم وأقمار وبوصلات توضع في صندوق أمانات الأمة ، وفي الضمائر والأفئدة والعقول .

وعندما يلوح سواد الليل ووحشة الصحراء وعصف أنواء البحر فان الأمة الواعيةَ دروسَ التاريخ ، تعود إلى رصيدها،إلى صندوق أمانتها المملوء بذخيرة الخبرات والأمثولات ، كي تستوحي منه وتضيف إليه ، وتأخذ منه الحي والباقي والمستمر، والمستجيب لمتطلبات الظروف والأحداث .

انهم سنادات الأرواح ، ونسغ التواصل للسير على طريق البذل والعطاء، وتسجيل أمثولات حب الناس ، وحب الحياة الحرة الكريمة التي يسودها العدل والمساواة .

ولولا مواجهة بعض الأفراد للأخطار وتضحياتهم ودخولهم في معمعة الصراع ، ومواجهتهم غيلان الظلم والخرافات والجهل والاستغلال ، لما وهبت الحياة الحرة الكريمة للملايين من بعدهم .

إن موتهم هو جسر الحياة للأجيال . إنهم حبوب القمح التي إن وقعت في أرض خصبة ، فإنها تنبت ملايين السنابل .

سنادات للأرواح عندما تكسر الأمواج الأشرعة ، وتطفئ الأسرجة . سنادات للأرواح عندما تضيع الطرق في الصحراء وتثور فيها زوابع الرمال وعصف الهبوب ، سنادات للأرواح عندما تشحب النجوم ، ويبهت القمر.

سنادات للأرواح حين يضيع الأثر، وتتوزع الناس وتتناهبها الرياح والطرق والاتجاهات . سنادات للأرواح في وجه «النداهات » وطنين البهرجات والزّفات الكذابة . سنادات للأرواح كي لا تقع في الكمائن المنصوبة ، والفخاخ الموزعة في كل طريق .

سنّادات للأرواح كي تفكّ الألسنة خرسها، والآذان طرشها، والأيدي حركتها ونشاطها وشللها .

سنّادات للأرواح في وجه الانشغالات ، وانثيالات غبار النسيان وفي وجه الاكتئاب والانسحاب والهجرة إلى الخارج أو إلى الداخل

وبما أن ذكرى استشهاد ناجي العلي أصبحت كالوشم في الذاكرات الحية ، فإن لوعة فقدانه لا تنسينا دوره و ريادته وعمق سخريته ، وثاقب نظرته .

وما زال حنظلة سنّادة لأرواحنا ، وما زالت حجارة أرضنا ، وصبية الأزقة و الحواري يقيمون للأرواح وللإرادات سنادات كي تستقيم ، علّها تبرأ من أمراضها وأوهامها وعجزها وسباتها العميق !
(المصدر : ناجي العلي , كامل التراب الفلسطيني , من اجل هذا قتلوني . دار بيسان - بيروت . 2001 م )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال


.. محمود رشاد: سكربت «ا?م الدنيا 2» كان مكتوب باللغة القبطية وا




.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو