الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين حسين مردان ونواب هذا الزمان

محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث

2013 / 1 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


بين حسين مردان ونواب هذا الزمان
من اغرب ما يحدث في العالم ما يجري في العراق على جميع الصعد، فهو حاز قصب السبق في الفساد المالي والإداري وفي مقدمة الدول في سوء الخدمات والافتقار للبنى التحتية، وعلى رأس الدول الغارقة في الأزمات السياسية، وفي طليعة الدول التي يعيث بها الإرهاب، والدولة الوحيدة التي يتولى فيها رئيس الوزراء القيادة العامة للقوات المسلحة ووزارات الدفاع والداخلية والأمن الوطني والمخابرات، والدولة المفردة في كثرة الهيئات المستقلة وتدار جميع مرافقها الدفاعية والخدمية والإدارية بالوكالة رغم وجود برلمان فيها يعد من اكبر البرلمانات في العالم، فهو يقل بقليل عن برلمانات أمريكا وروسيا والصين وغيرها من الدول الكبرى’ ويتميز برلمانها بالعجز عن إقرار القوانين الهادفة لخدمة المواطن، ولا يكتمل نصابه إلا لغرض يخدم البرلمانيين او الحاكمين وأولي الأمر او في إقرار القوانين التي هي تحصيل حاصل مثل التصديق على معاهدات دخول العراق في المؤسسات العالمية، فيما تنام في أدراج الحكومة ومجلس النواب آلاف القوانين المهمة التي تكفل الحياة الحرة الكريمة للمواطن أو تسهم في بناء دولة المؤسسات.
والغريب قي هذا البرلمان الغائب انه منح أعضائه رواتب وامتيازات لم يمنحها برلمان في العالم ، وفي قراءة بسيطة لرواتب برلمانات العالم وجدنا أن العراق هو الأعلى في رواتب النواب والوزراء والوكلاء والمناصب الكبيرة في البلد، ولا توجد دولة في العالم تمنح نوابها تقاعدا وامتيازات بعد انتهاء ولايتهم الا العراق، فالبرلمانيون شرعوا ما يخدمهم وتناسوا أبناء الشعب الذي أوصلهم الى مكان لم يكونوا مؤهلين له في يوم من الايام.
ويتميز برلماننا العجيب بميزات أخرى لا تتوفر في برلمانات العالم فهو الأكثر غيابا والأكثر رواتبا ومخصصات وفيه الكثير من المزورين، ويعج بالفاسدين، والغريب ما أشيع مؤخرا ان البرلمان أقر لأعضائه إكرامية جديدة بمنحهم رواتب خمسة عشر شهرا لحضورهم المتميز وجلساتهم الكاملة وكثرة القوانين التي اقروها، ومعالجتهم لمشاكل البلاد بحيث غرقت في أول زخة مطر لاكتمال بناها التحتية بفضل الاختيار المناسب لمجلس النواب.
تذكرت حادثة لشاعر عراقي كبير عرف بمجونه وظرفه وعدم التزامه الديني، وأطلق عليه الكافر والملحد والداعر والفاجر وما في قاموس العربية من نعوت فقد عرف عن حسين مردان انه يستدين من جميع أصدقائه ..وكانوا يقرضونه وهم يعلمون أنه لن يعيد إليهم شيئاً .
وفي أواخر ستينيات القرن الماضي، صـدر الأمر بتعيينه معاوناً للمدير العام للإذاعة والتلفزيون، براتب قدره مائة وخمسون ديناراً ، بعد احتساب مدّة عمله في الصحافة خدمة فعلية له .ذُعِر ، ورفض التعيين ! كان يطوف بين زملائه وهو يتساءل متوجساً :" أنا ؟أنا أتقاضى مائة وخمسين ديناراً في الشهر ؟كيف ؟ ولماذا ؟ .
وظلّ رافضاً . أبلغ الدولة أنه إما أن يُعدَّل راتبه إلى ثمانين ديناراً فقط ، ويوافق على العمل .. أو لا ، فيرفض التعيين !.وكان له ما أراد !..وحُدِّدَ راتبه بثمانين ديناراً.وما تقاضى أول راتب، إلا وراح يدور بين أصدقائه متوسلاً إليهم أن يستدينوا منه ! .واشترى بدلتين جديدتين ..وقبل أن تتسخ أكمامهما مات ! .
بربكم هل بين كبار الزعماء في العراق من يملك شيئا من خلق حسين مردان؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وصدق من قال اذا لم تستحي فافعل ما تشاء!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحياتى لك اخى العزيز محمد على محى الدين
علي عجيل منهل ( 2013 / 1 / 5 - 11:42 )
وحسنا فعلت بالعودة للحوار المتمدن والكتابة فية -
ان حسين مردان من الشخصيات التى خرجت من معطف الحزب الشيوعى العراقى شخصية مناضلة لها مكانة فى تاريخ العراق الحديث مع احترامى لك


2 - المسؤولين في الوقت الحاضر وحسين مردان
طارق عيسى طه ( 2013 / 1 / 5 - 13:04 )
عزيزي ان هؤلاء لا يعرفون هذا التصرف انهم بعيدون نقول اكثرهم حتى لا يزعل الشريف النادر يعرفون ان وقتهم قصير فينهبون ويغرقون بغداد بمطرة واحدة ويملأون شوارعها بالزبالة ويقول رئيسهم ان عمال جمع الزبالة هم السبب لأنهم وضعوا الزبالة في المجاري لا سامحهم الله سيكون عقابهم في الحياة قبل موتهم


3 - الاخ علي عجيل
محمد علي محيي الدين ( 2013 / 1 / 5 - 16:13 )
شكرا لتفقدي والحقيقة اني كلفت هذه الايامبمهمة اعلامية في ادارة اذاعتنا اتحاد الشعب في بابل واشغلتني الادارة عن الكتابة وهذه الايام وجدت قليلا من الفراغ للكتابة لان عملي الاعلامي يحتاج الى جهود مكثفة وخصوصا من خلال الاعلام الداخلي المسموع وان اذاعتنا الاذاعة الوحيدة التي تناغم متطلبات الجماهير في الحياة المدنية من خلال البرامج الثقافية والفكرية والترفيهية والاغاني العراقية والعربية الاصلية اكرر تحياتي


4 - رد
محمد علي محيي الدين ( 2013 / 1 / 5 - 16:15 )
الاستاذ طارق عيسى طه
تحياتي وتهنئتي بالعام الجديد واؤيد فيما ذهبت اليه في اخلاقية هؤلاء الطارئين على العمل السياسي والبعيدين عن كل المعايير الاخلاقية والوطنية عسى ان يكون لشعبنا رايه في التغيير وازاحة هذه الشرذمة التي اظرت بالبلاد والعباد


5 - وصول ضباط من المخابرات القطرية الى الانبار
سمير فاضل ( 2013 / 1 / 5 - 23:59 )
لأستاذ محمد علي المحترم
يرجى قرائة الخبر الآتي وقد نشرته وكالة - سنا الأخباريه - ولخطورته اعيد رابط الخبر على مقال الأستاذ صباح الرسام المحترم
وكأن التأريخ يحاكينا وانا لله وانا اليه راجعون قصر أم طال الأجل لا يتمنى اي وطني غيور ذلك ولكن اذا أرادوها حرباً فلتكن
--
http://sna-news.net/index.php?aa=news&id22=14483&lang=
ليس دفاعاً عن حكومة السيد المالكي ولا هو ضد أخوتنا أهل الأنبار والطائفه السنيه في عموم العراق ولكن درءً وتوقياً لما قد يحدث من شرور يدفع ثمنه الجميع
أذا صح هذا الخبر - المنشور على عهدة احد المواقع على الرابط أعلاه - معناه اللعبه كبيره وخطيره لتخريب البلد
على الحكومه وجميع آطياف شعبنا التعاون لسد الطريق أمام اي مسعى خبيث يرنو لاثارة حرب أهليه والضرب بيد من حديد على رموزه ومن أية جهه كانوا ، لعن الله الطائفيه ومروجيها


6 - اسئله حقه و لكن؟
محمد سعيد العضب ( 2013 / 1 / 6 - 14:24 )
جمله الاسئله المطروحه حقه ولكن اين تكمن عله العراق المستباح ؟ هل في شعب ضيع بوصله مساره واراد بسيق اصرار وترصد تغيب ذاته من الاحداث والركون الي الهدوء والسكينه سواء بسبب جهله او غياب الوعي العام لديه ,ام نحن في محنه ساسه يرون ان السياسه مجرد فرصه (كلفه) ضائعه يجب اقتناصها في عهد غياب الاخلاق والاعراف ...المهم استحوذ علي ما يمكنك, وليذهب الجميع الى الجحيم وبأس المصير ...

اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: المؤسسة الأمنية تدفع باتجاه الموافقة


.. وزير خارجية فرنسا يسعى لمنع التصعيد بين إسرائيل وحزب الله في




.. بارزاني يبحث في بغداد تأجيل الانتخابات في إقليم كردستان العر


.. سكاي نيوز ترصد آراء عدد من نازحي رفح حول تطلعاتهم للتهدئة




.. اتساع رقعة التظاهرات الطلابية في الولايات المتحدة للمطالبة ب