الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا يلغى عقول الرجال الكبار؟

نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)

2013 / 1 / 6
العلاقات الجنسية والاسرية



استولى الفزع (منذ يومين) على كثير من الآباء والأمهات بعد نشر حادث الاغتصاب الجنسى لطفل عمره ٦ سنوات، بقرية بمحافظة الأقصر، اغتصبه رجل كبير عمره ٤٢ سنة، انتقم الأب من الجانى بقطع عضوه الذكورى وذبحه كما ذبح مدير المدرسة أيضاً.

تحولت القرية إلى ثكنة عسكرية، وأطلق أقارب العائلتين الرصاص تهديداً بالثأر.

كثيرون فى بلادنا يخبئون رؤوسهم فى الرمال، يتجاهلون حوادث اغتصاب الأطفال، يقولون إنها نادرة، مع أن البحوث العلمية تقول إن 80٪ إلى 90٪ من الأطفال (الذكور والإناث) يتم اغتصابهم قبل بلوغهم سن الثامنة، خاصة فى المجتمعات التى ينتشر فيها الفقر والقهر والكبت والجهل، تزيد النسبة فى حالة الأطفال البنات، بسبب الوضع الأدنى لهن والسلطة المطلقة للأب.

حوادث متكررة عن أب (أو بديل الأب) يغتصب طفلة عمرها ٦ سنوات، تنسى الطفلة الحادث ضمن أحداث أخرى مؤلمة، ليلة زفافها لا يظهر الدم فوق الملاءة، يطلقها زوجها ويعيدها إلى أبيها، يقتلها الأب (الذى اغتصبها) دفاعاً عن شرفه.

ليس للأولاد كشوف عذرية تهددهم، يترك الحادث فقط شرخاً فى الرجولة؟

أن يعتلى الرجل رجلا مثله؟ أى انتقاص من رجولة المعتلى عليه؟ أن يرقد الرجل فى الوضع الأسفل كالمرأة؟

يقبل الرجل أى هوان إلا أن يكون امرأة؟

حوادث الاغتصاب من المدرسين متعددة، فالمدرس يحظى بسلطة أبوية. لا ننسى المدرس الذى اغتصب تسع بنات من تلميذات فصله ولم يتلق عقاباً إلا نقله إلى وظيفة إدارية (راجعوا كتابى الرجل والجنس ) وحوادث الاغتصاب داخل الأسرة متعددة، الأخ أو العم أو الجد أو الخال، اعتدى على بنات الأسرة، فكتمت العائلة السر حرصاً على مستقبل رجالها.

القانون الرادع للسلطة الأبوية غائب فى مصر، يحظى الأب (أو بديله) بهالة مقدسة، يتمتع المدرس أيضاً بسلطة أبوية، «قم للمدرس وفه التبجيلا كاد المدرس أن يكون رسولا» و«من علمنى حرفا صرت له عبدا» إلى جانب أن القانون المصرى يبرئ الأب أو الزوج - إن قتل - تحت اسم الشرف، ويعاقب الضحية المرأة، حيث ليس لها شرف فى القانون.

تمر بلادنا بأزمة دستورية حادة، تم إقرار دستور جديد يشجع الرجال على البطش بحقوق الأطفال والنساء تحت اسم الأحكام المرسلة فى الشريعة، زادت السلطة الأبوية تسلطاً فى الدولة والعائلة.

انتشرت فى السنين الأخيرة ظاهرة التحرش أو الاعتداء الجنسى على الفتيات، وظاهرة زواج القاصرات أو الأطفال البنات، يأتى إلى مصر فى المواسم عجائز الأثرياء لشراء طفلة فى سوق الزواج، يبيع الأب طفلته لرجل يكبرها بنصف قرن مقابل المال. لا يوجد فى مصر قانون يردع هذا الأب، وهناك أصوات ذكورية تعلو مع تصاعد القوى السلفية، تطالب بخفض سن زواج البنت إلى ٨ سنوات، تيمنا بالسيدة عائشة، مما يشجع الذكور على اغتصاب البنات الأطفال داخل الزواج وخارجه.

وتسود مصر اليوم قيم الثراء النفطى السريع، التى تسمح للرجل الكبير باعتلاء الرجل الصغير كدليل للذكورة أو الفحولة.

سؤال ورد إلى ذهنى (وأنا أقرأ عن ذبح مدير المدرسة مع المدرس الذى اغتصب الطفل) هل تقاعس المدير عن تحويل الجانى إلى التحقيق؟ هل يئس والد التلميذ من الحصول على حقه بالقانون؟

ولماذا قطع عضوه الذكورى بعد ذبحه؟ هل اكتشف أن هذا العضو الصغير يلغى عقول الرجال الكبار؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فضل ربي
نيسان سمو الهوزي ( 2013 / 1 / 5 - 21:35 )
اسم اله الرحمن الحيم اما بعد : هذا منة فضل الرب ؟؟؟؟


2 - ألدستور مرآة ألمجتمع
ركاش يناه ( 2013 / 1 / 6 - 02:53 )

ألدستور مرآة ألمجتمع

لو ذهبنا إلى أى دولة أو قبيلة .. لوجدنا ألصورة ألتذكارية للدولة أو ألقبيلة مخفية أو ظاهرة فى ألدستور ...

دساتير ألخليج ، ومصر ألأخوان ، مخفى فيها شبح ألرجل الكبير باعتلاء الرجل الصغير .. كما تفضلتِ وشرحتِ

ألعوام مثلنا يقفون عند ألنَص وألحرف ..

ألدكاترة مثلك .. يُجيدون قراءة صور ألأشعة

شكراً يا دكتورة


...


3 - وماذا يلغي عقول النساء الكبيرات؟
نعيم إيليا ( 2013 / 1 / 6 - 11:50 )
انتشرت فى السنين الأخيرة ظاهرة التحرش أو الاعتداء الجنسى على الفتيات))

التحرش والاعتداء الجنسي جريمتان تختلف إحداهما عن الأخرى.

ثانياً: ماذا يلغي عقول النساء الناضجات اللواتي يغتصبن الصغيرات؟
هذا يحدث - وليس قليلاً أو نادراً - فلماذا لا تسلط عليه الأضواء كما تسلط على جرائم الاغتصاب الذكوري؟
ينبغي أن يكون الباحث منصفاً موضوعياً، وألا يكون متحيّزاً لجنس دون جنس
الأستاذة إيفان الدراجي لاحظت أن علة التحرش هي الكبت - وليس هذا صحيحاً بالضرورة في كل الأحوال - وأقرت بأن المرأة تعاني الكبت أيضاً؛ أي بأنها يمكن أن تتحرش بالرجل كما يتحرش الرجل بها ما دام الباعث على التحرش واحد، ومع ذلك فقد نظرت إلى قضية التحرش على أنها فعل اعتداء على المرأة وحدها؟
أتساءل: ما الفرق بين التطرف الذكوري، والتطرف النسوي؟


4 - الشعور بانقص
انتصار الانصاري ( 2013 / 1 / 7 - 08:02 )
الدكتوره العزيزه نوال السعداوي
اعتقد يادكتوره بأن الشعور بالنقص لدى الرجال وليس فقط الكبت هو السبب في الاعتداء أو التحرش الجنسي وخاصتا في شرقنا المتخلف حيث يربى الذكر منذ طفولته على انه يجب عليه اظهار رجولته مهما كانت الظروف لاتبكي فأنت رجل لاتشكو فانت رجل لاتظهر ضعفك فأنت رجل وهذا مايجعله متناقضا في داخله وعاجزا على التعبير عن نفسه ذكرتي في احد كتبك بان هناك رجالا يلتجؤون الى العاهرات وبائعات الهوى للتعبير عن ما يجول في دواخلهم وحتى للبكاء على صدورهن فقط لكي لاتشعر زوجاتهم بضعفهم لكي لا ينتقصن من رجولتهم
بالنسبه لسؤالك الاخير فقد ذكرني بمقوله يذكرنها النساء العراقيات دائما هي -ان عقل الرجل يوجد في عضوه الذكري وليس في رأسه- ربما معك حق
تحياتي لك وننتظر منك المزيد


5 - اكيد يئس والد المجني عليه من وجود قانون يحميه
فؤادة العراقية ( 2013 / 1 / 7 - 22:22 )
الغالبة تتقاعس امام الحق في ظل غياب القانون وفي ظل مجتمع يشجع ويلهث لغرائزه اكثر ما يهتم لعقله
مجتمعاتنا تحاول بكل ما اوتيت من قوة بأن تتستر على حالات الأغتصابات الكثيرة خوفا من كشف حقيقتها المرّة امام العالم ولتظهر بوجه لائق دوما , لكنها لا تعلم بأن رائحة النتانة لابد وان تطفح يوما , تحاول التكتم وخصوصا ان كانت الضحية فتاة فتكتم العائلة سر اغتصاب ابنتها خوفا من العار وتصبح ابنتهم عار اكثر من الفاعل الحقيقي !! فأصبحت امورنا معكوسة من جراء الخوف الكامن في نفوسنا

الف تحية وسلام وتقدير لكِ وانتِ تناضلين لأجل اعلاء كلمة الحق والحقيقة وننتظر دوما كتاباتكِ



6 - الزميل نعيم ايليا
فؤادة العراقية ( 2013 / 1 / 7 - 23:04 )
تحية طيبة
اتسائل كيف تريد ان تدير الكفة وتقول لمن يريد المطالبة بحقوق المظلوم بأنه تحيزا ؟
المطالبة بالحقوق تكون لمن يقع عليه الظلم والغبن اكثر , نحن لا ننفي بأن هناك حالات شاذة لنساء ولكنها ليست الغالبة والسبب بسيط وهو بأن المرأة تجد بسهولة الرجل الذي تريد معه ممارسة الجنس ( هذا لو ارادت ) بعكس الرجل ولهذا تكون مثل هذه النساء قليلات جدا , أما الرجل فهو بحكم القانون والمجتمع الطبقي الذكوري صاحب السلطة فيكون مستبد اغلب اوقاته والمرأة مغدور حقها في الغالب
فالفرق هنا للغالب وهو ما يهم الباحث في مشاكل مجتمعاتنا


7 - الكاتبة القديرة
فريدة الترللي ( 2013 / 1 / 8 - 09:03 )
أشكرك كثيرا على كل هذه الكتابات و لكنك غير جديرة بهذه الاعتبارات التحقيقية الخ...رائ..ية أعتقد أنك تصبحين أكثر جمالا مع اصرارك على الكتابة رغم كبر سنك .. و لكنك يجب أن تكفي عن المحاولة في لحظة ما ..ربما ستجدين السعادة بطريقة أخرى أكثر هدوءا .. لكي كل التقدير و الاعجاب

اخر الافلام

.. الطبيب العام محمد الأيوبي: الرجال هم أكثر إصابة بمرض باركنسو


.. -تشديد العزلة على القائد عبد الله أوجلان استمرار للمؤامرة ال




.. اللبنانية ريم صايغ فراشة الغوص الحر


.. أخصائية التونسيات تعانين من نقص الوعي وغياب الثقافة الصحية




.. أقوال المرأة خالدة في ذاكرة التاريخ