الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الملكية سرطان قاتل للمغرب.

علي لهروشي
كاتب

(Ali Lahrouchi)

2013 / 1 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


المغرب عبارة عن جزيرتين ، متفرقتين متصارعتين في الخفاء : جزيرة الكادحين و الفقراء ، و المحتاجين ، و المهمشين ، من أبناء البروليتاريا من العمال المستغلين ( بفتح العين ) ، و الفلاحين و التجار الصغار ، و العاطلين ، وهم الذين يشكلون الأغلبية الساحقة من الشعب المغربي ، وهم الذين لا يمتلكون ولا يملكون لا المال و لا السلطة ، ثم جزيرة الأغنياء من الأعوان والخدام من الساهرين على راحة الديكتاتور ، وحاشيته الحاكمة التي تملك ، وتمتلك كل مصادر المال ، و الجاه ، و السلطة ، و هذه الجزيرة هي التي تتحكم في الجزيرة الأولى بكل سبل الإستبداد و الإستعباد ، و الإحتقار ، و الظلم ، والعنصرية ، وبكل الأشكال المتنافية بالطبع مع مفهوم المواطنة ، و الحرية ، و الديمقراطية ، و حقوق الإنسان ، حيث أن الفساد هو العمود الفقري الذي يقف عليه هيكل المغرب كبلد جد متخلف ، وهو ما يجعل العقلاء يتسألون لماذا ترتكز كل أشكال الممارسات بالمغرب على الفساد ؟ وكيف سيتم الوصول إلى مصدر هذا الداء للعمل على تجفيف منابعه لإنقاد المغرب و المغاربة من الموت البطيء ؟
إن ما قاله المناضل الأمازيغي الأستاذ الباحث - أحمد عصيد - حول ما يسمى بتاريخ العلويين ليس بجديد ، فالباحثون في خفايا التاريخ الحقيقي للمغرب ، يعرفون حق المعرفة أن الحكم العلوي مبني أساسا على الحيف ، و الزيف ، و التزوير ، و القمع ، و الذبح ، و القتل ، و الإغتيالات ، و الإعتقالات ، و المحاكمات الصورية ، و التلاعب بالمغرب و المغاربة ، شعبا ووطنا ، فقد ولد - إدريس الثاني - بعد إحدى عشر شهر عن وفاة - إدريس الأول – أي أنه لم يكن أبدا من نطفة الهالك ، لأنه لم يولد خلال المدة القانونية ، المعروفة و المحسوبة بالأيام ، و الأسابيع ، و الأشهر كمدة زمانية مخصصة للحمل ، و لوضع المرأة الحامل ، التي هي تسعة أشهر ، اللهم إذا كان مثل - عيسى إبن مريم - إذ أن ذلك يعني أنه لقيط بالمعنى الحرفي للكلمة ، وعلى أساسه بني تاريخ العلويين اللقيط كذلك جملة وتفصيلا ، إذن - إدريس الأول - ليس بالإبن الشرعي ل - إدريس الثاني - حيث أصبح ذلك سنة محمودة لدى العلويين منذ ذلك الحين إلى حد الأن ، حيث أن كثير من المغاربة يتداولون حكايات ووقائع تاريخية فيما بينهم ، كالواقعة التي تتحدث على أن - الحسن الثاني - ليس بالإبن الشرعي ل - محمد الخامس – بل هو إبن - الكلاوي - و قد ينعته المغاربة الأحرار بإبن العبدة ، لأن أمه أخذت حقا – عبدة – إلى قصر الكلاوي - قائد الحماية الفرنسية ، وكانت تسمى أيضا – عبدة – قبل أن يتم تسليمها ل - محمد الخامس - وهي حامل من قبل - الكلاوي – حسب ما يروج بين المغاربة ، وهو الإسم الذي لم يرضي قصر الملك الديكتاتور، الذي غير إسمها ليصبح إسمها من جديد - عبلة - عوض - عبدة - ثم أن - محمد السادس - قد يكون كذلك إبن - المديوري - وليس بإبن - الحسن الثاني – حيث أن الإبن الحقيقي لهذا الأخير هو المسمى - هشام المنظري - المغتال من قبل مخابرات منافسه على العرش - محمد السادس - بإسبانيا ... ومع ظهور هذه الحقائق التاريخية للعلن من قبل المناضلين الباحثين الجرئين أمثال - أحمد عصيد - ، بعدما أن كانت حقائقا تتداول سرا في الظل بين الباحثين المغاربة ، وذلك خوفا على حياتهم من الإنتقام العلوي ، فإن لتلك الجرأة ثمن ، وهو أن الحكم العلوي الديكتاتوري ، الطاغي ، قد يكشر عن أنيابه للإنتقام قريبا من الباحث الجريء - أحمد عصيد - إما بإغتياله في ظروف غامضة ، كما حصل للكثير من المناضلين اليساريين الغير متحزبين ، أو سيتم إعتقاله بتهم ملفقة ، يكون جوهرها هو التشكيك في نسب الرسول ، وفي العقيدة الإسلامية ، و إمارة المؤمنين ، وما إلى ذلك من خزعبلات ، من أجل إسكات صوته المزعج للقبيلة العلوية..
لقد تمكن الملك الديكتاتور وحاشيته من السطو بأساليبهم المافيوزيا على كل شيء بالمغرب ، وتحولوا بذلك إلى مجرد عصابة حاكمة ، ومتحكمة في المغرب و المغاربة ، بعدما تخلصوا من كل مغربي حر يتوفر على الحس الوطنى ، والإنساني ، و الغيرة عن المغرب و المغاربة ، أي إبعاد كل مغربي مخلص لقضايا الشعب عن مواقع القرار كما هو الشأن في قضايا كل من المهندس - احمد بن الصديق – صاحب الرسالة المشهورة التي أعلن فيها خلع بيعته للطاغي من عنقه ، و القاضي - جعفر حسون – المعروف بمواقفه حول المجلس الأعلى للقضاء ، و الذي تم طرده من عمله ، وحرمانه حتى من مزاولته مهنة المحاماة ، حتى لا يكشف عن جرائم القضاء في حق المغاربة ، ثم - عادل فتحي - الذي يشغل مهمة نائب وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بمكناس ، و الذي امر المجلس الأعلى للقضاء ، وبتنسيق مع الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف بمكناس ، إجراء خبرة عقلية ونفسية له ، ، بسبب مقالات صحفية ، وشكايات وجهها إلى رئيس الحكومة المعين ، حول العديد من القضايا والملفات. و قد أحيل هذا القاضي على المجلس الأعلى للقضاء بالرباط ، بعد تحريك المتابعة في حقه ، على خلفية سلسلة من المقالات صدرت باسمه في العديد من المنابر الإعلامية ، وجه من خلالها انتقادات للعدالة معبرا فقط عن رأيه في موضوع إصلاح القضاء.
وبهذا فإن مافيا القبيلة العلوية الحاكمة ترفع بذلك من شأن الإنتهازيين ، و الخونة ، و الراشين و المرتشين ، و اللصوص من ناهبي المال العام ، ومصاصي جيوب أفراد الشعب ، وتكرس الوصولية ، و النفاق ، و الهرولة لتحقيق الرغبات الشخصية ، و العائلية بشكل أناني فظيع ، حيث نمت ممارسات حب الذات و الأنا لذى الفرد لتحقيق رفاهيته ، ورغبته في الهيمنة و التوفر على كل شيء مما تتطلبه الحياة ، بالطبع على حساب كل القيم و المباديء الإنسانية ، التي تم التضحية بها ، ومحوها من القلب و الذاكرة ، وبهذا تم القضاء النهائي عن التفكير في المشاريع الجماعية ، و الإيمان بحق الأخر في العيش الكريم ، حتى صار اللص شريفا ، و الشريف لصا ، الجبان شجاعا ، و الشجاع جبانا ، المنافق صادقا ، والصادق منافقا... لكن كيف نجح الملك الفاسد و المفترس في تحقيق مشروعه الصهيوني هذا على الأرض المغربية التي كانت ولوقت ليس بالبعيد بمثابة الأرض المضياف ، أرض التسامح ، و الخير و الحب ، و السلام ، و التضامن ، و الإخاء ، و الكرم و العطف ؟
لقد حقق الملك الديكتاتور طموحاته و أهدافه في تركيعه للشعب المغربي مستعملا بذلك كل الأساليب الخبيثة ، حيث بنى ترسانة قمعية لا مثيل لها بالعالم ، المتمثلة في الجيش ، الدرك ، الأمن اللاوطني ، السيمي ، القوات المساعدة ، المخابرات بكل أنواعها ، الولاة ، العمال ، الباشاوات ، القواد ، المقدمين ، الشيوخ ، العريفات ، وقد ينطبق على هؤلاء إسم كتائب - معمر القذافي - بليبيا ، ثم صنع ترسانة بأساليب عنصرية ، ممن يطلق عليهم إسم الشرفاء ، وأعضاء الزوايا ، الذين يحملون بطائق أخرى إلى جانب البطائق الوطنية العادية ، وهي بطائق خاصة تميزهم عن المواطن المغربي العادي ، وهي بطائق بيضاء يتقاسمها خطان أحمر و أخضر كتب عليها " المرجو من كل السلطات تسهيل مأمورية حامل هذه البطاقة " وهؤلاء لهم إمتيازات خاصة حيث يحصلون على كل أشكال الدعم ، و المساعدات المالية من ميزانية الشعب ، وعلى كل الإمتيازات ، و الرخص لإستنزاف خيرات الشعب المغربي بدون رقيب ولا حسيب ، وهو نفس الأسلوب الذي إستعمله النازي - أدولف هتلير- في حق اليهود ، و إن إختلف الهدف بين هذا وذاك ، وهؤلاء قد ينطبق عليهم لقب شبيحة – بشار الأسد - بسوريا ، كما تم صنع ترسانة قمعية أخرى موازية إحتياطية تستعملها مخابرات الديكتاتور متى شاءت ، وحيثما شاءت ، وهي مجموعة من تجار المخذرات ، و المشروبات الكحولية ، و محترفي الدعارة ، و العهارة ، و الوسطاء ، " القوادة " باللهجة المغربية ، و السماسرة في كل المجالات ، وهؤلاء ينطبق عليهم مصطلح بلطجية - حسني مبارك - بمصر ، وهم جواسيس من العملاء الذين يشتغلون بدون أجرة شهرية ، بل بحصولهم على تسهيلات لممارسة أنشطتهم الإجرامية ، ويبقى هدف الملك الديكتاتور من خلال صنعه لكل هذه الترسانة القمعية برمتها ، وبإختلاف ألوانها ، وجرائمها من كتائب ، وبلطجية ، وشبيحة التي ينطبق عليها اللقب المغربي المعروف بالأقنان و العبيد ، هو ضبط أنفاس المواطن ، و القضاء على كل تحركاته ، وقتل طموحاته في التغيير...
كما أن الديكتاتور لم يكتفي بهذا النوع من الأقنان و العبيد لحماية نفسه من الغضب الشعبي ، بل صنع ترسانة أخرى تتمثل في الأحزاب ، هدفها إمتصاص الغضب الشعبي ، وهي بمثابة حائط برلين الفاصل بين الغضب الشعبي ، و الملك الفاسد الطاغي الديكتاتور المفترس للجميع ، أحزاب في صورة بحر يربي فيه الديكتاتور نوعية ممتازة ، و لذيذة من السمك الإنتهازي ، الذي يصطاد منه متى شاء ، و بالكمية التي يشاء ، وهو بحر يصعب على الشعب التواق للتغيير تجاوزه برغبة الوصول إلى الضفة الأخرى التي يختفي فيها الملك الديكتاتور المفترس ، إلا إذا توفرت قناعات الثورة لذا الشعب ، حيث التضحية بالأرواح و بالغالي و النفيس من أجل إنجاحها ، وهي أحزاب تجاوزت 33 حزبا ، ولهذه الأحزاب قطاعات موازية كالقطاع الشبابي ، و النسوي ، والنقابي ، و الجمعوي ، و الثقافي ، و الإعلامي ، وأحيانا حتى الرياضي ، ومن هنا استطاعت هذه الأحزاب التحكم ، و السيطرة على كل ما هو سياسي ، نقابي ، حقوقي ، إعلامي ، ثقافي ، ورياضي ، فيما أن زعماء الأحزاب وذويهم من الأسر و الأقارب قد استعملوا تلك الأحزاب لنهب أموال الشعب ، بإسم ما يسمونه بقانون وحق دعم الأحزاب ، و الإعلام ، و الشباب و الجمعيات ، و المنظمات ، و الإتحادات ، والمنتديات ، إضافة إلى الأموال التي يتلقونها من ميزانية الشعب بأمر من الديكتاتور، جزاءا منه للأعمال التي أسدوها للحفاظ على الوضع الفاسد ، وبذلك استطاع هؤلاء تأسيس مقاولات ، وشركات لا تخضع لأية مراقبة ضريبية ، لأنها تعيش في ظل الشركات الكبرى للديكتاتور المعفية أصلا من كل أشكال الضرائب ، و المراقبة ، و المحاسبة ، ومن هنا فإن زعماء هذه الأحزاب قد احكموا قبضتهم على جزء من الإقتصاد ، فيما أن الجزء الهام الأخر يتحكم فيه الديكتاتور الملك المفترس...
وتبقى المخابرات هي التي تصنع التشكيلة البرلمانية ، و الحكومية ، و الحزبية ، بأمر من الطاغي الديكتاتور ، فهي التي توصل من تريد ممن يتعاون معها في التجسس ، ثم من يسرق وينهب ، ويختلس، أو ممن يتكلم كثيرا كالأساتذة ، و المحامون ، و النقابيون ، أو من يتوفر على ثروة مالية كالسماسرة ، وتجار المخذرات ، وتجار العقار ... كما أن المخابرات تعرف أن هؤلاء لا قيم ولا مباديء لهم ، وبالتالي فهي توصلهم إلى مواقع القرار كالبرلمان ، و الحكومة ، وتحركهم كالكراكيز، حيث يصيرون برغبتها تارة إشتراكيون ، وتارة أخرى ليبيراليون ، ثم علمانون أو إسلاميون ، ولما لا قوميون عرب أو أمازيغ ، هم يتجولون هنا وهناك ، أينما وحيثما نودي عليهم ، للقيام بمهمة تمثيلية ما ، الغرض منها إمتصاص غضب الشعب ، وتغيير موازين القوى لصالح الديكتاتور دائما ، فهم لا يعرفون ألوانهم الحزبية ، لأن كل شيء لذيهم تتحكم فيه اللحظة ، و المصلحة الشخصية ، و العائلية ، و المبالغ المالية ، التي سيتم دفعها لهم ، فسواءا صوت الشعب المغربي أو لم يصوت ، فإن المخابرات هي التي تصنع كل شيء ، في السر و العلن ، أما المصوتون ممن يقصدون صناديق الإقتراع ، عبر إقتناعهم بالعملية الإنتخابية ، أو عبر بيعهم لأصواتهم بسوق النخاسة ، فهم في واقع الأمر يستعملون فقط كأجساد بشرية لتصوير لقطة إعلامية ، لتبثها القنوات الإعلامية التي تنبح كالكلاب في حراستها قصرالديكتاتورالطاغي .
إن الأحزاب لا تستطيع مقاومة صانعها ، وهي لا تمتلك لا الجرأة ، ولا نفس الرؤية التي يمتلكها المغاربة الأحرار أتجاه مختلف القضايا بالمغرب ، لأن كل حزب يدافع عن فساده ، وطغيانه ، وجبروته ، من باب دفاعه عن الملكية ، بطرقه المختلفة ، فمن هذه الأحزاب من يحبد استمرار الملكية المطلقة ، ومنها من يرى بضرورة الملكية الدستورية ، فيما ذهب بعضها إلى الجهر بالملكية البرلمانية ، ولكنهم في الأخير كلهم ملكيون بدون إستثناء ، أي كونهم فاسدون ، ويدافعون عن الملك الفاسد ، ومن هنا لا يحق لأحد من هذه الأحزاب أن يطلق على نفسه صفة الحزب اليساري ، لأن اليساري الحقيقي لا و لن ولم يرض في يوم من الأيام عبر تاريخ البشرية جمعاء بالرضوخ ، والخنوع ، و السجود و الركوع للطاغي المستبد ، و المستعبد للشعب ، و اليساري في واقع الأمر هو الرافض للحكم الملكي من أساسه ، لأنه يؤمن حق الإيمان بحكم جمهوري ديمقراطي ، تسود فيه الحرية ، و العدل ، و المساواة ، أما الأحزاب بالمغرب فهي لم تصل المستوى السياسي ، و الإيديولوجي ، و الديمقراطي بعد لتكون إشتراكية ، ولا حتى ليبيرالية بالمفهوم الحقيقي للبيرالية المعروفة بالدول الغربية ، بل هي مجرد أحزاب ملكية مخابراتية هدفها الدفاع عن الملك الطاغي ، و الإستفادة من الوضع الفاسد ، بإسم ما يسمونه بالمصلحة العليا للوطن ، وإمتصاصهم للغضب الشعبي بإسم الإستقرار ، وكيف لا وهم قد صنعوا من أجل ذلك ، ليعبدوا ويقدسون ثلاثية : الله الوطن الملك ، تنفيذا للإتفاقية المبرمة بينهم وبين الطاغي ، التي تحدد شرعية عملهم الحزبي في الثلاثية المعروفة ب : السلم الإجتماعي ، و المسلسل الديمقراطي ، و الإجماع الوطنى . و في ظل هذه المنظومة الفاسدة يحتمي الملك الفاسد ، وهو يستمد قوته ، ويضمن صك بقائه على العرش ، بالمساعدة التي يتلقاها من هؤلاء الأحزاب ، و القوات القمعية المتعددة الأوجه و الأدوار من حماته.
جل المغاربة يعلمون علم اليقين أن مصدر الفساد بالمغرب هو الملك الطاغي و حاشيته ، وهم يشيرون إلى ذك بالواضح عندما يرددون ذلك في أحاديثهم ، ونقاشاتهم الثنائية ، أو الجماعية ، بالمقاهي ، أو بالمدارس أو بالجامعات ، أوبالمآثم أو بالأفراح ، أي بكل الأماكن التي تجمع فيما بينهم ، لكن في جو تخيم عليه الثيقة المتبادلة فيما بينهم ، ولكنهم قد يتكلمون بلغة المرموز كلما خيم جو الشك على لقاءاتهم تلك ، إذ لا يتجرؤون إلى حد الآن للخوض في أحاديثهم تلك علانية ، و بالواضح حتى و إن كان ذلك أمام الجواسيس ، لأن سجون الطاغي لن تتسع لكل المغاربة الأحرار في حالة تسميتهم للأشياء بمسمياتها ، وذلك بالإشارة مباشرة إلى الفاسد و المفسد الأول ، الذي هو الملك الديكتاتور ، وحاشيته من أهله ، وعشيرته و المقربين منه ، ممن يسهرون على راحته ، ويلبون أوامره ، و رغباته ، بممارسات القرون الوسطى التي تتحكم فيها لغة العبد و السيد ...إذن على الأحرار من الشعب المغربي أن يتجاوزوا لغة المرموز ، لأن الوضوح هو المفتاح الحقيقي للتغير ، و العقل المتشبع بالعمل الثوري عليه أن ينطلق من السؤال التالي نظريا ، وممارسة ، عملا بذلك بمقولة : " لا نظرية ثورية بدون ممارسة ثورية " وهو كيف يمكن القضاء على الملك محمد السادس كسرطان قاتل للمغرب و للمغاربة ، ومن خلال ذلك القضاء النهائي عن أقنانه وعبيده ، المنضوية تحت منظومة فاسدة يسيرها ملك فاسد ، وهو الذي أوصل المغرب إلى ما وصل إليه من فساد على جميع الأصعدة ، لأنه صار وضعا لا يمكن تصحيحه إلا بزوال وبتر سرطان الملكية و كل من يدور في فلكها ؟؟.
إن الكلمة الأخيرة في الواقع للشعب المغربي ، الذي يتوجب عليه أن يؤجل صراعاته السياسية ، و الإيديولوجية كيف ما كانت منطلقاتها ، و أن يكون ياقظا موحدا ، كي يثور جماعيا في وجه هذه المافيا العلوية ، التي إرتكبت كل أشكال الجرائم في حق المغاربة كشعب ، و المغرب كأرض و وطن ، لإقتلاع الفساد من جذوره المعشش في قصور الملك الطاغي ، و الذي امتدت أغصانه لتشمل كل القوى القمعية المشار إليها ، وكل الأحزاب ، و النقابات ، و الجمعيات ، و المنظمات ، و المنتديات ، و الإتحادات ، وكل من يهتف بالملكية ، سواءا بالملكية المطلقة ، أو بالملكية الدستورية ، أوبالملكية البرلمانية ، لأن الشعب المغربي يستحق جمهورية ديمقراطية فيديرالية ، تضمن جميع الحقوق و الواجبات للمغاربة في إطار ديمقراطي.
إن هذه الأحزاب و قطاعاتها الموازية من جمعيات ، و منظمات ، ونقابات ، وهلم جرا هي التي أفشلت ، وستفشل كل مشروع شعبي تحرري لا ينطبق ونظرتها الإصلاحية التي تخفي في عمقها رغباتها في إمتصاصها للغضب الشعبي ، لأنها لن ولم تكن في يوم من الأيام أحزابا ثورية ، بل هي أحزاب وصولية و إنتهازية مسيرة من قبل العملاء ، الذين يرثون لأبنائهم مناصبهم في حالة عجز أو وفاة الأب أو الأم ، فلا يوجد بالعالم من يترك منصبه كرئيس للحزب ، أو لمنظمة أو لنقابة ، او لجمعية ، أو عضويته بالبرلمان ، أو كوزير لأبنه أو لبنته سوى بالمغرب ، وهو الفساد الذي تدافع هذه الأحزاب عن إستمراره ، لحماية مصالح الأفراد و العائلات المتوغلة داخل هذه الأحزاب ، التي تحولت بفعل هؤلاء إلى مجرد مقاولات لتحقيق الأرباح ، و التربع على المناصب العليا التي تفتح لهم من خلالها أبواب الغنا و الإغتناء الفاحش ، عبر كل الطرق غير المشروعة ، والتاريخ لا ينكر ذلك ، و بالتالي فإن أي حركة شعبية سمحت لتسرب المتحزبين ، و الأحزاب إليها ، فإنها بذلك قد حكمت على نفسها بالفشل الذريع ، حيث أنها ستفشل في تحقيق الهدف الذي قامت من أجله ، وهو الخطأ القاتل الذي سقطت فيه حركة 20 فبراير منذ بداية خروجها للشارع ، حيث هيمن ما يعادل 68 في المائة من المتحزبين على قيادتها ، و بالطبع كان هدف هؤلاء المتحزبين هو السطو على هذه الحركة ، وتغيير شعارتها من مطالبة الشعب برحيل الطاغي محمد السادس ، وإسقاطه كرأس للفساد ، إلى مطالبتهم بالملكية البرلمانية ، وهو شعار قديم قد الله ، حيث سبق لمنظمة العمل الديمقراطي الشعبي أن طالبت به منذ تأسيسها سنة 1984 ، كما طالبت به الكنفديرالية الديمقراطية للشغل على لسان - محمد نوبير الأموي – سنة 1990 ، و بعد كل هذه المدة يعود هذا الشعار من جديد كي يتم قلب الحقائق من خلال طرحه ، ثم إمتصاص الغضب الشعبي من خلاله ، ثم القيام بنتظيم مظاهرات في بداية بروز حركة 20 فبراير مرة واحدة في الأسبوع ، تراجعت إلى مرة واحدة في أسبوعين ، ثم مرة واحدة في الشهر، لتغيب كالشمس مرة واحدة ، و بذلك أطفأت شعلتها من قبل أولئك المتحزبين ، و الجواسيس من المندسين في صفوفها الأمامية من الذين يتولون مسؤولية وضع مخططاتها وشعارتها . فلم يقدم بذلك ضريبة تلك الحركة سوى الأبرياء من أبناء الشعب الأحرار الصادقين ، الذين اغتيلوا بدم بارد ك - كريم الشايب - ، أو أحترقوا كأبناء مدينة الحسيمة الخمسة ، أو أعتقلوا بأماكن مختلفة ، فالمتحزبون لا يتم إعتقالهم ، لأنهم يتحركون من أجل المكية الفاسدة ، وليس ضدها ، فلو سار التنوسيون ، و الليبيون ، و المصريون ، و اليمنيون ، و السوريون في ثوراتهم على خطى حركة 20 فبراير بالمغرب ، لربح كل من زين العابدين بن علي ، ومعمر القذافي ، وحسني مبارك ، و علي عبد الله صالح ، وبشار الأسد معاركهم ضد شعوبهم الثائرة ، و الغريب في الأمر أن أبواق الديكتاتور محمد السادس بالمغرب تروج لخرافات مفادها أن الوضع المغربي أفضل من وضع هذه الدول ، فيما أن العكس هو الصحيح ، لأن المغرب لايزال في وضع الملك - فاروق - بمصر ، و الملك - السنوسي - بليبيا ، وما قبل بورقيبة بتونس ، وما قبل علي عبد الله صالح باليمن ، و ما قبل حافظ الأسد بسوريا ، لأن هذه الدول قد تخلصت منذ زمان من ملكياتها الطاغية الفاسدة الديكتاتورية ، التي لم يتخلص منها المغرب و المغاربة بعد ، ولهذا فإن الحركة الثورية التي يريدها المغاربة الأحرار، و التي نحلم بها جميعا ، هي الحركة الثورية التي ستناضل من منطلق إسقاط الملك محمد السادس ، وإسقاط الملكية بالمغرب نهائيا ، ومحاكمة كل من ساندها من قريب أو من بعيد في فسادها وطغيانها ، وذلك للقضاء النهائي بلا رجعة عن سرطان القبيلة العلوية ، و أزلامها ، وزبانيتها من الأقنان و العبيد.
علي لهروشي
مواطن مغربي مع وقف النتفيد
أمستردام هولندا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن في الرياض.. إلى أين وصل مسار التطبيع بين إسرائيل والس


.. طلاب مؤيدون للفلسطينيين يرفضون إخلاء خيمهم في جامعة كولومبيا




.. واشنطن تحذر من -مذبحة- وشيكة في مدينة الفاشر السودانية


.. مصر: -خليها تعفن-.. حملة لمقاطعة شراء الأسماك في بور سعيد




.. مصر متفائلة وتنتظر الرد على النسخة المعدلة لاقتراح الهدنة في