الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليس حباً بعمرو ولكن كرهاً بزيد

يوسف غنيم
(Abo Ghneim)

2013 / 1 / 6
القضية الفلسطينية


ليس حبا بعمرو ولكن كرها بزيد
على حماس مراجعة أدوات عملها في غزة بشكل خاص وتحالفاتها في المنطقة بشكل عام على ضوء الإندفاع البشري الذي رافق إنطلاقة فتح في قطاع غزة ، خروج الجماهير بهذا الكم يشير إلى أن الغالبية العظمى من أبناء شعبنا في قطاع غزة لا يؤيدون السياسات الداخلية لحماس وخاصة ما يتعلق بالحريات وحقوق الإنسان التي يتم إنتهاكها على مدار الساعة .
خرجت الجماهير تعبيرا عن رفضها لسلطة حماس ولتوضيح طبيعة السلطة هناك المستندة إلى القمع الممنهج لكل الأصوات المخالفة لتوجهات الحركة ، فقد قمعت الأجهزة الأمنية التابعة لحماس المسيرات النسوية وإعتقلت العديد من القيادات السياسية ومن مختلف الأطياف وعملت على تكميم الأفواه بمنع وصول الصحافة الفلسطينية الصادرة في القدس والضفة الغربية إلى القطاع وإغلاق بعض المحطات الإذاعية ....الخ من الممارسات التي تتعارض من المبادئ والقيم الديمقراطية التي أوصلت حماس للسلطة السياسية ، الحشود الجماهيرية خرجت لتقول أن حماس والدين السياسي لا يشكلان نموذج حكم صالح في فلسطين وهذا الأمر ينسحب على الوطن العربي الذي تعمل جماعات الإخوان المسلمين على تشكيل أنظمته السياسية بعد سقوط الإنظمة البيروقراطية المتخارجة مع الغرب الرأسمالي ، لقد رفع الإخوان المسلمين شعار " الإسلام هو الحل " في توظيف سياسي للدين الإجتماعي وقد شكل ذلك عنصرإستقطاب في الأوساط الإجتماعية المتدينة لمكانة الدين في نفوس وعقول قطاعات واسعة من الجماهير العربية ، بعد وصول الدين السياسي للحكم بدأت الحقائق بالتكشف للإنسان العادي ولم يعد من الممكن الإستمرار في التدجيل السياسي بإسم الدين ، الأيدي المتوضأة الطاهرة التي دعت لمحاربة الفساد إنغمست بالفساد ( أصبح لدينا في غزة 700 مليونير ) ، أصبحت التجارة بالمبادئ ثابت في أداء حماس السياسي وما يشير إلى ذلك بوضوح خروج قيادات حماس من سوريا وإرتمائها بأحضان قطر والسعودية ، إبداء حماس للجاهزية للإنخراط بالمشروع اللإمبريالي بالمنطقة من خلال التنسيق الغير مباشر مع الإحتلال وإعطاء الضمانات اللازمة للكيان الصهيوني بوقف إطلاق الصواريخ من غزة ( حماية المصالح العليا للشعب الفلسطيني ) ، إرسال مقاتلين إلى سوريا مقابل وقف إطلاق النار وتسهيل نقل البضائع من الكيان إلى قطاع غزة وتعهد قطر بإعادة إعمار ما هدمته ألة الحرب خلال العدوان الأخير .
لم تختلف السياسات الميدانية لسلطة حماس عن السياسات الميدانية التي تتبعها السلطة في رام الله والقائمة على وقف أي نشاط كفاحي ضد الكيان الصهيوني لذا لم يعد مبرر لحماس الإرتكاز في خطابها السياسي على الكفاح المسلح "الجهاد " لتبرير حكم قطاع غزة ، فقد عملت على وقف العمل ضد "إسرائيل" وفتحت قنوات تواصل معها عبر مصر وأبدت إستعدادية للتوصل إلى حلول طويلة المدى (هدنة ) .
سقط القناع عن خرافة التأيد الشعبي الذي تتمتع به حماس في القطاع وهذا بالتأكيد لا يعني أن كل الجماهير التي خرجت للإحتفال بمهرجان إنطلاقة فتح هي جماهير فتح في القطاع ، الجماهير التي غطت الشوارع والساحات والطرقات في غزة تتوزع على النحو التالي :-
• جماهير فتح وهي نسبة كبيرة من المشاركين .
• جماهير القوى الوطنية الفلسطينية شركاء فتح في المقاومة المسلحة ومنظمة التحرير الفلسطينية .
• جماهير الجهاد الإسلامي الخصم السياسي الديني الرئيسي لحماس .
• الجماهير العفوية التي تشارك وتتفاعل مع الأنشطة الوطنية .
لذلك على حماس مراجعة حساباتها الداخلية بشكل دقيق إذا أرادت الإستمرار بلعب دور مؤثر ينطلق من قبول الأخر ومبدأ الشراكة في العمل الوطني وإعطاء خصوصية للبعد الوطني القومي لمشروع تحرير فلسطين مع الحفاظ على الروابط مع البعد الإسلامي والأممي كروافد تدعم حركة التحرر الفلسطينية والعربية .
بالمقابل على فتح قراءة المشاركة الجماهيرية الواسعة بشكل نقدي والإستفادة من موقف جماهير شعبنا من التطورات الأخيرة في غزة حيث صمدت ودفعت فاتورة الحرب التي شنتها قوات الإحتلال ولم تتراخى أمام التحديات التي تنتصب أمام المشروع الوطني ، وحاكمت حماس على أدائها الداخلي السيء وحمت الجبهة الداخلية لحظة العدوان وشكلت درعاً بشريا للمقاتلين من مختلف التنظيمات الوطنية والإسلامية الأمر الذي ساهم في إستمرار إطلاق المقاوميّن للصواريخ على المدن والإحياء الصهيونية حتى الساعات الأخيرة من المعارك .
أية قراءة خاطئة للمهرجان ستكرر خطأ قراءة حماس لنتائج إنتخابات 2006 حيث صوتت الجماهير لحماس ليس حبا بسياسة حماس بل كرها بسياسات فتح








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوكرانيا تعتبر الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة خطوة تم


.. الناتو يعلن عن خطة شاملة لتسليح وتمويل الجيش الأوكراني




.. نافذة إنسانية.. شبح الجوع يعود إلى شمال غزة مع استمرار إغلاق


.. وزير الإعلام السعودي: دور الحكومة أصيل في تنظيم الحج ولا أحد




.. -عن روح أبي-.. طفل من غزة يوزع التمر صدقة عن والده الشهيد