الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حراكات العرب الى اين؟

ادم عربي
كاتب وباحث

2013 / 1 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


الذي يحدث في هذا العالم الشرق اوسطي مثير للشفقه و للحزن وللغضب ، ويجعل الحياة تحت سماءه و شمسه شاقة ،مؤلمة وقاسية الى ابعد الحدود ، وكانها قدر تلك الشعوب ، هكذ يبدو المشهد ، فلقد مضى على هذة الحراكات ما يزيد عن سنتين ، بدايتها استبشار ونهاياتها عار في احسن الاحوال ، فمتى نستطيع تشكيل هويه وطنيه اسوة بجميع الشعوب ، حتى ثوراتنا مشوهة ، استبشرت الجماهير بالربيع العربي ، لتجد صقيعا سيبيريا ، حتى وصل بالمتناكفين على صفحات الفيسبوك الى الحنينين لايام الانظمة السابقه ، ولكل من يمضي بعض الوقت يتصفح الفيس بوك - مراة العالم اليوم- ،لا بد ان يشاهد حالة اشبه ما يكون بحالة من الاشتباك ، ماهي في حقيقة الامر الا انعكاس لواقع الناس وواقع هذا العالم العربي المتردي بل الى ما هو أسوأ .

فهذه الثورات التي هللنا لها واستبشرنا بها ، وتغنينا بربيعها والتي انتظرتها الجماهير العربية بفارغ الصبر ، فشلت في ان تحل مشكلات و معضلات هذه الجماهير ،سواء في الحرية او في لقمة العيش ، او اية مطالب رفعتها تلك الشعوب التي ثارت بجميع طبقاتها على من يحكمها من عصابات لمدة ما يزيد عن اربعين عام ، فلن تجد منها سوى الذل والهوان والفقر والجهل ، لقد جائت هذه الحراكات بالديكتاتوريات مرة اخرى واسمتها ديكتاتوريات ثوريه ، زادت العوز والبطاله بدل البحث في حل مشكل المواطن ، والاهم من ذلك انقسام الشارع بين ما هو معارض ومؤيد ، اصبح الوضع مهزله فالتاريخ يعيد نفسة في مجتمعاتنا على شكل مهزله ،،،،،، معارضين لما الت اليها الثورات ومؤيدين لتلك الثورات .

حتى ان دولة عظيمة بوزن مصر ما زالت تتلقى المساعدات الامريكية – حوالي مليار ونصف المليار دولار - ، وتفتش عن قرض من البنك الدولي سئ الصيت والمهيمن عليه امريكيا – حوالي خمسة مليار دولار - ، في حين يعرض مسؤول خليجي شراء الفيس بوك بخمسين مليار دولار .

ان الشعب المصري التي كان يخرج للشوارع يوميا للتظاهر و للاحتجاج على اعلانات الرئيس الدستورية ليتبين بعد قليل انها غير دستورية ولا تمت للدستورية بصلة و بمجرد ان يقوم بإلغائها ، وعلى حد قوله "انني لست متمسكا بها " ، فلطالما انت لست متمسكا بها وتعرف عدم دستوريتها ، فماذا طرحتها؟ وهل هي بديل عما يعانيه الشعب من برامج تنميه مفقودة منذ عقود ؟ ،ان هذه الجماهير النابضه ببذور الثوريه والامل و التي وجدت طريقها ـ اصبحت تتعرض في ربيعها المزعوم للتنكيل والقمع والضرب لا من اجهزة الدولة او الشرطة او الحرس الجمهوري بل من قبل مليشيات تقوم بتلك المهمه القذرة . وبدلا من التصدي لمهمات تلبية حاجات الشعب الاساسية ، في تخفيف وطأة جوع الناس و التصدي لغول البطالة ، يذهب النظام الى قضايا شكلية من على شاكلة الاستفتاء على الدستور ، وكما عبرت احدى الناشطات انها بنفسها لا تستطيع هضم واستيعاب كل هذه المواد الدستورية الجافة ، فما بالكم بـحوالي ثلاثين مليون أمي ، ان ما هو بديل في كل مناطق الحراكات في منطقتنا هو حرب اهليه تسحق قطاعات الشعوب بعضها البعض .

المشكلة السورية وتداعياتها ليست في وضع احسن ، بل انها ازالت وفضحت كثير من الغموض الذي لف الثورات ، من الصحيح ان الشعوب وصلت حالة اللاعودة مع تلك الانظمة التي لا تمتلك اي برنامج لشعوبها سوى برنامج واحد هو سرقتها ، لكنها دخلت في مطب اكثر اشكاليه وهو وجود ارهابيين على اراضيها ولهم اجنحه ومسلحه ودعم خارجي ، لتشبه الحاله لحالة الجهاد الافغاني الذي حرق النسل واضاع مجتمعات التي حكمها في غياهب الجهل ، ان ما يحدث اليوم هو الاستثمار بالدين ، فتجارة الدين هي رائجة وعجيبه ، فصيحات الله اكبر سوف تسلم الناتو مفاتيح النووي ومفاتيح البيوت في كل المنطقه ، ان الشعوب العربيه لحد الان غير قادرة على تشكيل هويه لها كبقية شعوب العالم ، هذة الاشكاليه ستغرق سعوب المنطقه بالجهل والخرافه لمئات السنين ، كانت بوادرها في مصر ، ان الحضارة الانسانيه كونيه والتمدن الانساني كذلك ، شريطة الاخذ باليات التمدن ، فالحريات وحقوق المراة وقبول المغاير والاخذ باركان الادارة الحديثه هو من يقود الى التمدن ، الان الوضع في سوريا هو نموذج لما يحدث ، شعب يتوق للحريه والازدهار يناضل ، شعب اخر او مرتزقه من كل الجنسيات مدعومة ماليا وعسكريا تقاتل ، بل تفرض شروطها ايضا ، لنتخيل سوريا بعد اسقاط النظام ، اسوء من ما بعد اسقاط صدام ، هذ الواقع يرمي بثقله على المتابع العربي بل تواجه ما هو اسوا من ذلك اضعاف مضاعفه ، لا نقصد عدد القتلى ولا نقصد طريقة قتلهم ، لكن الاسوا من ذلك كله حالة الانقسام في الشارع العربي بين ما هو مؤيد للنظام وبين ما هو معارض / الثورة / الجيش الحر .
وكأن الموضوع معقد جدا الى حد اعماء البصيرة ولحد عدم وجود تغذيه راجعه وعدم الاستفادة من دروس الماضي المكثفة بالمنطقه والتي بدات اولى محطاتها في العراق ، من أجل ديمقراطية لن تكون في احسن حالاتها افضل من ديمقراطية مصر .

على اقل تقدير لا يوجد هناك جيش نصرة ، ولا يوجد ذبح بالسيوف . ان العالم الداعم واللاهث موضع الاتهام و الذين لم يترددوا في التصويت ضد دولة فلسطينية غير عضو في الامم المتحدة قبل ايام في قضية مضى عليها خمس وستون عاما . لكنهم سرعان ما كشفو عورتهم من الائتلاف الوطني ممثلا شرعيا لشعب سوريا الذي لا يقل عظمة عن الشعب المصري والفلسطيني وبقية شعوب هذه المنطقه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عزيزي ادم
جان نصار ( 2013 / 1 / 6 - 13:22 )
لقد صدقت فاشعوب طالبت بالاصلاح والعداله الاجتماعيه والحريه الا انها ومع الاسف لم تجد الخلاص اذ انها هربت من عزرائيل وقعت عند قباض الارواح.ضعف القوى التقدميه والاحزاب اليساريه القادره على رؤية وتحليل الاوضاع السياسيه وتصويبها ادى الىهذه الحاله.الرهان لا زال قائم عليها اذا احسنت استيعاد الامور واعادت تنظيم صفوفها وبدءت العمل ثم العمل بالامس قبل اليوم. تحياتي لك وللعائله بالعام الجديد


2 - الربيع العربي
فؤاد النمري ( 2013 / 1 / 6 - 15:27 )
حال أن انهارت ثورة التحرر الوطني في السبعينيات وكان ذلك بفعل نكوص الثورة الاشتراكية عندذاك وقعت الشعوب العربية الثائرة تحت حكم عصابات لأربعين عاماً، عصابات دمرت النسل والحرث
بعد أربعين عاماً من القهر والجوع انتفضت الشعوب العربية في -الجمهوريات- بمختلف طبقاتها (الرأسماليين قبل العمال والفلاحين) تتحرر من حكم العصابات لتعود لما كانت عليه عند إفلاس البورجوازية الدينامية -الكبيرة- الثائرة لكن هذه المرة لن تجد عصابات تختطف السلطة حتى ولا الإخوان السلمين
الشعوب تعرف نفسها أكثر من المثقفين المفلسين فتأتي بأناس يقولون أن مشروعهم من عند الله لعل وعسى إذ لا يمتلك غير الاسلاميين أي مشروع
هذا أمر طبيعي
نحن بانتظار الهاوية المالية المحتومة
Financial Abyss

مع خالص تحياتي للرفيق آدم


3 - الصديق جان نصار المحترم
ادم عربي ( 2013 / 1 / 6 - 16:59 )
الصديق جان نصار المحترم
شكرا لك ولمداخلتك ، انت ترى ان قوى اليسار هي المنقذ ، انا اخالفك الراي في ذلك ، فلم يكن وجود لقوى اليسار في يوم من الايام ، قوى اليسار كانت جزء من منظومة الدوله ، اي قوة سياسيه اذا ارادت ان تكون فاعلة يجب ان تمتلك مشروع اقتصادي ايضا ، ان قوى اليسار هي ذيول حزبيه فقدت مبرر وجودها لحظة كونها جزء من النظام الرسمي من غير برامج مضادة
تحياتي لك وكل عام وانت طيب والعائلة الكريمه


4 - الرفيق النمري المحترم
ادم عربي ( 2013 / 1 / 6 - 17:08 )
الرفيق النمري المحترم
نعم جميع الطبقات غير مؤهلة للحكم ، باستثناء الاخوان الذي مشروعهم من الله ، لكن اختلف معك في اختطاف السلطه ، فالاخوان تختطف السلطه بالانتخابات لمرة واحدة فقط لتصبح بعد ذلك اماميه من عند الله . لم يعد هناك برجوازيه ديناميه لعدم وجودها عالميا ايضا , لكن ما هو الحل؟ هل ننتظر الانهيار المالي لياتي بالحل؟
تحياتي

اخر الافلام

.. كبار جنرالات إسرائيل يريدون وقف الحرب في غزة حتى لو بقيت حما


.. 7 قتلى في تظاهرات مناهضة لتركيا في شمال سوريا




.. جنوب لبنان يعيش هدوءا حذرا.. وترجيحات لحرب إسرائيلية على حزب


.. المحافظون يحذرون من أن يؤدي فوز ساحق للعمال إلى ما يصفونه بم




.. سياق | كيف حاربت إسرائيل الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الا