الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لولي الدم حق التصويت بالقصاص او العفو

حسن سامي

2013 / 1 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


سأدخل في صلب الموضوع بلا مقدمات كبيرة سوى اشارة اقتبستها من تفسير الميزان للعلامة الطباطبائي في تفسير الاية (179) من سورة البقرة و الذي نص بما يأتي:

"قوله تعالى: ولكم في القصاص حياة يا اولي الألباب لعلكم تتقون، إشارة إلى حكمة التشريع، ودفع ما ربما يتوهم من تشريع العفو والدية وبيان المزية والمصلحة التي في العفو وهو نشر الرحمة وإيثار الرأفة ان العفو أقرب إلى مصلحة الناس، وحاصله أن العفو ولو كان فيه ما فيه من التخفيف والرحمة، لكن المصلحة العامة قائمة بالقصاص فإن الحياة لا يضمنها إلا القصاص دون العفو والدية ولا كل شئ مما عداهما، يحكم بذلك الانسان إذا كان ذا لب وقوله لعلكم تتقون، أي القتل وهو بمنزلة التعليل لتشريع القصاص."

مما تقدم يتضح ان العفو عن القاتل هو حق مطلق لولي الدم ، بمعنى اخر ليس حقا للحكومة او مجلس النواب و ان اقتضت المصلحة العامة الى العفو. في القصاص حياة تقدير الشارع المقدس في خطابه لذوي العقول الراجحة و محذرا اياهم اتباع الهوى و مجانبة الحق و ان يخافوا الله في تطبيق الاحكام و يحذروه بقوله لعلكم تتقون.

مثلما هو ليس حق للحاكم و مجلس النواب بسلب حقوق ولي الدم بالعفو او القصاص عن القاتل ، هو ليس حق المتظاهرين من ابناء الشعب العراقي في الانبار او سامراء او اي مكان اخر ، و لكي نتحدث بعقلانية و منطقية لابد من اخذ اذن العفو من اولياء الدم قبل التصويت على العفو من قبل مجلس النواب.

نداء الشريعة و تقوى الله و مخافته تتطلب دعوة اولياء الدم الى مقر مجلس النواب العراق و تدارس الموضوع طبقا لمتطلبات المرحلة و مقتضياتها الوطنية و بيان رأيهم في قرار العفو من خلال اقتراع سري داخل قبة البرلمان او اي مكان اخر يلبي الغرض منه، فاذا تم التصويت باقرار العفو سيكون ملزما لمجلس النواب عقد جلسة لتشريع العفو على ضؤ نتائج استفتاء اولياء الدم ، اما اذا رفض اولياء الدم فمن الاولى على المتظاهرين سحب مطالباتهم باطلاق سراح المعتقلين ما لم يكونوا ابرياء ، اما تقدير البراءة من عدمها لا يقدرها المتظاهر او ذوي المعتقل و لا حتى دعوى المعتقل و انما ظروف التحقيق و معطياته هي التي تحدد ملامح صحة ادعاء البراءة من عدمها و قد يتطلب اعادة التحقيق في الكثير من الدعاوي و تميز بعض الاحكام وفقا للقانون.

الى نواب الشعب العراقي اتقوا الله و لا تسلبوا حق ولي الدم لاجل متطلبات دنيوية زائلة و اتقوا الله حق تقاته رأفة بأنفسكم و بشعبكم و ادعو لعقد جلسات خاصة لاولياء الدم لتخويلكم بأقرار العفو من عدمه ، اللهم اني بلغت اللهم فأشهد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة