الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المعقول واللامعقول في العنف

اسعد الامارة

2005 / 3 / 22
الارهاب, الحرب والسلام


تطالعنا ا لصحف ا ليومية والاسبوعية كل يوم وكل اسبوع باشكال لاتوصف من الاحداث ا لمحزنة ، فضلا ما تنقله لنا شاشات ا لفضائيات ا لمتنوعه بأهوال ا لقتل وا لترهيب ا لبشع كل ساعه على مدار اليوم حتى باتت ا لمشاهد ا لبشعه زاد المترقب للاخبار ا لمفجعه كل لحظه في حياته من اقاصي ا لكرة الارضية الى دانيها .
أ ننا أزاء حيرة من مآسي ا لحضارة الانسانيه وكأ ن تلك الحضارة بنيت بالدم والخوف ومشاهد الترويع ... نشاهد كل صباح ومساء ا لجثث ا لبشرية ملقاة على الارض ، وقد تشوهت ، ا و في مشاهد
اخرى كيف تحرق وتتحول الى ا جساد مفحمه ، والادهى من ذلك ان عظمة الانسان ا لتي وصفها الخالق عز وجل ووصفتها الاديان ، باتت سهله من كثرة تكرارها واقترن ذلك باجبار ا لمشاهد ا ن يعيش تلك اللحظات ا لمرئيه رغما عنه .
ليس من ا لمعقول ا ن نشاهد ا لجسد ا لبشري يحترق ويمثل به كا لخشب ا و ا لورق ا ليابس ، ا و حتى جعل في احيان كثيرة كبريتا .. وليس من ا لمعقول ا ن يتحول ا لجنود في بقاع عديدة من أ رجاء المعمورها لى قتلة وسفاحين ، بعد ان كانت ا لجيوش تمثل قيمة عليا للشعوب ، ورموزا تمثل ا لدفاع الامثل عن الاوطان .. وليس من ا لمعقول ا ن تلجا شلة من الافراد في أي بلد فقد الامن ، ا لى مجموعة تمثل بالاجساد وتسلخها ، ا و تعلقها وكأ نها شياة مهيئه للذبح ...
ا ن اللامعقول في حياتنا ا لمعاصره ا ن تتحول جماعات تبتدع ا سا ليب ا لرعب ا لجديده في نفوس
الابرياء مهما كان دينهم ا و مذهبهم ا و ا نتمائهم او ا تجاههم .. ولا يحق لاي كائن من كان ا ن يمثل في جسد ا لغير ، حتى وان أ ختلف معه في ا لدين ا و ا لمذهب ا و ا لرأ ي ا و ا لمعتقد .. أ ننا ا زاء كوارث ترتكب يوميا بأسم مسميات دخلت جديده في قا موس ا لحياة ا ليومية للشعوب ، فتارة تطا لعنا ا لجيوش بعزمها على تحرير شعب ما ، ا و ا قلية ما ، ا و تطا لعنا جماعة ا طلقت نفسها مسميات عده ، أرتا لا لنصر ، جيش ا لنبوه ، قوات ا لتحرير ، حماة ا لمبادئ ، بناة ا لعقيدة .. ا لخ من ا لتسميات الرنانه والالفاظ ا لي تخترق ا لفكر ا لبشري وتحاول مداعبة ا لمشاعر والاحاسيس .

ا ن الذ اكرة البشريه تحفظ ما تدركه العين وتراه ، فأ ن رأ ت منظرا خلاب ا و صورة طفل حد يث
ا لولادة يبتسم ، ا و حيو ان يداعب طفلا ا و أمرأة جميله ا رتدت فستان ا لفرح بزهو لا نظير له ، وهي
تبدأ دورة ا لحياة مع شا ب ا قترن بها وسط ا ها زيج الاهل وا فراحهم وشجون ا لعذارى با لتمنيات وبدءحياة ملؤها ا لمسرة و ا لسعا دة ، وبنفس ا لوقت تحفظ لنا ا لعين ما تراه في ا لذاكرة غيوم ا لجيوش السوداء بظلالها ا لمدججه با لسلاح و آ لياتها ا لتي تعيث بالارض و الطبيعه و ا لبيئه تدميرا ، تحفظ العين والاذن في ا لذاكره ا لعنف في ا لكلمات ا لتي تقال من خلال محطات الاذاعات وشاشات الفضائيات والعنف و ا لتدمير وبشاعة ا لكلمات و ا لصور ..
ليس من ا لمعقول ا ن يتفنن جماعة من ا لساسة ا و ا لقادة من ا لعسكر باطلاق ا لتصريحات ا لمرعبه تجاه بني ا لبشر .. كذلك من ا لرجا ل ا لذين خطوا طريقا لحركاتهم ا لسيا سية ا و ا لدينيه برنامجا قائما على ا سس ا لترهيب و ا لعنف !!
من أ عطى رجلا الحق في التصرف على نحو ما من العنف والتشريد والتصفيات الجسديه والتمثيل بها ا و حرقها ؟
من اعطى جماعة ما الحق في التنكيل بالاف الابرياء بأسم الدين ا والتحرير اوالخلاص من العبوديه ؟
ا ن ظاهرة ا لتسلط الجماعي لفئة من ا لناس على ا رواح ا لبشر وممتلكاتهم باتت الصوره السائدة في الحضارة الحديثه ، حتى شكلت ظاهرة العنف وما زالت تشكل الظل الاسود الذي يلازم الانسانية ويقض مضاجعها ، وعلى الرغم من الامال التي علقتها الانسانيه على الدورالمتعاظم للتقدم الانساني في مجالات عدة منها الاتصالات و التكنولوجيا و العيش ا لآ من ، وا يجاد فرص ا لحياة ا لخا ليه من الازمات و الكوارث باتت اقرب الى ا لسراب ، وقليلا ما تذكر في ا لصحف ا ليوميه والاسبوعيه او
ا لمجلات ا لمتخصصة او على شاشات ا لتلفزيون و ا لفضائيات
ثمة سؤا ل يطرح نفسه ، و مع ذلك لا يبدو اننا لا نتبينه ... لعل السبب ، وهو ان الوضوح الساطع في الرؤية ومعرفة الاهداف التى تقود البعض من الساسة او القادة او ممن امنوا بعقيدة ما تقوم على العنف والارهاب يناظر احيانا الغموض المظلم من حيث تضييق افق البصر لديهم ، هذا الى الشدة و العنف التى تفيض بها النفس لديهم مما لا تترك فضلا من الانتباه الى ما عداها ، واى شدة و عنف اعظم من شدة وعنف مواجهة مع بشر عزل ابرياء ، او على الاصح يريد هؤلاء القادة و الساسة و المجاهدين ( حسب ما سموا انفسهم ) ان يكونو سادة على نحو يعيد الى الذهن ما ابرزه (هيجل) في جدال السيد والعبد ، بحيث تكون وظيفة البشرية جمعاء عبيدا لهم ليلا و نهارا اعترافا يمنحهم شرعية الوجود و فرض الاراء و المعتقدات والافكار التى حملوها حتى وان كانت شوفينية او عنصرية او تعصبية .
ليس من المعقول ان يتحول العنف و الارهاب و التقتيل هو الاسلوب السائد فى مجتمعات تجاوزت عصور الظلام و تحولت الى الحضارة المتجددة و التطورات الحضارية . واود ان ابين في نطاق علم النفس وحده ، اي اننى ابحث عن الدوافع النفسية وراء ظاهرة العنف و الارهاب و القتل و التمثيل بالاجساد وترويع الناس الآمنة ، وهذا لا يعنى اننى لا اقيم وزنا للعوامل غير النفسية ( السياسية، الاقتصادية ، التوسع الامبريالى، التسلط الدينى المتعصب ، النزعات المذهبية الجامدة ) التى ساهمت في انبثاق ظاهرة العنف و العدوان و التمثيل بجثث الابرياء .
ان تفسير اى سلوك – صحيا كان او مريضا- انما يرتد الى نمط علاقة الفرد بالاخرين ،اى نمط بناء الشخصية ، وهذا يرتد فى نهاية الامر الى ما نطلق عليه (هوية الذات) ومن الثابت ان هوية الذات انما هى نتاج عمليات (التوحد) بالاخرين (اى تقمص شخصيات الاخرين ) والتي تبدأ منذ بواكيرالنمو النفسي الانفعالي في السنوات الاولى من حياة ا لفرد .
ولسنا نرى في اختتام هذا ا لمقال خيرا من ا لقول : ا ن موضوع ا لعنف ا نما هو دراسة الشخصيه ودراسة الصلات المتبادله بين الاوجه ا لسيكولوجيه والاوجه ا لسيا سيه والاوجه ا لد ينيه والتوسع
العقائدي والمذهبي على حسا ب الحا له النفسيه والصحيه والامن والاستقرار للشعوب والامم ، لذا
ما نراه نحن ا قل بكثير مما لا نراه في ا لواقع ا ثناء حدوث ا لعنف وما يتركه من ازمات وصدمات
نفسيه وهول وكوارث لدى الشعوب والامم التي تتعرض له .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رهان ماكرون بحل البرلمان وانتخاب غيره أصبح على المحك بعد نتا


.. نتنياهو: سنواصل الحرب على غزة حتى هزيمة حماس بشكل كامل وإطلا




.. تساؤلات بشأن استمرار بايدن بالسباق الرئاسي بعد أداءه الضعيف


.. نتائج أولية.. الغزواني يفوز بفترة جديدة بانتخابات موريتانيا|




.. وزير الدفاع الإسرائيلي: سنواصل الحرب حتى تعجز حماس عن إعادة