الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معجزة سلطة تحتضر بين رام الله والقاهرة

الشربيني المهندس

2013 / 1 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


الألعاب السياسية هل تخلق المعجزات .. واطلالة علي ما تقوم به السلطة في كل من القاهرة ورام اللـه ..
رغم نشوة الانتصار السياسي للسلطة الفلسطينية باعتراف الأمم المتحدة وما تعتقده حماس انه انتصار عسكري لها في عام 2012 .. ورغم تمرير دستور غير توافقي بمصر ..لكن الرئيس الفلسطيني محمود عباس عاد إلى الحديث من رام اللـه مجددا وبصراحة عن أنه ينوي تسليم رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو مفاتيح السلطة إذا لم تقع معجزة خلال الأشهر المقبلة، علي الرغم من تحقيق ما سماه المعجزة السياسية باعتراف الأمم المتحدة بالعضوية المؤقتة لفلسطين .
في القاهرة يتحدث الرئيس عن الحلم ونقله اقتصاديه بعد الانتخابات وأخونه الوزارة رغم اعتقاد البعض بأن مصر في طريقها للإفلاس .. ويطمع الرئيس المصري في مساعدات أمريكية كبيرة ..
الأمر لا يتعلق بالأحلام ، ولكن يتعلق بالأزمة الاقتصادية رغم دعم الدول الغربية لتجربة الحل الاقتصادي لأزمة فلسطين منعا للصدام مع إسرائيل ولو بصفة مؤقتة وذلك علي خلفيات مؤتمر أوسلو .. المعجزة التي تنقذ السلطة، هي أن يبادر نتنياهو وحكومته اليمينية بالإفراج عن أموال السلطة المحتجزة لديهم، وهذا أمر ممكن وإن بصعوبة، وأن يعلنوا عن وقف الاستيطان في الضفة الغربية والقدس، وأن يدخلوا في مفاوضات جادة تعتمد مرجعيات محددة تحقق نتائج ملموسة في مدى زمني معين.
في القاهرة يتناسي النظام الحاكم الجديد المشكلة الاقتصادية الطاحنة منذ تغيير النظام وذلك لغياب الأمن وتدهور السياحة وتوقف المساعدات العربية والغربية .. كان التركيز عمليا مع شهوة السلطة أو ما يسميه الإخوان التمكين من مفاصل الدولة ولو بهدم الدولة الحالية وفرصة العمر التي لن تتكرر ..
المشكلة الاقتصادية لا علاقة لها بالأحلام والحلول المسكنة أو المؤقتة وتدحرجت عجلتها ناحية المنحدر .. وعودة إضرابات الفقراء المنذرة بثورة جديدة
الناس لن تفطر بالحرية وتتعش بالديمقراطية .. لكنها وسائل لتحقيق العيش والعدالة الاجتماعية .. سرعان ما تكفر بها اذا لم تحقق أحلامها .. وإذا كانت حماس تعتقد إنها حققت معجزة عسكرية وتكمن انتظارا لقطف الثمار فان مشكلتها الاقتصادية في الطريق .. جبهة الممانعة في طريقها للانهيار بسقوط نظام الأسد في سوريا
وتبدو تباشير الخريف العربي قوية في الوقت الذي يهدد فيه الرئيس عباس بتسليم المفاتيح، حيث تمر السلطة الفلسطينية بظروف بالغة الصعوبة على الصعيدين السياسي والمالي ، أي أنها لكي تحافظ على وضعها الحالي الذي يلامس خط الفقر أو ينزل عنه قليلا، فهي بحاجة إلى مائتي مليون دولار شهريا، ولا يلوح في الأفق أن هذا المبلغ الضخم سيجد من يغطيه.. حتى شبكة الأمان العربية لو نفذت وفق قمة بغداد فإنها لن تحل المشكلة؛ إذ سيبقى الوضع المالي للسلطة مضطربا، وتستمر عملية التنقيط في حلق الموظفين إلى ما لا نهاية.
القاهرة تجاوز نصف سكانها خط الفقر وتحاول الحكومة مع قرض من صندوق النقد الدولي قد يفتح الباب للمسكنات بقروض أخري .. لكن النفق يبدو طويلا مع الصراع حول السلطة وشروخ تتسع بين المصريين .. ربما يشعر الإخوان بإمكانية بيع بعض أصول الدولة كما فعل النظام السابق لكن المشكلة السكانية ستظل ضاغطة فضلا عن مشاكل نهر النيل وإفريقيا ودول الجوار وديون مستحقة ماليا وسياسيا لا تنتظر ..
ولعل ما هو أخطر من الأزمة المالية ما وصل إليه الوضع النفسي للشعب الفلسطيني من اهتزاز وتراجع في الثقة، ذلك بعد أن وصلت معنويات الفلسطينيين إلى الذروة جراء ما وصف بالانتصار العسكري التاريخي في غزة، والانتصار السياسي التاريخي في الأمم المتحدة.. يقابلها ما يعتقده إخوان مصر من نشوة الحلم في طريقهم لعودة الخلافة الاسلاميه ..
إن طرح مسألة تسليم المفاتيح إلى نتنياهو، سواء كانت حقيقية وجدية أو كانت من أجل الضغط لتحريك المياه الراكدة، تعكس بوضوح حقيقة انعدام الخيارات الفعالة لدى السلطة، ذلك أن تسليم المفاتيح سيكون هو الفصل الأخير في اللعبة، إن لم نقل الشهقة الأخيرة للتجربة المحتضرة، التي شاءت الأقدار أن تعلق عودتها للحياة في هذا الظرف بالذات.. على مستحيلات من نوع أن تقوم حكومة المستوطنين بوقف الاستيطان، وأن يظهر ممول سخي يمنح السلطة مائتي مليون دولار شهريا كفاعل خير يتجاوز الحسابات السياسية بكل أنواعها.
في مصر يحلم الإخوان بتحقيق السيطرة علي دولة خليجيه لحل الأزمة المالية المقدرة بالمليارات .. وظهرت بوادر فشلها مع قضية مشروع النهضة بين الامل والانكار وفجرتها مشكلة الإمارات الأخيرة بايقاف خلية اخوانيه .. بل وسبقتها مشكلة الأردن والعمالة المصرية فيها وقضية الغاز والطاقه ..
في رام اللـه تسليم مفاتيح السلطة يعني الخروج من مشكلة للدخول في معضلة أكبر وأقوى.. ذلك أن نتنياهو المرشح حتى الآن لقيادة الحكومة الإسرائيلية المقبلة لأربع سنوات جديدة، لن يكون متعاونا في هذا الأمر، ولن يقبل المفاتيح هكذا ببساطة، فما الحيلة لو قال للسلطة إن قضية على هذا القدر من الأهمية والحساسية تحتاج إلى مفاوضات للتسليم والتسلم؟ ذلك أن الحديث يجري عن تسلم زمام أمور شعب يعد بالملايين، وعن سلطة فيها وزارات وخدمات والتزامات للبنوك وإسرائيل، وبالتالي سيقول جملة عامية نستخدمها كثيرا «دخول الحمام ليس كالخروج منه»!!
ربما نفس الحديث يدور في القاهرة والاستيلاء علي السلطة ليس كالمحافظة عليها .. ويزيد علي مثل الحمام مثل من يرتقي ظهر نمر وكيف سينزل عنه ..
كذلك فماذا تفعل السلطة والمنظمة بهيلمانها ورجالاتها وزعمائها ومواكبهم ونفقاتهم وإداراتهم ووزاراتهم وموازناتهم؟ هل سيبقى كل شيء على حاله ويتولى ضباط الإدارة المدنية الإسرائيلية توجيه الأمور على الأرض، بينما يظل الزعماء الفلسطينيون مجرد ناطقين سياسيين باسم القضية الكبرى والشائكة.. ؟
وتبدو سرعة الانحدار في القاهرة متواصلة مع تعويم الجنيه وتلبية شروط البنك الدولي وصندوقه مع حالة التمزق التي أحدثتها السياسات المتعجلة للإخوان لاستكمال الاستيلاء علي السلطة بسلطات ديكتاتوريه ودستور يفرق ولا يجمع .. مع تركة نظام قام بتجريف البلاد من ثروتها البشرية .. ورهن اقتصادها بنظام عقاري علي حساب الأصول الانتاجيه للوطن من زراعة وصناعة وبحوث علميه ..
هل ستتحمل أمريكا حالة عدم الاستقرار طويلا ونظام جديد يرغب في تحميل الشركاء جزء من المسئولية ليتفرغ لحل مشاكله الاقتصادية والمالية الجديدة والصين تخرج له لسانها .. زمن المعجزات قد ولي فهل بقي هناك معجزة تائهة تنقذ السلطة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: ما حقيقة هبوط طائرات عسكرية روسية بمطار جربة التونسية؟


.. ليبيا: ما سبب الاشتباكات التي شهدتها مدينة الزاوية مؤخرا؟




.. ما أبرز الادعاءات المضللة التي رافقت وفاة الرئيس الإيراني؟ •


.. نتنياهو: المقارنة بين إسرائيل الديمقراطية وحماس تشويه كامل ل




.. تداعيات مقتل الرئيس الإيراني على المستويين الداخلي والدولي |