الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعقيب على الرسالة الرابعة الموجهة الى الجبهة الشعبية: الى الرفيق رامي التونسي.

بيرم ناجي

2013 / 1 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


الى الصديق رامي التونسي: عذرا رفيقي ولكن ما تقوله هو بالضبط ما قد يجب تجنبه:

1- تقول ان "الجبهة الشعبية" ليست "الجبهة الوطنية المتحدة" (لأن لها متطلبات أخرى في سياقات أخرى في المستعمرات وأشباهها) و لا تذكر "البلدان التابعة، و أذكرك ان الجبهة الوطنية المتحدة استعملت في النضال ضد الاستعمار أيضا ( في الصين مثلا) و ليس فقط ضد الفاشية في أوروبا و لذلك فعندما تقول ان الجبهة الشعبية ليست الجبهة الوطنية المتحدة أفهم من ذلك انك لا تعتبر المسألة الوطنية المسألة الأساسية المطروحة على الجبة الشعبية في تونس الآن ،و هذا رأيي، ولكنني أشك في كونه رأيك بسبب ما قلته لاحقا كما سأحاول التوضيح .

2-تتحفظ على مسألة "يمين وطني" و "يمين ديمقراطي" وتقول- في البداية- : " فليس هناك يمين وطني في المستعمرات والأشباه ،لأن كل الوطنيين بالمفهوم السياسي هم أعداء الإمبريالية والصهيونية من أجل التحرير والسيادة الوطنية،وكل الديمقراطيين بالمفهوم السياسي في أشباه المستعمرات هم الساعون والموافقوون أو غير المعترضون سياسيا على دمقرطة الريف وتحرير القوى المنتتجة بالريف والقضاء على مخلفات القرون الوسطى من علاقات إنتاج ما قبل رأسمالية كالإقطاع الجديد والمؤاكرة والميز الجنسي (الجندري)بين الرجل والمرأة,,,"
هنالك في التيارات الوطنية جناح يميني دائما و هو عادة- في الخطاب اليساري التقليدي- يرتبط بالبورجوازية الوطنية في فترات معينة من انخراطها في النضال الوطني و يطلق عليه لينين وصف "الخط الوطني الاصلاحي أو القومي الاصلاحي" –
و أنا أضيف ان هنالك يمين و طني آخر لم ينتبه اليه لينين و اليسار في تونس - عكس يسار الشرق العربي - هو التيارات الوطنية المحافظة الدينية مثل حزب الله و حماس و الجهاد الاسلامي و غيرها – و أكتفي بها الآن و لكن القياس عليها في تونس يجب أن يتم - وهي تيارات تساهم في النضال الوطني ولكنها ليست ديمقراطية لأنها تنطلق من رؤية سياسية-دينية تقليدية و لهذا السبب فهي قد لا تشارك كثيرا في " دمقرطة الريف وتحرير القوى المنتتجة بالريف والقضاء على مخلفات القرون الوسطى من علاقات إنتاج ما قبل رأسمالية كالإقطاع الجديد والمؤاكرة والميز الجنسي (الجندري) بين الرجل والمرأة,,," و لذلك أظن شخصيا ان هنالك يمين وطني غير ديمقراطي وغير اجتماعي.

3- تستنتج قائلا: " أي أن الصراع هو بين يسار وطني وديمقراطي واجتماعي فيه تيارات متنوعة كالإشتراكية الديمقراطية والإشتراكية القومية والتيارات الترتسكو ليبرالية والفوضوية والشيوعية ومن جهة أخرى يمين بجناحين الشبه إقطاعي كأقصى اليمين الديني والكمبرادوري كالنداء واليمين الشعبي (الشعبوي المتراوح طورا بين الإقطاع وتارة بين الكمبرادور)وقوى متذبذبة المواقف في الوسط تأكل مع الذئب وتشتكي مع الراعي هي محل استقطاب وتأثير يجب العمل على تحييدها وفك الروابط بينها وبين حلفائها في إطار كسر حلقة الصراع الرجعي ـ رجعي" و هذا الاستنتاج – معذرة- كارثي للأسباب التالية :

أ- الصراع هو بين يسار و يمين مع وجود "قوى متذبذبة المواقف في الوسط" و هذا خطير لأنك تعتقد ان النضال الوطني هو نضال "اليسار "لوحده و تضيف عليه عبارة" وطني ديمقراطي اجتماعي" فتعمق النزعة اليسارية المتطرفه لأن التاريخ يقول لنا ان النضال الوطني لا تشترك فيه القوى اليسارية "الوطنية الديمقراطية الاجتماعية" فقط بل قوى أخرى وطنية ولكنها غير "ديمقراطية اجتماعية" بالضرورة.

ب- تؤكد النزعة اليسارية المتطرفة عندما تكتفي بذكر مكونات هذا اليسار من "-- تيارات متنوعة كالإشتراكية الديمقراطية والإشتراكية القومية والتيارات الترتسكو ليبرالية والفوضوية والشيوعية – و تنسى التيارات الوطنية و القومية و لكن غير الاشتراكية و التيارات الدينية كالتي ذكرتها لك سابقا, و من ناحية أخرى تتحدث عن "التيارات التروتسكو ليبيرالية" و هذا فيه تطرف آخر لأن التروتسكية – مهما كان خلاف المرء معها- تبقى تيارا اشتراكيا و ليس ليبيراليا بالنسبة الي.

ج-عندما تتحدث عن اليمين تقول :" ومن جهة أخرى يمين بجناحين الشبه إقطاعي كأقصى اليمين الديني والكمبرادوري كالنداء واليمين الشعبي (الشعبوي المتراوح طورا بين الإقطاع وتارة بين الكمبرادور) " و هذا التوصيف ،عذرا، سطحي تماما و يكرره التيار الوطني الديمقراطي دون تحليل عميق, انك من ناحية تعترف بوجود "أقصى اليمين الديني" و تصفه بكونه "شبه اقطاعي" و الاقطاع أصلا مقولة للنقاش في الوطن العربي و حتى لو قبلناه نظريا فوجوده الحالي في تونس موضع جدل فعلي لا تكفي المسلمات النظرية لاثباته تماما,هذا اضافة الى ان بعض فصائل اليسار التونسي ترتكب ما يشبه العجائب و الغرائب فتعتبر حزب الله – وقس على مثله- من "أقصى اليمين الديني" شبه الاقطاعي باعتباره حزبا دينيا و تحسده في سرها على بطولاته الوطنية و لا تستنتج ان الخطأ في ذهنها هي التي لا ترى امكانية وجود حركات وطنية محافظة تناضل ،كما قلت أنت، ضد "الإمبريالية والصهيونية من أجل التحرير والسيادة الوطنية " .

من ناحية أخرى تتحدث عن اليمين "الكومبرادوري" و تقول "كالنداء" و لا تنتبه ان تفريقك بين "أقصى اليمين" الديني و "اليمين" – فقط- الكومبرادوري يفترض ان تكون له انعكاسات أرجو ان تكون واعيا بها، هذا دون الخوض في النقاش حول وضوح كلمة "كومبرادور" أصلا و حول مدى انطباقها على نداء تونس ثانيا ،الخ.
من ناحية ثالثة تتحدث عن "اليمين الشعبي ( الشعبوي المتراوح طورا بين الاقطاع و تارة بين الكومبرادور) و أعترف لك انني لم أفهم ما تريد قوله من "يمين شعبي (شعبوي) تماما, فهذا الصنف من اليمين غير الاقطاعي و غير الكومبرادوري و لكن "المتراوح بين الاقطاع طورا و بين الكومبرادور تارة" وليس حتى "المتراوح بين الاقطاع و الكومبرادور" ( دون تارة و طورا) – لعلك تريد قول هذا- غريب علي و لا أعرف يساريين يقولون بهذا . فهل تقصد به "البورجوازية الوطنية" أم "البيرقراطية " أم ماذا؟
من ناحية رابعة تتحدث عن " قوى متذبذبة المواقف في الوسط تأكل مع الذئب وتشتكي مع الراعي هي محل استقطاب وتأثير يجب العمل على تحييدها وفك الروابط بينها وبين حلفائها في إطار كسر حلقة الصراع الرجعي ـ رجعي" وما استغربه هو من ناحية أولى قولك بالحديث عن "تحييدها" و اهمالك الحديث عن امكانية "كسبها" و ما أستغربه أكثر قولك الأخير "---في أطار كسر حلقة الصراع الرجعي-رجعي". كأنك تسلم اذن ان هذه القوى رجعية – على ما يبدو لي- و تقول بعد ذلك " في اطار كسر حلقة الصراع الرجعي - رجعي" وأرجو أن يكون هذا سهوا و انك أردت القول "كسر حلقة التحالف (وليس الصراع) الرجعي-رجعي" اذ ان عبارتك غريبة و كأنك تريد الآ يتصارع الرجعيون فيما بينهم ، هذا طبعا ان كانت كل قوى الوسط رجعية أصلا ، و أنا لا أرى الأمر كذلك .

الرفيق المحترم رامي،
ان مدحك مقالي في جملتك الأولى القائلة "منهجية علمية وعملية دقيقة وستكون نقطة تحول نوعي في صيرورة تطور "الجبهة الشعبية "..." أفسدته بكل ما كتبته لا حقا . و مع الأسف هذا يزيدني شعورا اننا داخل الجبهة لم نناقش مع بعضنا ألف باء العمل السياسي في تونس حاليا.
لك كل احترامي و تقديري و أرجو الا يفسد الاختلاف للود قضية و أن يسارع الجميع الى توضيح الرؤية حتى لا تتكرر الاختلافات فتؤدي الى ما لا يتمناه أحد و لكن علينا ان نوضح الأمور "فما كل مرة تسلم الجرة".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينتزع الحراك الطلابي عبر العالم -إرادة سياسية- لوقف الحرب


.. دمر المنازل واقتلع ما بطريقه.. فيديو يُظهر إعصارًا هائلًا يض




.. عين بوتين على خاركيف وسومي .. فكيف انهارت الجبهة الشرقية لأو


.. إسرائيل.. تسريبات عن خطة نتنياهو بشأن مستقبل القطاع |#غرفة_ا




.. قطر.. البنتاغون ينقل مسيرات ومقاتلات إلى قاعدة العديد |#غرفة