الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلطة صماء ومعارضة بكماء

جواد كاظم الدايني

2013 / 1 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


يسجل العراق سابقة غريبة بكون نظامه السياسي يسمح للجميع ممارسة السلطة و المعارضة بنفس الوقت ويعيش فيه السياسي ازدواجية المعايير والسلوك مما يفقده مصداقية القول والفعل على السواء ويصدق القول بان العراق دولة متشضية تعاني انقساما خطيرا بسبب عبثية اللحظة التي افرزت ذلك السياسي , كما يتيح مبدأ التوافق المبني على انعدام الثقة التواجد لمعظم الموجود السياسي داخل مؤسسات الدولة التشريعية القضائية والسلطوية وتعلق الاخفاقات الخطيرة للسلطة التنفيذية والسلطة التشريعية والمعارضة على شماعة ذاك المبدأ , فللسلطة يكون ذلك مخرجا سهلا للتهرب والتنصل عن مسؤلياتها وللمعارضة فشلها في ممارسة واجبها الرقابي لكبح جماح السلطة بينما تتعثر السلطة القضائية في التعامل مع هذا الوضع المريب وكأن المطلوب منها اكثر من اصدار الاوامر القضائية مع الوضع السياسي الحرج والمتأزم اضافة لخطورة الطعن المستمر بأستقلاليته , المسافة الفاصلة بين قضية الهاشمي وحماية العيساوي ليست بالبعيدة مما يسهل على المتتبع للوضع العراقي ملاحظة سلوك وردة الفعل السياسية والشعبية للمكون السني وكأن هناك بروتوكولا ثابتا متفق عليه مسبقا للتعاطي مع هكذا ازمات وبالرغم من ان النتائج التي يحصلون عليها من تلك الازمات لا تتناسب مع حجم ما يثيرونه من ضجيج سياسي وتحريض طائفي بحيث ينتهي منسيا الهاشمي في قضيته التي هزت العملية السياسية . البديهية في العمل السياسي ان يكون هناك دائما خصوم وخصومة تأتي من محاولة كل طرف امضاء رؤيته السياسية لشكل الدولة ونظام ادارتها وكذلك الكيفية التي يتم التعامل بها مع الازمات الداخلية وحتى تتم هذه العملية بشكل متحضر تظهر ضرورة المنظومتين الدستورية والمؤسساتية للدولة بفرعيها السلطوي والمدني وبأية حال عندما يكون خصمك السياسي قويا فنجاحك رهن بالطريقة التي تتعاطى بها مع خلافاتك معه ويجب ان يحدث ذلك حتما داخل الفضاء السياسي الذي ينشط فيه العمل الوظيفي في ادارة الدولة , رغم ذلك فأني لا استغرب سلوك من يسمون انفسهم النخب السياسية للعراق الجديد حتى من اسما بارزا كالعيساوي وبما يوحيه شخصه من رصانة فهو احد اعمدة القائمة العراقية ووزيرا ماليا لاكبر ميزانية للدولة العراقية في تاريخها فهم حديثوا النعمة بالسياسة ويفتقرون عمليا للتجارب والخبرة في العمل السياسي او الطريقة التي يتم التعامل بها مع الازمات التي هي اخطر مجال من مجالات العمل السياسي , الا ان يكون مدار ما يحدث ليس سياسيا وانما لنقل مع بعض التبسيط " تصفية حسابات رخيصة"((( بالرغم ما يفترض "عبثا" ان نكون دولة مؤسساتية ))) بدأ بأرتياح المالكي لحالة القوانين العائمة بين السلطتيين التنفيذية والتشريعية الذي تبرر له تفرده بالسلطة فهو بأمتياز زعيما لدولة القانون العائم , وانتهاءا بذهاب العيساوي الى تظاهرة الانبار المتورط النخبوي في اتون شعبوية منقسمة على نفسها لا تبدي رؤية واضحة سوى ما تمليه عليها مصلحة فئوية تتورط فيها العائلة والعشيرة حين تتعرض الى تهيج طائفي بعيدا المطالب المشروعة وتصبح التظاهرات والاحتجاجات مطية سهلة لاجندات داخلية وخارجية ينخ لها وزير الدولة حفاضا على مكاسب التمثيل السياسي ويفقد الاحتجاج مصداقيته عندما ترفع رايات البعث ويلعن المالكي والاسد على طريق الرمادي الدولي . مشكلة السنة انها ما زالت تجتر حصتها من التاريخ السلطوي وتفشل بعد عشر سنين من هضم التغيير اذ تتصور ان فصول قصتها الطويلة مع السلطة يمكن ان يكون صك الغفران مع المبدأ الديمقراطي المفضي الى الدولة الحديثة وتغدوا ذهنيتها اسيرة لتداعيات سقوط نظام البعث المتمثلة بصعود سياسي شيعي الى السلطة خالقا في الوقت نفسه الريبة من جواره لدولة لها تاثيرها الكبير في المنطقة وبنظام تتواشج عقائده كثيرا مع ذلك الصعود وقاعدته الشعبية العريضة واتصور ان مصداق هذا الكلام هو ما يشوب اسلوب الاحتجاج السني من رفع رايات والصدح بشعارات تمجد ماضي سلطوي دموي قبيح دفع الشيعي والكردي ثمنا باهضا دون مراعاة لمشاعر الاغلبية من الضحايا وان كان السني الجديد / القديم قاصدا ذلك نكاية او حنينا لزهو سني سلطوي مزيف فهذا الامر يسيء لشرعية تلك الاحتجاجات ويعكس وعي سياسي مرتبك وغير متزن يخلط اوراقا محترقة اصلا ويشي ان السياسي دمية تتلاعب به الاحتجاجات الشعبوية وهي من تحدد له الشكل الذي يضهر لا بروتوكولات العمل والسلوك السياسي المتحضر . وكل ذلك يعطي تبريرا مجانيا لخطأ فادح يتمثل بفشل السلطة المستمرفي طمأنة السني بأن التغيير الذي حدث لم يكن موجها ضدها مع كل فداحة الاخطاء الكبيرة للسني التي يصعب محوها من المخيال الشيعي والتي تمثلت بسلوكيات ومواقف بدأت بالطعن في شرعية التغيير ثم الصمت الطويل المرعب عن جرائم الارهاب وهو موقف تزحح قليلا عندما ادركت السنة بخطورة وضعها اذا هي ظلت بعيدة عن المشاركة في العملية السياسية ومكتفية لفترة حرجة بتحريض القاصي والداني على افشال التغيير الذي لم ينجح بعد كثيرا.. يفشل السني مرة ثانية في التعامل مع الازمات ويعاد سيناريو الموقف السني من قضية الهاشمي مع حماية العيساوي .... مؤتمر صحفي متشنج طائفيا يعتبر الامر برمته مؤامرة على السنة ويهدد بزلزال طائفي ينسف العملية السياسية ويهدد وحدة الوطن .... ثم اتهامات بقضاء مسيس يرضخ كليا للسلطة التنفيذية بدون تقديم اي اثباتات .... ثم تشكيل لجنة مشتركة من اطراف القضية لفحص قانونية الاجراءات المتبعة .... ثم تذوب هذه اللجنة تحت وطئة التصريحات السياسية .... التغافل عن النتائج التي توصلت لها اللجنة الموقرة .... يصدر القرار وتطلق الصرخة الاخيرة ثم لاشيئ غير تصعيد طائفي يستحظر المفخخات , وتدخل لااخلاقي لدول الجوار بالرغم من ادراك الجميع ان الوجود السني في السياسة والشارع هو وجود مخترق من قبل الجماعات المسلحة والارهابية وكثير من العمليات الارهابية تمت تحت غطاء سياسي اما بشكل متعمد او مستغلا لذلك الغطاء بسبب الود القديم مع السني قبل دخوله العملية السياسية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مستشرق إسرائيلي يرفع الكوفية: أنا فلسطيني والقدس لنا | #السؤ


.. رئيسة جامعة كولومبيا.. أكاديمية أميركية من أصول مصرية في عين




.. فخ أميركي جديد لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة؟ | #التاسعة


.. أين مقر حماس الجديد؟ الحركة ورحلة العواصم الثلاث.. القصة الك




.. مستشفى الأمل يعيد تشغيل قسم الطوارئ والولادة وأقسام العمليات