الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خسرو سايه يحاور الرفيق سمير عادل حول احتجاجات ومظاهرات طلبة جامعة البصرة لجريدة اكتوبر

الحزب الشيوعي العمالي العراقي

2005 / 3 / 23
مقابلات و حوارات


خسرو سايه: مثلما جاء في بيان الحزب، ان الطلبة في جامعة البصرة ينظمون احتجاجات واضرابات ضد الجماعات الاسلامية الارهابية. هل يمكن ان تحدثنا عن الارضية السياسية والاجتماعية لهذه الاعتراضات واين وصلت هذه الاوضاع؟

سمير عادل: خلال اكثر من عامين وبشكل دقيق بعد احتلال امريكا للعراق انفلت عيار الجماعات الاسلام السياسي. فلقد ركبت موجة الاضطهاد الطائفي من قبل النظام البعثي الفاشي في المجتمع العراقي واستغلت الانهيار المادي والمعنوي للمجتمع العراقي بسبب الحصار الاقتصادي الذي دام اكثر من احد عشر عاما والاجواء التي خلقتها الحملة الايمانية لصدام حسين في تقوية الخرافات والاساطير الدينية وفرضها بالقمع على المجتمع العراقي.. في الوقت الذي اقفلت جميع الابواب امام التيار التحرري عن طريق رمي رموز وقادة هذا التيار في غياهب السجون وفتح دولايب التعذيب الدموي واطلاق حملات الاعدامات والتصفيات الجسدية ضدهم. في ظل هذه الاوضاع واستغلال اوضاع الاحتلال وبدعم من اموال الجمهورية الاسلامية في ايران والحكومة السعودية تقوت هذه الحركات مستخدمة كل اشكال الارهاب لفرض نفسها على الجماهير.

الجامعات كانت احدى ميادين الممارسات الارهابية لجماعات الاسلام السياسي. فهي حاولت فرض الحجاب الاجباري على الطالبات والفصل الجنسي بينهن وبين زملائهن الطلاب وفرض صور لرموزهم الدينية وتحويل باحات الجامعات الى مناطق لطقوسها الدينية ـ الطائفية والعمل على اشعال الفتنة الطائفية في صفوف الطلبة. وعلى سبيل المثال وهي في الحقيقة مدعاة للسخرية في جامعة الانبار ترسل الجماعات الاسلامية تهديدات ومواعظ بشكل رسائل على قصاصات من الورق تأتي فيها تحذير الطالبات من استخدام " العلكة والكرزات وانواع من جبس ليزة..الخ". اضافة الى تشكيل مفارز مسلحة من قبل الاحزاب الاسلامية للتطويق الجامعات وفرض قوانينها على الطلبة.

وفي مدينة البصرة تحديدا ولقربها الحدودي من الجمهورية الاسلامية في ايران، فأن الاطلاعات" المخابرات الايرنية" لها اليد الطولى في جميع مفاصل الحياة في المدينة. هناك عدة جماعات اسلامية ممولة ومدعومة مادية ومعنويا وامنيا لفرض عنجهيتها على المدينة. هناك جماعة ثار الله ومنظمة بدر والمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في ايران وجماعة الصدر وجماعة الفضيلة..الخ. وكل هذه الجماعات لها باعها الخاص في فرض القوانين الاسلامية. فمثلا ان جماعة الصدر قامت في العام الفائت في قتل العديد من اصحاب محلات المشروب في شارع البشار وحاولت جميع تلك الجماعات معا في تهديد وترحيل اتباع الطائفة المسيحية من البصرة وتهديد اتباء الطائفة الصائبية. فهناك احصاء شبه رسمي مفاده من 50 الف شخص مسيحي كانوا يسكنون البصرة بقى منهم الان اقل من 5 الاف شخص. هذا الى جانب ان هذه الجماعات متورطة في الفساد الاداري وسرقة اموال الخدمات الاجتماعية في البلدية والمحافظة والعديد من دوائر الدولة وشيوع ظاهرة الرشاوى والمحسوبية.

هذه الممارسات اللانسانية لهذه الجماعات خلقت سخطا جماهير واستياءا عارما في العراق بشكل عام وفي مدينة البصرة بشكل خاص. وما كانت الجريمة التي اقترفتها جماعة الصدر في قتل احد الطلاب الذي هم بالدفاع عن زميلته المسيحية عندما مزقت ثيابها من قبل جماعة الصدر في متنزه الاندلس، الا القشة التي قصمت ظهر البعير. فلقد طفح الكيل بالجماهير ونفذ صبرها. وكانت الانتفاضة التي قامت بها الطلبة ضد الجريمة ويتضامن معها اهالي الطلبة ومحبي الحرية هي الرسالة والواضحة ضد جماعات الاسلام السياسي في البصرة والعراق. و لانتفاضة الطلبة في البصرة اثرا كبير على عموم الاجواء في عموم العراق. ولقد اثرت كليا على مزاج المجتمع وكسرت حاجز الخوف ضد اجواء الارهاب التي حاولت فرضها الجماعات الاسلامية على المجتمع العراقي. فهناك تعاطف وتضامن كبير مع طلبة جامعة البصرة في قطاعات واسعة وكبيرة في المجتمع.

خسرو سايه: هل استطاعت هذه الاحتجاجات ان تحقق مطالب الطلبة. ما هي ردود افعال ادارة الجامعة والجماعات الاسلامية؟

سمير عادل: على اثر البيان الذي اصدره لجنة العمل الطلابي فرع البصرة بالقيام بأعتصام مفتوح ومن ثم تحول الاعتصام الى تظاهرات واسعة اشترك فيها الاف الاشخاص وشملت اكثر من 36 اعداية وثانوية وجامعتين وهي البصرة وشط العرب الاهلي والعديد من اهالي المدينة امام بناية المحافظة في المدينة. وطالبت لجنة العمل الطلابي: بمحاكمة المجرمين محاكمة علنية. وازالة كل اشكال الطقوس والرموز الدينية في الجامعات. واستبدال مليشيات الاحزاب الاسلامية بقوات الشرطة. وتعويض الاضرار التي لحقت بالطلبة. واقالة عميد كلية الهندسة ورئيس الجامعة لتواطئه مع القوى الاسلامية وافساح المجال لها. وعلى اثر ذلك القى محافظ البصرة خطابا بالمتظاهرين يستجيب لمطالب المتظاهرين بأستثناء تقديم المجريمين الى المحاكمة العلنية واستبدالها بأعتذار من قبل مكتب جماعة الصدر. الا ان الطلبة قاطعوا كلمة المحافظ ورفضوا انهاء اضرابهم. وفي المقابل نشرت العديد من الصحف بيان لجنة العمل الطلابي واصدر العديد من المنظمات بيان ادانة ضد الجريمة مثل جمعية حقوق الانسان في بابل وجمعية المجتمع المدني واتحاد المجالس والنقابات العمالية في العراق واتحاد العاطلين عن العمل وجمعية الطلبة العراقيين والاتحاد العام لطلبة العراق والحزب الشيوعي العمالي العراقي وعشرات من الشخصيات والمثقفين في داخل العراق وهناك تضامن عالمي واسع مع اضرابات الطلبة في البصرة. وهذه الاحتجاجات بثت الرعب في صفوف الجماعات الاسلامية وخاصة جماعة الصدر مما دفعها ان تصدر بيان اعتذار للطلبة والموافقة على تشكيل لجنة للتحقيق وتعويض الطلبة على الاضرار التي لحقت بهم. وبسبب توسع رقعة الاحتجاجات محليا وعالميا ادان اليوم وزير التعليم العالي جريمة جماعة الصدر وكذلك وزير المحافظات. الا ان الطلبة رفضوا اعتذار مكتب الصدر والاستمرار بأعتصامهم داخل الحرم الجامعي وطالبوا بتنفيذ جميع مطالبهم.

والجدير بالذكر ان جماعة الصدر تحركت على بعض العشائر لاستمالتها الى جانبها وبالفعل صدرت هذه العشائر بيان يهدد الطلبة ويهدد سوق الباصات لنقل الطلبة والعمل على قصف الجامعة بقذائف الهاون في حال عدم اعتذار الطلبة على الشعارات التي رفعهوا وهي مناهضة للاسلام. الا ان الضغط الشعبي العارم دفعت برؤوساء هذه العشائر وهي ثمانية عشائر بالتنكر للبيان الذي اصدروه وذهب وفد منها للقاء محافظ البصرة وطلبوا رفع دعوى على جماعة الصدر لانها اصدرت بيانا دون علمهم.

خسرو سايه: ما هو دور الحزب في هذه الاحتجاجات وفي صفوف الطلبة من اجل ان يحقق الطلبة مطالبها؟

سمير عادل: ان الحزب الشيوعي العمالي العراقي يساند ويدعم كل الحركات التحررية في المجتمع. لقد لعب الحزب خلال انتفاضة الطلبة في البصرة دورا منظما وقياديا لهذه الحركة. لقد استطاع ان ينقذ الحركة الطلابية من العفوية عند اندلاعها وتسليحها بافاق واضحة. وكذلك لعب ويلعب دورا كبيرا في توحيد صفوف الحركة الطلابية على مستوى العراق حول مطالب واضحة وشاملة تخص عموم الطلبة مثل فصل الدين عن الدولة والتربية والتعليم والمساواة الكاملة بن المرأة والرجل والغاء خصخصة التعليم وتحويل الجناة الى محاكمة علنية وبحضور ممثلي الطلبة... فكما تعرفون هناك اضرابات للطلبة منذ اكثر من ثلاثة اسابيع في مدن السليمانية واربيل ضد خصخصة التعليم. وهناك استياء واسع للطلبة ضد الجماعات الاسلامية في مدن بغداد وغيرها. وبالفعل نجح الحزب الشيوعي العمالي لحد الان في البصرة ليس في تحقيق الاهداف التي تحدثت عنها بل وحماية الحركة الطلابية بالتعرض الى اي حملة ارهابية من قبل الجماعات الاسلامية وكذلك تحويل هذه الحركة الى حركة جماهيرية عارمة تشمل كل قطاعات المجتمع. نعم ان لجنة العمل الطلابي هي منظمة جماهيرية تضم تيارات سياسية عديدة. لكن للحزب فيها نفوذ سياسي اكبر من القوى السياسية الاخرى. وبالفعل وبسبب السياسة التحررية للجنة العمل الطلابي والدفاع عن اقصى مطالب الطلبة تحولت خلال هذه الاضرابات الناطقة الرسمية والشرعية لطلبة في البصرة، واصبحت احدى شعارات التظاهرات الرسمية، الى جانب شعارات لا لاسلام السياسي ، لا لمقتدى الصدر..

اضافة الى تسليح الطلبة بالافاق والمطالب التي تحدثت عنها، نعمل اليوم بكسب تضامن محلي وعالمي الى جانب الطلبة لتحقيق كامل مطالبهم. وبالفعل ان توالي البرقيات التضامنية الى جانب الطلبة والرسائل الاحتجاجية على مستوى العالم وايصال بيانات لجنة العمل الطلابي كان بفعل دور الحزب. اذ حاولت القوى الاسلامية بحظر دخول وسائل الاعلام الى الحرم الجامعي والعمل على تعتيم على جرائمها وممارستها.

والجدير كان من المفروض ان تكون لدي مناظرة عبر فضائية الحرة حول اضرابات طلاب جامعة البصرة في فضائية الحرة مع ممثلي جماعة الصدر الا نهم رفضوا الحضور الى البرنامج حالما سمعوا بوجودنا.

بعبارة اخرى ان توحيد صفوف الطلبة حول المطالب اعلاه وتوحيد صفوفهم على مستوى العراق واستغلال تعاطف الجماهير وكسب تضامنها اضافة الى كسب تضامن ودعم عالمي سيحقق بالنتيجة جميع مطالب الطلبة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أبرز المرشحين الديمقراطيين لخوض انتخابات الرئاسة في حال انسح


.. مسعود بارزاني في زيارة لبغداد لحل الخلافية بين الحكومة وإقلي




.. مراسل الجزيرة يرصد أبرز ما ورد في مكالمة الرئيس الأمريكي باي


.. مصطفى البرغوثي: نتنياهو يريد استمرار الحرب وجعل غزة مثل الضف




.. العلاقات البريطانية الأوروبية حاضرة بقوة في برامج انتخابات م