الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جواب سريع الى فؤاد النمري

حسقيل قوجمان

2013 / 1 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


جواب سريع الى فؤاد النمري
اثر مقال كتبه الاخ فؤاد النمري بعنوان فائض القيمة الخاص بحسقيل قوجمان كتبت تعليقا قلت فيه ان اسلوب النقاش في المقال لا علاقة له بالنقاش العلمي. وجوابا على تعليقي ارسل الاخ فؤاد هذا التعليق:
"لم يصلني تعليقك أعلاه لكن أحداً غيرك قال ما تقول
أنا يا عزيزي لم أناقش إلا قولك بأن الرأسمالي يدفع للعامل الأجير كامل قيمة العمل لأنه بزعمك يشتري القيمة الاستعمالية للعمل وهو ما قلته في أكثر من مقال وما زلت تقوله حضرتك حتى الساعة
أنا أعترض بشدة على هذالقول وهو ما يعني أن العامل الأجير لم يعد له أية حقوق في ذمة الرأسمالي
كما يعني أن الرأسمالي يبيع سلعته بقيمة أكثر من قيمة العمل المختزن فيها وهذا مخالف لكل علوم الاقتصاد
الخلاف بيننا هام جداً ويجب أن يحسم لمصلحة المتابعين"
عزيزي فؤاد اولا والاهم هو انك لم تستجب الى ما وصفته عن مقالك بان اسلوبه لا علاقة له بالنقاش العلمي. والحقيقة هي ان هذا الانتقاد يجعل مقالك كله غير قابل للنقاش. ففي الجملة الاولى من جوابك تقول ان اخرين قالوا لك نفس الشيء الذي قاله حسقيل فتقول "لم يصلني تعليقك أعلاه لكن أحداً غيرك قال ما تقول" وهذا يعني ان مقالك غير علمي ولكنك لم تبد رايك في قولهم. لم تعترف بصحة قولهم ولم تدافع عن مقالك على انه مقال علمي.
في النقاش العلمي ينبغي على الناقد او المعلق ان يعرض لقرائه الموضوع او النص الذي يريد انتقاده او التعليق عليه بنصه الحقيقي كما جاء في النص موضوع النقاش. بهذه الطريقة يعرف قارئ الانتقاد او التعليق النص موضوع الانتقاد او التعليق كما وضعه الكاتب موضوع الانتقاد او التعليق. وعند قراءة الانتقاد او التعليق عليه يستطيع القارئ ابداء رايه في النصين. لكن كتابة ما تريد انتقاده بتفسيرك وليس بنصه يجعلك تناقش نفسك بنفسك.
انتقل الان الى نقاط الخلاف التي تذكرها. اولها "قولك بأن الرأسمالي يدفع للعامل الأجير كامل قيمة العمل". اولا ان ما كتبته غير صحيح لان الراسمالي لا يدفع قيمة العمل بل يدفع قيمة قوة العمل. وهناك فرق هائل بين القولين. ان ما يشتريه الراسمالي ويدفع قيمته هو سلعة قوة العمل اما العمل فهو ليس سلعة يمكن بيعها او شراؤها. ان القول الصحيح الذي يمكنك الاعتراض عليه هو ان الراسمالي يشتري سلعة قوة العمل بقيمتها. كارل ماركس هو الذي قال ذلك عند شرحه لفائض القيمة. انه قال ذلك رغم انه يعرف ان الراسمالي يحاول بكل ما يستطيع من وسائل خفض قيمة قوة العمل وكتب فصولا كاملة لتبيان ذلك. لكي يشرح قانون فائض القيمة كان عليه ان يعتبر ان الراسمالي يشتري سلعة قوة العمل بقيمتها الحقيقية وفقا لقوانين التبادل السلعي، تبادل المعادل بالمعادل. وهذا يعني ان الراسمالي يحصل على فائض القيمة حتى اذا اشترى سلعة قوة العمل بقيمتها الحقيقية. اقترح ان تراجع شيئا مما كتبه كارل ماركس في شرح قانون فائض القيمة.
والنقطة التالية التي تذكرها هي: "لأنه بزعمك يشتري القيمة الاستعمالية للعمل وهو ما قلته في أكثر من مقال وما زلت تقوله حضرتك حتى الساعة". اتحداك ان تقتبس من كل مقالاتي عن فائض القيمة جملة واحدة تعني او يمكن تفسيرها بان الراسمالي يشتري القيمة الاستعمالية.
قوة العمل سلعة شانها شان كل سلعة اخرى تختزن ساعات العمل الضرورية اجتماعيا لانتاجها. وان من يشتري سلعة قوة العمل عليه ان يشتريها كقيمة كما هو الحال في كل سلعة اخرى. ولكن كما يشتري الانسان كل سلعة من اجل قيمتها الاستعمالية يشتري الراسمالي سلعة قوة العمل من اجل قيمتها الاستعمالية. فكما يشتري الانسان تفاحة من اجل اكلها يشتري الراسمالي سلعة قوة العمل من اجل استعمالها في العمل. ومن يظن ان هذا يعني ان الراسمالي يشتري القيمة الاستعمالية يعني عدم تمييزه بين قيمة السلعة وقيمتها الاستعمالية. قيمة سلعة قوة العمل هي قيمة طعام العامل ولباسه وشرابه وسكناه وهذه القيم تستهلك في خلق قدرة العامل على العمل. فالراسمالي لا يشتري سلعة قوة العمل الا اذا راى انه يستطيع استعمالها.
ننتقل الان الى عبارتك التالية "كما يعني أن الرأسمالي يبيع سلعته بقيمة أكثر من قيمة العمل المختزن فيها وهذا مخالف لكل علوم الاقتصاد"
في كل كتاباتي يوجد النص الدائم هو ان البيع والشراء في السوق يجري وفقا لقوانين التبادل السلعي، تبادل المعادل بالمعادل ولا يوجد في كل كتاباتي ما يخالف ذلك او يمكن تفسيره بخلاف ذلك. ومع ذلك تقول ان ما اكتب يعني ان الراسمالي يبيع سلعته بقيمة اكثر من قيمة العمل المختزن فيها. لم تذكر نص الجملة او الفقرة التي يمكن تفسيرها بان الراسمالي يبيع سلعته بقيمة اكثر من قيمة العمل المختزن فيها. لذلك لا استطيع ان احزر او اتصور كيف توصلت الى هذا المعنى في كتاباتي. اكون شاكرا لو تشرح لي كيف توصلت الى هذا.
ما استطيع تصوره هو انك تعتبر ان القيمة التي يشتريها الراسمالي عند شراء قوة عمل العامل هي نفس القيمة التي يبيعها الراسمالي فيبيعها بقيمة اكثر من قيمة العمل المختزن فيها. فاذا كان هذا ما تفكر فيه فهو غير صحيح. القيمة التي يشتريها الراسمالي عند شراء قوة العمل هي ساعات العمل المختزنة في طعام وشراب ولباس وسكنى العامل التي يستهلكها كي تخلق فيه القدرة على العمل. ولكن الراسمالي لا يبيع ساعات العمل المختزنة في قدرة العامل على العمل بل يبيع ساعات العمل التي يخلقها العمال عند العمل على انتاج سلع جديدة للراسمالي وهذه السلع تختزن ساعات عمل تزيد على ساعات العمل المختزنة في قوة العمل.
هذا الفرق بين ساعات العمل المختزنة في قوة عمل العامل وساعات العمل المختزنة في السلع التي ينتجها العامل هو فائض القيمة. لولا هذا الفرق بين ساعات العمل المختزنة في سلعة قوة العمل وبين ساعات العمل المختزنة في السلع التي يخلقها العامل عند عمله في مصنع الراسمالي لما امكن اي وجود لاسلوب الانتاج الراسمالي ولما امكن ان تكون ثمة طبقة راسمالية لان فائض القيمة هو الذي يحول النقود الى راسمال. هذا ما يجعل ساعات العمل التي يبيعها الراسمالي اكثر من القيمة المختزنة في قوة العمل حين يبيع هذه السلع بقيمة اكبر من قيمة قوة العمل التي اشتراها الراسمالي من العامل عند شراء قوة عمله. وقد اشرت سابقا الى انك تخلط احيانا بين قيمة قوة العمل، اي ساعات العمل المختزنة فيها، وبين القيمة الاستعمالية لقوة العمل اي العمل في المصنع على مواد يقدمها له الراسمالي لكي يختزن فيها اثناء العمل ساعات عمل اكثر من ساعات العمل المختزنة في قوة العمل.
انتقل اخيرا الى عبارتك النهائية التالية: "الخلاف بيننا هام جداً ويجب أن يحسم لمصلحة المتابعين".
الخلاف بين البشر في افكارهم ظاهرة طبيعية وليست طاهرة شاذة. الحقيقة الوحيدة هي وجود فائض القيمة. فائض القيمة عملية تجري في المجتمع سواء اعرفها الانسان ام لم يعرفها. كان فائض القيمة جاريا منذ نشوء اول راسمالي ويبقى جاريا ما دام اسلوب الانتاج الراسمالي. وميزة كارل ماركس هو انه اكتشفه بعد ان عجز علماء الاقتصاد السابقين له عن اكتشافه. فائض القيمة حقيقة مادية تاريخية.
هذه الحقيقة المادية التاريخية تنعكس في ادمغتنا باشكال مختلفة لذا تنشأ الخلافات في تعريفها وفهمها. لذا فان الخلافات في فهم الناس لها ظاهرة طبيعية هي الاخرى. واختلافنا في فهم فائض القيمة امر طبيعي يمكن حله في النقاش والتفاهم. ولكن الشرط الاساسي الذي يجعل بالامكان تسويته هو ان يكون الخلاف حقيقيا وصحيحا. وهذا يتطلب ان يكون الخلاف مبنيا على النص الحقيقي المقتبس من كل طرف في الخلاف وليس تفسيره من قبل الطرف المنتقد اذ ان التفسير يجعل النقاش عقيما كأن الانسان يناقش نفسه وليس الجانب الاخر. فارجوك اذا كنت تريد التوصل الى تسوية الخلاف بيننا ان تستند الى نصوص تقتبسها من كتاباتي ولا ان تعرض تفسيرك لافكاري اساسا للنقاش وهذا لا وجود له في مقالك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رد سريع
فؤاد النمري ( 2013 / 1 / 8 - 16:28 )
غريب أمرك يا رفيق
في كل مرة تنفي ما قلت وتعود تقول ما تنفيه
أنا أفهم منك التالي ...
الرأسمالي يشتري من العامل قوى العمل ويستعملها 8 ساعات بموجب القانون
وما يدفعه للعامل هو إنتاج 6 ساعات فقط
هذا ما تقوله حضرتك وأنا أوافق عليه
ما أعترض عليه هو قولك أن الرأسمالي يدفع كامل قيمة طاقة العمل التي امتدت لثمان ساعات
ما حجتك في الإدعاء أن قيمة إنتاج 6 ساعات عمل تولد في العامل طاقة تغطي 8 ساعات
الآن فهمتك أم لم أفهمك !؟


2 - سؤال
زينة محمد ( 2013 / 1 / 8 - 17:02 )
حسبما اذكر كارل ماركس يقول ان الرأسمالي يدفع أجرا للعامل مقابل قوة عمله معادل لقيمة اعادة انتاجها ولا اذكر بانه قال ان
قيمة قوة العمل هو قيمة اعادة انتاجها، اين ذكر ماركس هذا في اي فصل اذا امكن ؟


3 - عودة الى فائض القيمه
ادم عربي ( 2013 / 1 / 8 - 22:38 )
عودة الى فائض القيمه
تحيه للرفاق المعلقين والرفيق الكاتب حسقيل جوكمان
الراسمالي يشتري من العامل سلعة قوة العمل حسب قواعد تبادل السلعة ، ما يدفعه الراسمالي من نقود لسعر قوة العمل هي قيمتها التبادليه الكافيه للاكل والسكن واعادة وتجديد قوة العمل وقد يدفعها كامله حسب سعرها بالسوق ولو انه يحرص دوما على عدم دفعها كامله ، الراسمالي يستعمل سلعة قوة عمل العامل في مصنعه بعدما دفع قيمتها التبادليه ، يستعملها كما يريد لانها اصبحت ملكه ، السلعه المخرجة وهي تعبر قيمتها عن عدد ساعات العمل التي خزنها العامل بها . يبع الراسمالي هذة السلعه بقيمه تبادليه اعلى من القيمه التبادليه لسعر قوة العمل وهذا مصدر فائض القيمه

قد لا يدفع للعامل بالساعه لقيمه للساعه اكثر من اربع ساعات من قمة ثمانية ساعات ،


4 - 2
ادم عربي ( 2013 / 1 / 8 - 22:39 )
الموضوع له بعدين الاول ان الراسمالي اشترى سلعة من العامل ودفعها يوميا او حسب الساعه ، والثاني ان هذة السلعه يستغلها ويستعملها الراسمالي الى اقصى الحدود كيفما يريد


5 - الى الرفيق آدم
زينة محمد ( 2013 / 1 / 9 - 02:00 )
اذا كانت القيمة التبادلية لقود العمل ما يدفعه الرأسمالي للعامل وكانت القيمة التبادلة للسلعة هي قيمة قوة العمل المختزنة فيها فمن اين يأتي فائض القيمة؟ ابراهامي قال بان قوة العمل تخلق قيمة اكبر من قيمتها والدكتور حسين علوان رد عليه بسلسلة مقالات فند ادعاءته! الخلاف هنا هل قيمة قوة العمل هو ما يدفعه الرأسمالي للعامل لاعادة انتاج قوة عمله ام ان قيمة قوة العمل هي ما يدفعه الرأسمالي + فائض القيمة اي ان الرأسمالي لا يدفع كامل القيمة للعامل! وهذا عكس ما يقوله الرفيق قوجمان على اساس ان ماركس قال ذلك ولكن لو راجعت ماركس فان هذه الجملة تأتي في سياق شرح فائض القيمة ولا يجوز اقتباسها بعيدا عن سياقها وكان هذا خلافي مع ابراهامي ولهذا اتهمته بالتزييف والمرواغة


6 - الرفيقه زينه المحترمه
ادم عربي ( 2013 / 1 / 9 - 10:09 )
الرفيقه زينه المحترمه
قوة العمل هي سلعة لها قيمة تبادليه وقيمة استعماليه ، الراسمالي يدفع ثمن القيمه التبادليه لاستعمالها ، قيمة قوة العمل -السلعه- هو ما يدفعه الراسمالي لاعادة انتاجها ، وتعامل حسب قواعد مبادلة السلع ، لكن الراسمالي يدفع فقط قيمة قوة العمل من غير فائض القيمه ، انا لا اميل الى القول الميتافيزيقي الذي يقول ان قوة العمل تخلق قيمة اعلى منها ، لكن اقول ان القيمة الاستعماليه لقوة العمل الذي يستعملها الراسمالي كما يريد تحقق له قيمة تفوق قيمة قوة العمل ، لان قوة العمل تستهلك على شكل ساعات مختزنه في السلعة الجديدة
مودتي

اخر الافلام

.. مراسل الجزيرة يرصد توافد حجاج بيت الله الحرام إلى مشعر منى ل


.. مقترح لحظر بيع السجاي?ر للمولودين بعد عام 2009 في تركيا مدى




.. مناسك الحج.. الجزيرة ترصد توافد الحجاج لرمي جمرة العقبة في أ


.. تفاصيل عملية اغتيال القيادي في حزب الله -أبوطالب- في مدينة ج




.. تقرير استخباراتي أميركي يكشف حجم الخسائر المادية بالبحر الأح