الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التناحر الشعبوي والشعوبي

احمد مصارع

2005 / 3 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


الشعبوية أو ما يمكن تسميتها بغالبية الشعب , والتي إذا أضيف إليها النخبة تنتج مساواتها , الشعب , وعلى الرغم من غموض العلاقة بين العقل والعاطفة , ووعورة الفصل المصطنع بينهما , فان العقل مطية النخبة , بينما العاطفة تمتطي صهوة الشعبوية , فتقود الأولى نحو العقلانية بما يوافق الطبيعة البشرية , فستؤدي الثانية , إن عاجلا أو عاجلا , الى معاكسة تيار الحياة .
إن حكم النخبة , وبدون موازنة ضرورية وموضوعية مع الشعبوية , نحو نظام الحكم الاريستوقراطي , الانعزالي , والبشع , ولقد يصفه البعض , بأنه من أبشع أنواع الحكم .
أما حكم الشعبوية , وبدون موازنة مع نخبة الشعب , فسيكون على تضاد مع كل أشكال الحكم المدني , أو أشكال التعبير الحضارية , وفضاء الحكم الشعبوي معرض لكل أنواع الانتهاب , من أشكال الحكم المطلق , وأنواع الاستبداد , من التفرعن والربوبية , والوراثة التعسة , وحتى شيوع الروح الفاشية القاتلة لكل مظاهر الأنسنة , وتحد فارغ لكل كرامة إنسانية مزعومة .
في الإقليم توجد شعوب , وحين تسود الشعبوية , تظهر الحياة السياسية , بوصفها , تناحرا بين الشعبويات , التي تؤول الى الشعوبية , وفي حالة غياب تام لكل نخب الشعوب , ومن هنا تحل كوارث التدويل , وبخاصة حين لا يكون الإقليم مركزا لصناعة التاريخ العالمي .
نخبة الشعب , وقبل أن تتحول الى أي شكل من أشكال الحكم , تمتلك حتما وبشكل منفرد القدرة على بناء الحياة, بل وفي قدرتها على قيام الحضارة المدنية , التي تبدو شعبويا , وشعوبيا مجرد عمل هزلي .
إذا عملت الاريستوقراطية على نهب الثروة , وعمقت التفاوت في امتلاك الثروة وبدرجة فظيعة , كما يحدث في أقاليم الشعبوية والشعوبية , فإنها كمن يجعل من التخلف قدرا مستديما.
من غير المفيد الاستطراد في بيان فساد كل ( نظام سياسي ) قائم على قاعدة شعبوية , وحيث يقبض على مقاليد السلطة مجوعة كبيرة من الأشخاص , بدون مؤهلات , وقد أدروا ظهورهم , لضرورة وضع الرجل المنسب في المكان المناسب , بل ويدغدغ خواصرهم , ويضحكهم , تعابير من مثل , ينبغي أن تفسحوا المجال لأهل الاختصاص , وأقصى ما يصدر عنهم رد من نوع :
تفضلوا بالعمل , بينما لا يستطيع صاحب الاختصاص العمل معهم مطلقا , لأن الشرط الضروري لكرامة العمل , تبدأ من الطلب إليهم بالقعود في منازلهم , والاكتفاء بقبض رواتبهم , فالمختص في علمه وعمله , لم يتوصل الى هذه المرحلة من الأداء الإنتاجي , إلا بعد أن تخلص بكل يسر من كل ماهو شعبوي أو شعوبي ..
( النظام السياسي ) الشعبوي يؤول الى المرحلة الرجعية بالضرورة , لأنه بكل بساطة لا يترك مسافة ملائمة بينه وبين ما يمكن تسميته تجاوزا ب( الحكومة ) أو ( الدولة ) وتلك تعابير ضخمة , وأجد نفسي مضطرا لاستخدام لغة العصر للتوضيح ليس إلا .
الشعبوية السائدة في الشرق المعتم , تشبه كثيرا , الكثبان الرملية المتغيرة , بحيث يصعب على الباحث , رسم تضاريسها المتحولة , فمن شعبوية الى أخرى , ولا يتحكم بتحولاتها سوى تقلبات الرياح العاتية .
التراجع والتهور نتيجة حتمية , لكل ما شعبوي أو شعوبي , لأنهما معاديين لكل فكرة نظام حياة غير مستقر وقتيا , بل المطلوب هو الاستقرار بصحبة التقدم والتطور, ومن هنا يبرز على السطح فكرة الانقلاب المتواصل , وضياع الطاقات وهدر التنمية خارج الزمن المعاصر .
الشمولية صفة عامة لكل من أراد القبض على مقدرات كل شيء , ولكنه في النهاية لم يقبض على أي شيء , ويبقى التحليل مفتوحا على ضرورة , أن يوجد نظرية سياسية , تؤثر النزعة السلمية , بهدف البناء , وبخاصة حين لا يكون هناك موجب أو داع لمفهوم مضحك ومبك , وهو مفهوم الحرب العادلة ..؟؟!!.
وللمقالة بقية ..
احمد مصارع
الرقه -2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هي صلاحيات رئيس الجمهورية في إيران؟ • فرانس 24 / FRANCE 2


.. هيئة الانتخابات الإيرانية تعلن عن جولة إعادة بين بزشكيان وجل




.. الداخلية الإيرانية: تقدم بزشكيان مؤقتا يليه جليلي


.. الداخلية الإيرانية: تقدم بزشكيان على جليلي بعد فرز 19 مليون




.. مقتل عشرات الفلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على مناط