الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نبيل فياض و موقف الليبراليين من الثورة السورية

احمد عسيلي

2013 / 1 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


اثار ظهور نبيل فياض مرتين على قناة الجزيرة في برنامج فيصل القاسم (الاتجاه المعاكس) ووقوفه المستهجن مع نظام الاسد موجة من الانتقادات ليست فقط لنبيل فياض بل للقوى الليبرالية ككل باعتبار نبيل فياض احد اهم العلمانيين و الليبراليين السوريين و قد تجاوز البعض خطاب فياض ليصفه كخطاب باسم الليبراليين ووصف الليبراليين السوريين بأنهم مؤيدين للنظام او خانعين و انهم وقفوا ضد ثورة شعوبهم......لكل هؤلاء اود ان اقول اولا و قبل كل شيء انه لا يوجد اصلا تيار ليبرالي سوري و لا يوجد بالتالي من يعبر عنه........فوجود التيار الليبرالي و الذي يوصف بالبراغماتية عادة لا يمكن تخيله في ظروف عمل سياسية كالظروف التي حكمتنا في ظل حكم الاسد القاسي جدا و التعسفي و الاجرامي........لذلك و طوال العقود التي حكمنا بها عائلة الاسد لم نجد سوى التيارات الايديولوجية الصارمة و التي تستلزم ممن يمارسها ايمان عقائدي قوي و قوي جدا يدفعه لمعاندة نظام قد يؤدي به هذا الموقف الى حبل المشنقة او الى قضاء عشرات السنين خلف قضبان المعتقلات-و ما اكثرها في سوريا الاسد-
لذلك لم نشهد منذ السبعينات من القرن العشرين الا ظهور للتيارات الاسلامية او الماركسية و التي دفعت ثمنا باهظا لمعاداتها للنظام السوري-الاخوان المسلمين و حزب العمل الشيوعي خاصة- و اول حزب انشئ في سوريا بصبغة ليبرالية كانت في ال2004 مع الحزب الديمقراطي السوري.....والذي هو انشقاق عن حزب ذو طابع ناصري اصلا......و كان هذا الحزب-اي الديمقراطي السوري- معبر عن توجهات طبقة رجال الاعمال الحلبية خاصة في ظل انتقال الدولة السورية وقتها من الاقتصاد المخطط الى اقتصاد السوق و بدء النظام للمفاوضات من اجل الدخول بشراكة مع السوق الاوربية المشتركة اي انه حزب بني على اسس المصالح الاقتصادية اولا دون ان يصوغ اي قاعدة فكرية له.....و عندما حاول نبيل فياض لاحقا انشاء تجمع لليبراليين السوريين مكون من تسعة اشخاص-نصفهم عميل للأمن حسب تعبير فياض نفسه-قامت قوات الامن السورية باعتقال هؤلاء التسعة جميعا و اغلقت صفحتهم على النت.....و كي ندرك ضحالة الحالة الليبرالية في سوريا....نتذكر فقط ان هذا التجمع الذي يحوي تسعة اشخاص فقط لقي احتفاء كبير من قبل العديد من الليبراليين العرب باعتباره خطوة مهمة على طريق انشاء تيار ليبرالي سوري....و كتب عن هذه التجربة و بحماسة بالغة الكاتب الليبرالي الكبير شاكر النابلسي........فعن اي تيار ليبرالي سوري نتحدث؟؟؟؟ و بالتالي لا يمكننا ابدا ان ندعي وجود تيار ليبرالي عريق كما هي الحالة عليه في مصر مثلا او تونس او المغرب لان الحالة العامة لم تكن تسمح لنشوء هذا التيار اصلا.....
طبعا هذا لا يقلل من شأن الفكر الليبرالي و من قابليته للعمل او استعداد الليبراليين للتضحية....لكن ظروف العمل و الثقافة السورية لم تكن تسمح بتشبع هذه القيم ذات المنبع الغربي اساسا و لم تكن هناك ظروف تاريخية او درجة من الوعي او حتى نشوء نخبة ليبرالية قادرة على نشر هذا الفكر في البيئة السورية.....لكن بالمجمل نقول ان هذا التيار و الذي بدأت ارهاصاته فقط منذ عدة سنوات و مع بروز بعض من الانفراج السياسي المتعثر في سوريا . هذا التيار ما زال في الطور الجنيني و لا احد يمكن ان يتوقع له التبلور في ظل هذه الظروف الدموية....و لكني اتوقع انه سيشهد خطوات مهمة و خاصة في مرحلة ما بعد الاسد....هذا التيار لا يتحمل ابدا مواقف مثل موقف نبيل فياض لأنه غير مسؤول عنه و فياض لا يعبر ابدا عن اي تيار او توجه في سوريا
الامر الاخر.....و هو ان فكر نبيل فياض فكر شمولي و تعميمي اصلا.....و من يطلع على مقالاته المنشورة في الحوار المتمدن مثلا يدرك مدى هيمنة فوبيا الاسلام السني على تفكيره
و ان كان من سخرية التاريخ ان يقف هو و رموز هذا الفكر في خندق واحد مع نظام بشار الاسد.....فمن يتذكر معاركه مع الداعية السوري محمد سعيد رمضان البوطي....او سخريته الشديدة جدا من مفتي الجمهورية احمد حسون....او اعتراضه على النظام بسبب تبنيه لظاهرة القبيسيات......من يقرأ كل ذلك في تاريخ فياض سيدرك مدى التصنع و اللاجدية في معارضته السابقة للنظام و حالة السخرية التي ميزت مجالنا الثقافي السوري حين يرى هؤلاء يجمعهم مع نبيل خندق واحد و موقف واحد......
و سيرى مدى السخرية التي كنا نعيش في ظلها حين نسمع فياض نفسه مدافعا عن نظام الاسد باعتباره نظام علماني......و هو نفسه الذي كان يهاجم النظام باعتباره حاضن للفكر السلفي و الديني المتطرف و يعيب على النظام دوما احتضانه للقبيسيات و لكفتارو و استقباله يوما ليوسف القرضاوي بالحفاوة و التقدير
كيف يمكن لهذا النظام المؤيد للسلفيين و الداعم للتيارات الدينية المتطرفة ان يتحول بين ليلة و ضحاها الى نظام علماني و حامي للعلمانيين؟
هذا التناقض لا يمكن حله منطقيا الا بفكر منحرف و لا يحمل اي سمات الموضوعية مثل فكر فياض
ثانيا ان شخص يقبل على نفسه الوقوف مع نظام كان قد اتهمه سابقا بمعادة العلمانية و حاول الحصول على فيزا من سفارة الولايات المتحدة الامريكية باعتباره لاجئا علمانيا من نظام لا يحترم فكره.......فاذا به مدافعا عن علمانية هذا النظام.........هو موقف مريب فعلا و يحمل الكثير من التساؤلات و علامات الاستفهام........ لكني ارى ان لا اكتب بعض الافتراضات كأجوبة على هذه التساؤلات كي لا اتهم شخصا ما بأشياء دنيئة جدا و دون دليل واضح..... و لكن الايام و سجلات المخابرات السورية و بيانات مصاريفها هي التي ستكشف لنا لاحقا ان هناك الكثير من امثال عبد الباري عطوان في وسطنا الاعلامي
طبعا انا لا اقصد شيئا و لا اتهم احدا
و لكن اللبيب من الاشارة يفهم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - متى؟
محمد بن عبد الله ( 2013 / 1 / 8 - 15:10 )
متى تفهمون أن الاسلام السياسي هو أبشع عدو وأن التحالف مع الشيطان أفضل من مسايرة الاخوان؟


لما لا تتعلمون من أخطاء غيركم؟ أمامكم ما حدث في إيران وافغانستان والسودان والصومال وليبيا وتونس ومصر..لكن العند والجمود الفكري يعميكم

ستعضون أصابعكم ندما بعد فوات الاوان يا ثورجية آخر زمن !


2 - تقييم الكاتب صائب
رامي حسن ( 2013 / 1 / 8 - 17:55 )
تقييم الكاتب لسلوك نبيل فياض صحيح تماماً واليوم لا يوجد تيار علماني ليبرالي حقيقي على الأرض فياض أعلن عن تأسيس ذلك إعلامياً لكن لم يتجاوب معه سوى بعض أصدقائه الطامحين مثله لركوب الموجة التي أراد ركوبها منذ أول يوم كما فعل كثيرون غيره حتى أن شريكه في تأسيس التجمع الليبرالي عام 2005 رفض مجاراته في الإعلان عن إعادة تأسيس التجمع أو غيره لأن المخابرات هي التي طلبت ذلك بعد اندلاع الأزمة وهذا ما عرفته من أحد المساهمين في التجربة الأولى التي سارع الأمن السياسي إلى وأدها في المهد وما قاله فياض عن أن نصف المساهمين في تأسيس التجمع كانوا مخابرات فهذا غير صحيح لأنه هو شخصياً من أعلم الأمن السياسي بالقصة يتبع


3 - تقييم الكاتب صائب
رامي حسن ( 2013 / 1 / 8 - 17:57 )
بقية التعقيب
وحين اعتقل شريكه تم استضافة نبيل فياض في مشفى وذلك للتمويه هذه هي الحقيقة ومن يعرف فياض عن قرب يعرف أنه مريض نفسياً فهو يكذب كثيراً ولم يسبق له أن عمل في السياسة ومستعد لعمل أي شيء بدافع المزيد من الحضور والشهرة وكان قبل اندلاع الأزمة يختلق كل فترة حكاية وهمية عن عملية لاغتياله ولما اندلعت الأزمة وصار بالإمكان اغتياله بسهولة لم يحدث ذلك إنه نموذج فاقع لسوية النخبة السورية التي بانت على حقيقتها في هاتين السنتين.


4 - ردا على التعليقين 2 و3
محمد بن عبد الله ( 2013 / 1 / 8 - 19:53 )

مالنا ومال فياض
لسنا بصدد محاكمته يا سادة ! بل الأبدى تقييم المأزق التاريخي للخروج من الأزمة


فكروا فيما يلي:

متى تفهمون أن الاسلام السياسي هو أبشع عدو وأن التحالف مع الشيطان أفضل من مسايرة الاخوان؟


لما لا تتعلمون من أخطاء غيركم؟ أمامكم ما حدث في إيران وافغانستان والسودان والصومال وليبيا وتونس ومصر..لكن العند والجمود الفكري يعميكم

ستعضون أصابعكم ندما بعد فوات الاوان يا ثورجية آخر زمن !


5 - الهوية الليبرالية
احمد عسيلي ( 2013 / 1 / 8 - 21:05 )
عزيزي محمد بن عبدالله الاسلام السياسي جزء من عقلية الامة بنهاية الامر و علينا التعامل معه لكي نجعله مثل التيار الديمقراطي المسيحي في اوروبا اي العمل مع الاسلام من الداخل و هذا ما طرحه اركون و هاشم صالح مثلا......و الليبرالية تفقد كل مصداقيتها حين تقبل ان يقتل الرئيس الشعب لان الليبرالية بالاخير هي للحفاظ على الانسان و يجب ان لا تفقد هويتها نتيجة فوبيا غير مبررة.....و انظر الى الاقتصاد و الوضع التركي مثلا


6 - تماما
احمد عسيلي ( 2013 / 1 / 8 - 22:58 )
رامي.........اتفق معك تماما بالرأي.......نوع من الشخصيات الذي يعشق الفقاعات الاعلامية....


7 - إلى الكاتب
رامي حسن ( 2013 / 1 / 9 - 07:42 )
وللتأكيد على ما ذكرته يا أحمد هو حكاية سفر نبيل إلى أمريكا بدعوة من الغادري وهناك أعلن عن انضمامه إلى حزب الإصلاح حزب الغادري وعاد بعد شهر إلى بيته وكأن شيئاً لم يكن في حين سافر كمال البواني إلى أمريكا وعاد فتم اعتقاله من المطار


8 - تماما
احمد عسيلي ( 2013 / 1 / 9 - 12:55 )
بالتأكيد فأن كل هذه المعلومات تجعلنا ندرك ان فياض لا يمثل الليبرالية السورية ابدا و انما يمثل احد اوجه بيع المثقف لنفسه لاجهزة المخابرات.......ذلك علينا ان لا نظلم تيار لم يولد بعد .....تحياتي

اخر الافلام

.. غزة ما بعد الحرب.. ترقب لإمكانية تطبيق دعوة نشر قوات دولية ف


.. الشحنة الأولى من المساعدات الإنسانية تصل إلى غزة عبر الميناء




.. مظاهرة في العاصمة الأردنية عمان دعما للمقاومة الفلسطينية في


.. إعلام إسرائيلي: الغارة الجوية على جنين استهدفت خلية كانت تعت




.. ”كاذبون“.. متظاهرة تقاطع الوفد الإسرائيلي بالعدل الدولية في