الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإنفعال والفكر السياسي

حيدر مزهر يعقوب
(Hayder Al-jouranj)

2013 / 1 / 8
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


(المطبخ السياسي) ..(الطبخة السياسية) .. (اللعبة السياسية) ومصطلحات اخرى قد لم تحضر في ذاكرتي ...إلا انها باتت تتواتر في أحاديث الكثير من السياسين بعد التغيير عام 2003.
وفي باديء الامر تساءلت بإستهجان ..كيف يدلي بعض الساسة والناطقين عنهم بهذه الكلمات وهم نخبة.
وهل هي فعلا مصطلحات حرفية في مجال السياسة يتداولها من يتخذ هذا المجال سبيلا .. لانقاذ الملايين من أبناء شعب بات يرزح تحت وطأة الشقاق السياسي.
ألم يكن الاجدر بهم إنتقاء الألفاظ والمصطلحات ذات (السهل الممتنع) لتشكيل بنية نصية يكون نسق الخطاب فيها أكثر لياقة (سيوشيوبولوتيكية).
ولنتفرض جدلا أن تلك الإصطلاحات هي نتاج تفكير وأديولوجيا سياسية ..كيف توصل إليها الساسة في العراق وهم الغالبية وبإعترافاتهم من بعض اللقاءات والمقابلات المتلفزة انهم لم يمارسوا (اللعبة السياسية) على حد تعبيرهم.. لأن السياسية كانت خطا ليس احمرا فقط بل دمويا في النظام السابق.
المسلمة التي يجب الإنطلاق منها .. هي ليست الديمقراطية مفهوما جديدا فحسب ، بل حتى (السياسة) كمفهوم وكحرفة إحترفها البعض بالكاد هي جديدة إيضا.. والإستنتاج الذي يتمخض عن هذ المسلمة هو أن الساسة (الغالبية منهم) ولدوا سياسيا (في حاضنات الخدج) الامر الذي يجعل الكثير منهم (منفعلين سياسيا) في أغلب الوقت، الى حد وصل الحال فيه الى تبادل الشتائم والتهم والبصق والركلات تحت (قبة البرلمان المقدسة).
وأتساءل حد الأستغراب... لماذا لم تقدح في بال أحدهم طرح مشروع قانون لأنضباط النواب ..ومن ثم التصويت عليه.. بإعتبارهم بناة هيكلية سياسية جديدة لمن يأتي من بعدهم ..إن لم يكونوا ماكثين فيها أبدا..؟
ولا غرابة في أن يكون سلوك البعض من السادة النواب هكذا طالما حال الكتل السياسية التي ينتمون اليها (كزوجات متعددة لرجل واحد) تتربص أحداهن بالأخرى وإذا أقتضت المصلحة إتفقت إثنتان منهما للإطاحة بالاخرى الثالثة او الرابعة إلا ان الامر في المحصلة النهائية هي التأمر من اجل التقرب والتزلف من زوجهن (المحظوظ)
وإذا ما أردنا التوغل في الإشكالية قد نجد العلة في الجماهير أيضا ..إنطلاقا من أن لا كتلة أو حزب سياسي لديه قاعدة جماهيرية تؤمن بفكره او نظريته... ولكن هنالك تحشيد جماهيري دوري في المواسم الانتخابية وبطرق عدة.
وحتى الاحزاب الدينية والتيارات المنظوية تحت (الثيوقراطية) إذا ما حيدنا (الشحن الإنفعالي) لمنظري هذه الكيانات قد يحصل تغييرا في حجم القاعدة الجماهيرية التي تنخرط فيها.
فالسياسة في الواقع العراقي إنفعال يأخذ ثلاث صور متجسدا في أحزاب وتيارات هي:
الأنفعال الأول: إنفعال سياسي إجابي يطغى على تيارات واحزاب تشعر بإنتزاع النصر من (جلاد كبير).
الإنفعال الثاني: إنفعال سياسي سلبي يطغى على تيارات واحزاب توجه إليها اصابع الاتهام والريبة والشك بإنها إشتركت أو تسببت في مجريات الكثير من الاحداث وهي مسؤولة عن ذلك.
الإنفعال الثالث: إنفعال سياسي (باهت) يتضح على قلة او فئة قد لا تتعدى حزبين أو كتلة أو أقلية تنتظر هدوء العاصفة.
ولا أبالي إن خاطبت الشعب (لأن الشعب أداة نتاج الانتاج) متشاءما وأقول:
إيها الشعب.. العريق.. الطيب.. الكريم.. عليك ان تنضج سياسيا وتميز بين (الفكر السياسي) و(العاطفة السياسية) ، ووصيتي الى ساستك( ان لا ينسوا نار طبختهم ..السياسية تحرق كعكة السياسة ..فيخرجوا ن المولد بلا حمص)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليس معاداة للسامية أن نحاسبك على أفعالك.. السيناتور الأميركي


.. أون سيت - تغطية خاصة لمهرجان أسوان الدولي في دورته الثامنة |




.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غ


.. تعمير - مع رانيا الشامي | الجمعة 26 إبريل 2024 | الحلقة الكا




.. ما المطلوب لانتزاع قانون أسرة ديموقراطي في المغرب؟