الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على هامش مهرجان فتح في قطاع غزة

عليان عليان

2013 / 1 / 9
القضية الفلسطينية



أن تسمح حكومة حماس ، بإقامة مهرجان لحركة فتح في الذكرى الثامنة والأربعين لانطلاقتها ، وبمسؤولية أمنية من جانبها ، بعد أن سمحت حركة فتح وقيادة السلطة الفلسطينية ، لحركة حماس بإحياء ذكرى انطلاقتها في مختلف مدن الضفة الغربية ، فهذا يشكل تطورا إيجابياً على أكثر من صعيد.
فمن ناحية ، فقد حققت هذه المهرجانات انفراجاً ، هو الأول من نوعه بعد أحداث حزيران 2007 في غزة ، والتي أسفرت عن سيطرة حركة حماس ، على قطاع غزة ، وتشكيل حكومة لها فيه .
حيث جاء هذا التطور ، في ظل متغيرين رئيسيين هما : الانتصار الكبير الذي حققته المقاومة ، في حرب الأيام الثمانية على العدو الصهيوني وإنجاز قبول فلسطين دولة غير عضو في الأمم المتحدة ، وما رافقهما من تثمين حركة فتح لدور حماس في تحقيق الانتصار ، ودعم حركة حماس لخطوة رئيس السلطة الفلسطينية في ذهابه للأمم المتحدة .
ومن ناحية أخرى ، فإنها خلقت أجواء من التفاؤل بشأن إنهاء الانقسام الجيوسياسي وضع المصالحة ، على السكة الصحيحة حيث انبرى المسؤولون في الحركتين ، في التبشير بالمصالحة القريبة وبإعلاء المصلحة الفلسطينية العليا ، على المصالح الفئوية الضيقة .
لكن ما يخشى منه المراقبون الفلسطينيون ، أن توظف هذه الحالة في غير ما يراد لها ، على صعيد المصالحة ، وإنهاء الانقسام بمعنى أن تقول حركة فتح ، بأن ميزان القوى الجماهيري ، في قطاع غزة ، بات لصالحها في ضوء أن عدد المشاركين في المهرجان ، كان بمئات الألوف .
وأن تقول حركة حماس ، أن ميزان القوى الجماهيري لصالحها بالاستناد إلى الحشد المليوني ، في ذكرى انطلاقتها ، والذي ترافق مع انتصار غزة على العدو الصهيوني ، بعد أن ضربت المقاومة ، ولأول مرة عمق الكيان الصهيوني ، بمختلف أنواع الصواريخ .
ومن ثم توظف لعبة الأرقام ، في خدمة التصلب في طرح شروط جديدة للمصالحة ، في الاجتماع المرتقب في القاهرة ، وتجاوز ما جاء في اتفاق القاهرة في الثالث من شهر أيار / مايو 2011 ، أو أن توظف أيضاً في الترويج لبرنامج هذا الفصيل أو ذاك ، علماً أن القاسم المشترك في شعارات الجماهير ، في مهرجانات فتح وحماس : هو التأكيد على المقاومة ضد الاحتلال ، وليس تمجيد هذا القائد السياسي أو ذاك.
كما أن مجسمات الصواريخ ، التي ظهرت ، في مهرجان فتح في غزة وأغاني وأناشيد الثورة ، التي انطلقت ، من مكبرات الصوت والهتافات الثورية ، التي انطلقت من الحناجر ، تؤكد أن جمهور فتح يعطي الأولوية لإعلاء راية المقاومة.
أسوق التخوف من لعبة الأرقام ، ليس من باب التشاؤم ، ولا لبث روح الإحباط ، في نفوس أبناء شعبنا ، بل من باب التحذير من الاستخدام الخاطئ للأرقام ، ما يستدعي ، توظيف هذا الحضور الجماهيري باتجاه البناء وطنياً عليه ، واعتبار أن المهرجانيين المركزيين ، لكل من فتح وحماس ، ما هما إلا مهرجانين للوحدة الوطنية ، وإنهاء الانقسام .
إن المعيار الحقيقي ، للمناخ التصالحي الراهن ، يكمن في نقل بنود المصالحة الواردة في اتفاق القاهرة ، وإعلان مارس - آذار 2005 من دائرة الاتفاق النظري ، إلى دائرة التطبيق الفعلي ، بعيدا عن المحاصصات الحزبية ، التي لا تمت بصلة ، للمشروع الوطني الفلسطيني بكل تفاصيله .
وفي تقديري ، أن المعيار الحقيقي ، لقيمة وجدوى ، هذا المناخ الجماهيري الوحدوي ، تكمن في ترجمته على النحو التالي :
أولاً : تطبيق كافة ملفات المصالحة رزمةً واحدة ، بالتوازي وليس بالتوالي فحركة حماس ، ترى أن تطبيق ملف الحريات ، والمصالحة المجتمعية يوفر المناخ الملائم للانتخابات ، وأنه لا يمكن إجراء الانتخابات في ظل استمرار حملة الاعتقالات ، في صفوفها في الضفة الغربية .
وحركة فتح تريد أن تبدأ بملف الانتخابات (أولاً) ، باعتباره الناظم للحياة السياسية والديمقراطية الفلسطينية ، وتطالب حركة حماس ، أن تسمح للجنة الانتخابات المركزية ، بتحديث السجل الانتخابي ، الخاص بالناخبين في محافظات قطاع غزة .
وإذا ما خلصت النوايا ، فإن الحل يكون بوضع سقف زمني لإنجاز كل الملفات ، وأن تكون محصلتها ، توفير مناخ صحي وملائم لإجراء الانتخابات ، الخاصة بالمجلسين التشريعي ، والوطني الفلسطيني .
ثانياً: أن يدرك الجميع ، بغض النظر عن نتيجة الانتخابات في حال حصولها ، بأن مرحلة التحرر الوطني لم تنجز بعد ، وأن المشوار لا يزال طويل وطويل جداً ، في ضوء صلف العدو ، وسياسته الاستيطانية وفي ضوء الشوط الكبير ، الذي قطعه في تهويد القدس ، مستندا إلى دعم غير محدود ، من قبل إمبريالية الولايات المتحدة .
ما يقتضي عدم القفز ، عن مرحلة التحرر الوطني ، وعدم التبجح بأي نتيجة كانت ، لمصلحة هذا الطرف ، أو ذاك ، في الانتخابات والعمل فوراً على تشكيل حكومة وحدة وطنية ، من مختلف الأطياف الوطنية الفلسطينية يكون هدفها المركزي ، حماية المشروع الوطني الفلسطيني ، من الضياع والتبديد.
ثالثاً: أن يأخذ البرنامج السياسي القادم ، لمنظمة التحرير المتغيرين الرئيسيين ( انتصار المقاومة ، وقبول فلسطين دولة غير عضو في الأمم المتحدة ) ، بعين الاعتبار ، ما يتطلب إعادة الاعتبار للمقاومة بكل أشكالها وعلى رأسها المقاومة المسلحة ، وتثمير قبول فلسطين دولة غير عضو في الأمم المتحدة ، باتجاه المغادرة النهائية للمفاوضات مع العدو الصهيوني ونقل ملف القضية ، برمته إلى الأمم المتحدة ، ما يعني التخلص والتحرر نهائيا من تبعات أوسلو .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عزوف واسع عن التصويت في جولة الإعادة بالانتخابات الرئاسية ال


.. من وراء تسريب بيانات ملايين السوريين في تركيا؟




.. وزارة الداخلية الإيرانية: نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاس


.. نافذة خاصة من إيران ترصد جولة الحسم من الانتخابات الرئاسية




.. تسريب بيانات 3 ملايين لاجئ سوري في تركيا.. والمتورط في الواق