الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مختبر السرد السياحى 10 :الموهبة هى قلب السرد السياحى الابداعى

احمد قرة

2013 / 1 / 9
الادارة و الاقتصاد


يظل السارد لتقنيات السياحة ، يمثل موهبة من نوع فريد ، وخبرة ذات ابعاد مختلفة ، كون السياحة ينتجها الانسان بمواد انتاج لامتناهية التنوع والاختلاف ، وتخزن فى خبرة الانسان ، وتعيد الذاكرة انتاجها من جديد ، لذا فان الكثير حتى يعودون بعض قضاءهم اجازاتهم السياحية ، تحت تاثير تلك الخبرة والمتعة ، وايضا الحسرة على سرعة انتهائها ـ لذى فان السارد يضع فى تقنيتة السياحية خبرة السائح ومفردات صناعة الذكريات الممتعة ، لذا فان علية ان يتمتع بباروميتر خاص لذلك ، وهذا ما يجعل الكثيرين من الممكن ان يكونوا ممارسيين سياحيين بالدراسة ، او مثقفين سياحيا بالمتابعة ، الا انهم من الصعب ان يكونوا ساردين سياحيين ، يعرفون تقنية السرد وادواتة ، ويملكون موهبة صناعة الخليط والمزيج السردج لتلك التقنيات ، وعلى الرغم من ان اليات ونظريات التسويق الحديثة على مستوياتها ، الا انها لاتعد سوى اقل مستويات لتقنيات السرد السياحى ، الذى يتجاوز ذلك بكثير ، ذلك ان السارد الذى لايملك الحدس الكافى ، فى ان يستشف المزاج والجوى النفسى للتقنية السردية المستخدمة ، فى ايجاد مجالات حيوية مختلفة تجدد مسارات التواصل بين السائح والاجواء السياحية وبين مقدمى الخدمة ، وان يكون الوعد بالاستمتاع قبل زيارة السائحين ، يتحقق اكثر مما وعد بة ، لذى فان السارد للتقنية السياحية يجب ان يكون لدية الطاقة الايجابية اللازمة ، القادرة على استيعاب طاقة السائحيين ، بل دعنى اتحدث عن تجربة توضيحية ربما تسمح تلك التجربة للجميع ان يتاكدوا منها جيدا ، مثلا يمكننا ان نحضر قطعتين من زهرة القرنبيط ،ونضع كل واحدة فى اناء زجاجى متماثل ونضعهم فى مكان واحد تتماثل فية الظروف المناخية ، ثم حاول ان تنقل مشاعر الحب والمحبة الى زهرة القرنيط فى احد الاينائين ، ومشاعر الكراهية والبغض للاخر ، واستمر على ذلك الى مدة عشرة ايام ، ثم لاحظ ماذا يحدث ستجد ان زهرة القرنبيط التى منحتها مشاعر الحب ، مازالت متماسكة لم يلحق بها كثير من العطب ، اما الاخرى التى منحتها الكراهية ستجدها قد قاربت على التعفن ، وهذة التجربة ربما تكون احد الاسرار لتقنيات السرد السياحى التى تؤكد على اهمية الالمام ان الاماكن والدول والمعالم السياحية تكتسب جمالها ليس من ذاتها بل بمقدرتنا ان نسقط عليها هذا الجمال ، وتلك المقدرة على الاسقاط هو حرفية تتطلب الكثير من التدريب والخبرة ، فجمعيا قد نستطيع ان نكتب بالعربية ، الا اننا جمعيا لانستطيع ان نصل الى كتابة الشعر كالمتنبى ، وهنا تكمن موهبة السارد لتقنية السرد السياحى ، ولنرى مدينة مثل باريس وتتساءل كيف لهذة المدينة التى احتلتها المانيا النازية ، ودمرتها وصلت الى تلك المكانة السياحية العالمية ، التى جعلتها تستقبل سنويا ما يقرب من خمس واربعون مليون سائح وتتحول معالمها السياحية من خمس وعشرون معلم سياحى بعد الحرب العالمية الى ثلاثة الاف وثمانمائة معلم سياحى الان ، ذلك ان من قام بالسرد السياحى الباريسى قد استفاد من الفضول الفكرى لدى الفرنسيين ، واسقط عليها انها مدينة النور ، فاصبحت كذلك ، رغم انها لم تكن كذلك بل هذا الاصطلاح كان يترد فى احد افلام مدرسة السينما الجديدة فى اواخر الخمسينات للمخرج الفرنسى فرانسوا ترفوا ،وكيف تعامل السارد السياحى لباريس مع فكر التمرد للكاتب البير كامية فى روايتة الطاعون ، والمستقاة من اسطورة زيزيف القديمة لمن يريد ان يضع حجرا على قمة جبل منحدر ، وما ان يضع الصخرة حتى تعود وتنزلق ، فيعود الى حملها من جديد ، وكيف استطاع السارد السياحى ان يستخدم ذلك بان يرفض الفرنسى ما يخرج عن الجودة ، فالفرنسى حين يتناول طعاما فى احد المطاعم ووجدة ليس على المستوى المطلوب فانة يعمل على غلق المطعم بكافة الطرق ، مما ادى هذا الى شهرة المطاعم الفرنسية فى العالم لدرجة ان اصبح المطعم ذو النجمة الواحدة يفوق المطاعم الخمس نجوم فى دول اخرى ، بل ان تصنيفات المطاعم الفرنسية لا تتجاوز فقط ثلاث نجوم ، وهذا مئات الشواهد المختلفة كونت فى معظمها تقنيات السرد الفرنسى التى حعلت من تكرار الحلم بشىء ما لدى عدد كبير من الاشخاص ضرورة لتحقيقة ، وعلى النقيض من ذلك نجد القاهرة ، التى هى من حيث الخلقة والمناخ والقيمة اجمل من باريس بمئات المرات ، ولكن اهلها ارادوا لها ان تكون قبيحة مزدحمة عابثة يغطيها الغبار ، ورغم ما لديها لايزورها سوى مليون ونصف سائح ولا يكررون زياراتها بعد ذلك ، لانها بلا سرد سياحى وتقنيات سردية مناسبة
وعلى الرغم من ان الابحاث الخاصة بعلوم الطاقة تمثل الان الشغل الساغل لدى العديد من الباحثين والكثير منهم يحالون البحث عن نظرية محققة لما تمثلة تلك العلوم فى كافة مجالات الحياة وكافة ما يتعلق بالنفس البشرية ، الاان كل تلك الابحاث مهما قيل عن صحتها فانها ستظل تخمينات لاتحمل تطبيق عملى ثابت على الرغم من تاكيدها كفرضيات يجتهد العلماء على تحقيقها ، الاان اكثر ما هو مهم فى تلك العلوم الجديدة هو ارتباطها بالانسان والنفس البشرية مصدر الطاقة الحيوى من حيث تصنيفها سلبية كانت ام ايجابية ، وربما تكمن الصعوبة فى علوم الطاقة هو ارتباطها بالروح التى هى سر من اسرار الخالق لم يكشف للبشرية عن فهى من علم اللة سبحانة وتعالى، الا ان تظل تطبيقات علوم الطاقة انجح ما تكون فى صناعة السياحة التى هى صناعة مواد انتاجها هو العنصر البشرى فهى من الانسان والى الانسان ، لذا فان تلك العلوم تجد تفسيرات لبعض الامور التى ربما ازدات فية النظريات وتعددت الا ان ان النتائج غالبا ما كانت مخيبة للامال ، فمثلا فى صناعة الضيافة والفندقة قد يسرد المئات من الخطط والتريبات على العاملين من اجل الاستاندر الفندقى للبراند الفندقى او حتى فندقا مستقلا ، نجد ان النتائج رغم التزام العاملين بهذا الاستاندر تكون شديدة الاحباط ، ذلك ان العاملين يطبفون الاستاندر ولكن تخرج منهم طاقة سلبية او من اجواء المكان مما يؤدى الى نتيجة عكسية ، وهناك الاف الثوابت فيما يتعلق بالتصميم للمنشاة الفندقية او الاجواء المحيطة بها يؤدى الى ان تصبح تلك المنشاة تعانى من التدهور فى الاشغال وفى مستوى الخدمة دون وجود من يمكن لومة على ذلك ، لذا فان على المديرين التنفيذين للمنشات الفندقية ان يدربوا انفسهم على وجود مقياس خاص لهم فى تحديد مستوى الطاقة الايجابية بين العاملين وفى القندق ومدى ارتفاعها او انخفاضها ، وكيف يمكن تحويل السلبى منة والتعامل معة بحيث لا يجعل تلك الطاقة السلبية تفترس الايجابية منها ، فعلوم الطاقة دائما ما يتحكم المجال الحيوى لها والذى من الممكن التعامل معة بايجابية ولكن فى البداية يكون مقياس الحذر والترقب هى قرون الاستشعار التى يجب ان تتحلى بها اادارة المنشاة والمدرين التنفيذيين ، وربما يكون المستقبل بما يحفلة من اتجاهات بدات ارهاصاتها فيما يعرف بالنمو الاخضر والذى لن يستمر فقط على التعامل البيئى والاقتصاد فى الماء والكهرباء والانبعاثات بقدر ما يكون اهميتة على تحسين الهواء الذى يستنشقة الضيوف والسائحيين وتحسين نوعية الهواء ، بل ايضا زيادة الشعور بهذا الهواء داخل النفس البشرية وهذا هو المهم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سعر الذهب فى مصر يتراجع 30 جنيها وعيار 21 يسجل 3050 جنيها لل


.. الليبيون في مواجهة أزمة اقتصادية خانقة وارتفاع جنوني للأسعار




.. الأزمة الاقتصادية في مصر.. لماذا لم تنجح السياسات بإيجاد حلو


.. أسعار الذهب اليوم الأربعاء 01 مايو 2024




.. صندوق النقد يتوقع ارتفاع الاحتياطى الأجنبى لمصر فى 2029