الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قمة الشعوب أم السلاطين

محمد الحاج ابراهيم

2005 / 3 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


كان لها أن تكون تعبيرا سياسيا عن أمة ممزقة بغاية التوحيد فكانت تعبيرا (طربوشيا) ولا أكثر إن اختلف القادة أغلقت الحدود وإن اتفقوا فُنحت رغم أماني الشعوب في الوحدة .لأن هذه المنظمة هي للقادة باتفاقاتهم أو بخلافاتهم حتى الشخصية منها وما أكثرها ولم تكن للشعوب المغيبة عن أي فعل أو رأي يتعلق بها،وهي لن تكون هذا التعبير لأن القادة العرب ليسوا تعبيرا عن شعوبهم طالما أنه في المجتمع الواحد للدولة القطرية الواحدة هناك سادة وعبيد ويمكن أن يكونوا تعبيرا عن السادة وليس عن العبيد الذين هم الأكثرية وأصحاب الفعل الحقيقي في المجتمع لأنهم الحامل الذي يحدد حضور هذا الحزب أو ذاك بكل المعاني.
منذ أربعين عاما تقريبا لم تتخذ القمة العربية قرارا واحدا نُفّذ وصار حقيقة على الأرض، وعندما يكون الرأي العام العربي يتحدث بلغة اليأس فذلك تعبيرا عما كانت عليه هذه القمم، إذ صار وجودها من عدمه سيان بالنسبة للمواطن بكل شرائحه ومستوياته،وحتى يكون للجامعة العربية دورا فاعلا في الساحة العربية وحضورا قويا في الساحة العالمية لابد أن يكون القادة تعبيرا عن شعوبهم، وهذا عائد إلى الخيار الديمقراطي في كل قطر على حده، فكبف سأقتنع أن حاكما مستبدا.. أكثر ما أشاد من أبنية في بلده هي السجون لخيرة أبناء شعبه وقصورا له ولموظفيه ،كيف سأقتنع أن هذا الحاكم يمثل شعبه ويتحدث باسمه؟،فممثلي وموظفي هذه الدول في الجامعة معينة من حكومتها على أساس الولاء وليس الكفاءة كحالها في بلدها.
مؤتمر القمة المنعقد في الجزائر جاء بظرف استثنائي من المتغيرات القسرية تتعلق بعرب الشرق الأوسط، وعلى وجه الخصوص سوريا ولبنان وفلسطين والعراق، إذ أن الترتيبات الغربية له شبيهة إلى حد ما بترتيبات سايكس بيكو والفارق أن إسرائيل ستكون محورا أساسيا في مخطط الشرق الأوسط الجديد وسيدة المنطقة وهي الإضافة على سايكس بيكو، فما الذي سيفعله القادة العرب أمام هذا المخطط؟ وهو ما سنراه واقعا على الأرض ويمكن أن نرى أشنع من ذلك ففي الساحة الفلسطينية سيمنع الفلسطينيين من دخول القدس وسيهدم المسجد الأقصى وتلك تحديات للشعوب والحكام وكأنني أرى الحكومات العربية توجه قواتها الأمنية لاعتقال من يحتج على ماستفعله إسرائيل من تغييرات وانتهاكات على الساحة الفلسطينية لأن هذا المحتج يعطّل هذه الحكومات عن التفكير بحل سحري يمنع حدوث تلك الانتهاكات على أرض فلسطين المقدسة.
إن موضوع التطبيع الذي تحدث عنه وزير خارجية الاردن لدليل واضح على دور اردني في مشروع الترتيبات الغربية لعرب الشرق الأوسط،والتطبيع له تفسيران التفسير العام والذي يعني عودة العلاقات لما كانت عليه أما التفسير الاردني فيعني خلق علاقات طيبة مع اسرائيل رغم الاحتلال والتشريد والتدمير والانتهاك ولن نعود للتخوين لكن لابد من كلمة تُعبّر عن درجة الانحطاط الذي وصلنا إليه عبر هؤلاء القادة الذين يدعون للتطبيع وشعوبهم تدعوا للتحرير فأي تعبير لهؤلاء عن شعوبهم وكيف سيكونون عليه في مؤتمر قمة للعرب.
لابد للشعوب من تقرير مصيرها بيدها وعبر ممثليها الحقيقيين، لأن الشعوب هي الرابحة والخاسرة في كل السياسات التي تنتهجها الحكومات، وعندما لاتكون الحكومات تعبيرا عن شعوبها فإن الخسارة أكبر وربما تُشكّل مقتلا وانحدارا نحو المجهول كما حدث للعرب المحكومين بأنظمة استبدادية تسحق مكوّن المجتمع ومقوماته وتُضعف المقاومة لديه للمشاريع الاستعمارية لأنه قبل كل ذلك فهذا الشعب مُبعد، ومُغيّب، ومُولّف على قناة واحده، على قاعدة(أمام سر،وراء سر)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البقاع شرق لبنان: منطقة استراتيجية بالنسبة لحزب الله


.. بعد مقتل حسن نصر الله.. هل كسرت إسرائيل حزب الله؟




.. تباين| مواقف هاريس وترمب من العمل في ماكدونالدز


.. عواصف وفيضانات غمرت مناطق متعددة في ولاية فلوريدا جراء ضرب إ




.. أمين عام المجلس الإسلامي العربي يتهم إيران بتسليم إحداثيات -