الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرب الخطابة

عمران العبيدي

2013 / 1 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


لم تتمكن القوى السياسية من انتزاع فتيل الازمة القائمة وهذا يؤشر ان المسافة الفاصلة بين هذه القوى هي اكبر من المحاولات الخجولة التي مازالت لاتتعدى الامنيات المشروطة والتي تشكل بطبيعتها(اي الشروط) لب الاختلاف بين اهداف تلك القوى والتي تعكس في النهاية توجهات انتخابية مناطقية كونها تعزف على وتر محدد من المطالب بعيدا عن دراستها للتأكد من كونها واقعية ام لا، فليس كل مطلب ينطلق من الرغبات يمكن له ان يكون مسلما به وممكن التنفيذ فيما يمكن مقابل ذلك تأشير ان البعض الاخرقابل لان يكون مطلبا واقعيا واجب التنفيذ.
المتظاهر من حقه ان يطلب ولايحاسب ولايلتفت من كون تلك المطالب واقعية ام لا ولكن السياسي هو من يضع تلك المطالب في اطارها المستحق والممكن ام لا واذا ماقام السياسي بمشاركة الجموع وتطابق معها في السلوك في عدم التفريق فذلك يدخل في دائرة خداع ذلك الجمهور وليس غير لأنه هو اعرف بما هو ممكن وماهو غير ممكن واذا لم يكن يدرك ذلك فتلك المصيبة الاعظم خصوصا عندما يكون هو جزء من دائرة اللعبة السياسية ولكن اختلافه مع الاخر(الشريك المتحاصص) جعله يتظاهر ليركب لعبة المظلوم دون ان يدرك انه يتظاهر ضد نفسه .
بعض القضايا هي من لب الدستور ومن ثم هنالك طرق قانونية دستورية لحلها او الغائها بشكل ممنهج وليس ركوب موجة المتظاهرين من اجل المزايدة في حرب الخطابة الذي لن يزيد الوضع الا تأزما.
مايدور الان هو ليس ابعد من حرب خطابية يختلط فيها المعقول واللامعقول من اجل تعدي مرحلة انتخابية يمكن خلالها الاستفادة من اصوات التأجيج والتحشيد الطائفي وأن كان مؤقتا،ولكن التحشيد والتأجيج الطائفي الذي يروم الفائدة المرحلية لايدرك تماما انه يزيد من مساحة الشرخ المجتمعي بين مكونات المجتمع والتي قد يصعب لملمته فيما بعد مما يضعنا امام محنة التعايش السلمي بين مكونات المجتمع العراقي ونحن في مرحلة تأسيس مقومات تعايش وفقا لمباديء جديدة حيث تعيش مرحلة التأسيس للدولة الناشئة مخاضا عسيرا مازالت لم تستطع كل الجهود من وضعها على السكة الصحيحة.
المشكلة ان بعض الساسة تغريهم حرب الخطابة وهو يرى ايماءات التحشيد الطائفي دون الالتفات الى الخسائر التي تصيب المجتمع مرحليا ومستقبليا مادام الامر يبقيه في الواجهة السياسية يحصد الاصوات ليستمتع في نهاية المطاف بأمتيازات السياسة المغرية فيما يبقى حصاد الجمهور مزيدا من الوعود الفارغة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتوحد؟ • فرانس 24


.. مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح: هناك تعمد باستهدافي و




.. الشرطة الفرنسية تدخل جامعة -سيانس بو- بباريس لفض اعتصام مؤيد


.. موت أسيرين فلسطينيين اثنين في سجون إسرائيل أحدهما طبيب بارز




.. رغم نفي إسرائيل.. خبير أسلحة يبت رأيه بنوع الذخيرة المستخدمة