الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انفجار الغضب الشعبي و الدستور

مهند البراك

2013 / 1 / 9
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


رغم انواع التفسيرات و التقديرات . . تكاد تجمع اوسع الاوساط ان ما يحصل في الانبار و الغربية، هو انفجار غضب شعبي عراقي سلمي، يعبّر عن الاستياء و الألم و الخوف من الآتي، و يضمّ و بدرجات و اشكالٍ متنوعة : تظاهر و اعتصام، فوضى و تأييد او صمت . . اوساطاً شعبية و شبابية واسعة من مختلف الاطياف الدينية و المذهبية و القومية و الاجتماعية العراقية . .
انفجار آلام لاحصر لها و صار لايمكن التقدير و التنبؤ مما سيأتي . . بعد ان ضاعت مقاييس الحكم بلا حدود، و بعد ان انغلقت الطبقة السياسية الحاكمة على منافعها، و نكثت و تنكث بوعودها لشعبها و مكوناتها، بل و حتى باتفاقاتها بين كتلها المتنفذة . . و صارت الاداة الحاكمة الاساسية، السلطة التنفيذية : الحكومة . . تعيش على الازمات و تعمل على اثارتها لتطيل بقائها في دست الحكم بقيادة فرد جمع السلطات الاساسية عسكرية و مدنية بيده، باشكال و طرق متنوعة، و يسعى لحكم مطلق لزمن لايعرف حدود، و بدأ باخراج مسيرات المدارس لتأييده . . كما يتابع مراقبون و خبراء و وكالات انباء متنوعة.
فرغم الميزانية العملاقة، تزداد حياة المواطن صعوبات و مشاق و صار لايمكن حصرها، التي يكتب و ينشر و يذاع عنها الكثير المتواصل . . فيما تعود اعمال الارهاب على ارضيات بطالة و ضياع و مخدرات لاوساط شبابية تتسع، فيما ينشغل رئيس مجلس الوزراء و من معه بغلق و فتح ملفات و تهديد خصوم مرحليين بها . . دون حساب الضوابط الدستورية بل و خروجاً حتى على المحاصصة لمحاولة تجيير الحكم لحزب واحد يدّعي بكونه الممثل الوحيد للمكوّن، و بالتالي بكونه الوحيد القادر على حكم العراق بمكوناته .
وسط اعمال فوضى تسود و تشارك بها اوساط من كتل متنفذة، بعد ان صار لكل كتلة متنفذة اعداد صارت تفوق المئات من المسلحين باحدث تسليح باطار (قانوني) كحمايات . . التي صار المواطنون لايفرّقوها عن الميليشيات العائدة لاشخاص بعينهم، تعيش و تتمول من المال العام و من مصادر لم يُبذل جهد لحصرها و تحديدها و تحريمها او اجازتها قانوناً .
و يتضح للمراقبين ان الانفجار الشعبي بدأ يعتمل، منذ حالة القلق التي انتشرت اثر التوتر الكبير بين حكومة المالكي و تشكيله (عمليات دجلة) و بين حكومة اقليم كردستان، التي اثارت الخوف بين اوساط شعبية كردية و عربية واسعة، من احتمالات تجدد القتال و آفاقه المخيفة . . فضيحة التعامل اللاانساني و اللااخلاقي مع السجينات، ثم الاعتقال المفاجئ لحماية وزير المالية الاتحادي، الذي اجج مشاعر عشائر الانبار بحكم الانتماءات العشائرية المذهبية، في منطقة عاشت الويلات و تسلط الارهاب و الاهمال الحكومي منذ سقوط دكتاتورية صدام سيئة الصيت . . لتصل النقطة الحرجة بفيضان بغداد بسبب غزارة امطار هذا العام التي فضحت الاهمال الحكومي الهائل في اعمال خدمات المواطنين، و التي ادّت الى تلوّث مياه الشرب بمياه الصرف الصحي و القاذورات . .
و يرى العديد من المتتبعين من ذوي الخبرة، ان ذلك الانفجار السلمي غير المنظم عكسته الشعارات المتناقضة التي رفعها الشباب المتظاهرون في الانبار بداية، و التي عكست الطبيعة الفكرية العاطفية الحماسية، و التخلف و ما انتجته اعمال ارهاب منظمات القاعدة و فلول صدام و غيرها هناك طيلة سنوات، المنظمات التي طردتها عشائر المنطقة بالسلاح بعدئذ، و كرد فعل على الاهمال الحكومي المتواصل لمناطقهم التي تعاني الفقر و البطالة، الامر الذي تسبب بطرد و اهمال ممثلي الحكومة كنائب رئيس مجلس الوزراء، و وزير الدفاع وكالة رغم انهما من عشائر تلك المنطقة، والمعروفة اصولهما السابقة، و بابعادهم لممثلي الحزب الاسلامي الذي يحاول ان يستفيد من ذلك لقائمته الانتخابية، و صرّح عديدون منهم بعدم ثقتهم بـ (السياسيين) .
و يرون ان الشعارات المتناقضة تلك التي رفعها المتظاهرون جاءت في اطار محاولات قدّروا انها يمكن ان تلمّ اوسع الاوساط المتضررة معهم، بدلالة سحبهم لما ذكر منها الدكتاتور المنهار، و استجابتهم لنداءات الشخصيات المعروفة بمواقفها الوطنية و في مقدمتهم العلامة السعدي، حتى تزايد طابعها الوطني الداعي الى التلاحم المذهبي(1) و الديني و المكوّناتي القومي العراقي و الى الاصلاح و الالتزام بالدستور، و حصلت على تأييد التحالف الكوردستاني و تأييد التيار الصدري، و تضامن كتل اصغر و شخصيات برلمانية اخرى .
و فيما يرى عديد من البرلمانيين و من الوجوه الاجتماعية صحة عدد من المطالب التي تتطلب من الحكومة الاسراع في تنفيذها و حضور ممثلين منها لجلسة برلمانية، و صولاً حتى الى الاعتراف بمعارضة برلمانية ان تطلّب الامر . . و الاسراع في ترشيد قانوني (المساءلة و العدالة) و (مادة 4 ارهاب) و انصاف ضحاياهما بسبب التطبيق الانحيازي الثأري لهما كما يؤكدون، بعد ان تكشّفت الكثير من الانتهاكات التي قامت و تقوم بها اجهزة حكومية.
والاّ فأن الاهمال المتعمّد لها من الحكومة القائمة و تلويحها باستخدام العنف و زج الجيش به، في محاولة لتركها نهباً للطائفيين المتطرفين من القاعدة الارهابية، و من جيش النقشبندية الذي يقوده نائب صدام الهارب الدوري الذي يحاول ايجاد موطئ قدم له هناك من خلال كلمته من قطر التي يُحيّي فيها منافقاً الجيش العراقي الذي كان واحداً من غلاة من حطّموا ابنائه في حروبهم المجنونة، ثم اهانوه و اهملوه لعدم استجابته لشحنه بافكارهم العنصرية الشوفينية (2) . .
ان الاهمال المتعمّد لها لمحاولة ايقاعها في فخّ الطائفية في ظروف سوريا الشقيقة المجاورة . . لوصمها بعدئذ بها لضربها عسكرياً، في ظل حكم حزب طائفي يسعى للانفراد بحكم طائفته و للاستحواذ على كل شئ خروجاً عن الدستور، قد لن يزيدها الاّ اشتعالاً و توسعاً بسبب البطالة و الفقر و المطالب الحياتية اليومية، و بسبب التطبيق السئ للقانونين الماريّ الذكر، بعد عشر سنوات من سقوط الدكتاتورية . . الأمر الذي يتطلّب بالحاح الاحتكام الى الدستور، و الاّ فان شبح حرب طائفية اهلية اكثر قساوة من السابق بدأ يحوم، بتقدير مراقبين محايدين.

9 / 1 / 2013 ، مهند البراك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. و ارتفعت فيها شعارات المشاركة باربعينية و مأثرة الامام الحسين و نداء "من الانبار الى الحسين" .
2. بدليل ان ابناء الجيش العراقي هم الذين اشعلوا انتفاضة آذار 1991 حين اطلق ضابط صف غيور النار على جدارية الدكتاتور في البصرة وسط حشود العسكريين، لتسري نيران الانتفاضة الشعبية في العراق من اقصاه الى اقصاه، و بكلّ اطيافه . .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حسن نصر الله يلتقي وفدا من حماس لبحث أوضاع غزة ومحادثات وقف


.. الإيرانيون يصوتون لحسم السباق الرئاسي بين جليلي وبزكشيان | #




.. وفد قيادي من حماس يستعرض خلال لقاء الأمين العام لحزب الله ال


.. مغاربة يجسدون مشاهد تمثيلية تحاكي معاناة الجوع في غزة




.. فوق السلطة 396 - سارة نتنياهو تقرأ الفنجان