الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تجارة المشاعر

بشير ناظر حميد

2013 / 1 / 9
الصحافة والاعلام


عندما نرى هكذا عنوان قد نقف ونفكر ونتأمل ربما، ونتساءل ماذا تعني تجارة المشاعر، وكيف تتم التجارة في أشياء نحسها بداخلنا، كما أنه قد يتبادر إلى الأذهان من خلال العنوان أننا نتحدث في حقل الفلسفة، قطعاً أنها لم تكن فلسفة، وإنما في حقل علم الاجتماع، وبالتحديد في علم الاجتماع الإعلامي، وكيف تستطيع وسائل الإعلام التأثير على عقولنا ومواقفنا اتجاه الكثير من القضايا التي يعاني منها المجتمع العراقي. فنحن عندما نتصفح قنواتنا الفضائية نرى ونسمع الغريب والعجيب من هذه القناة وتلك المحطة، فقد استباحت مشاعرنا وسمحت لنفسها بأن تتسلط على عقول البعض وهي تسرح وتمرح بنا طبقاً لأهواء مالكيها أو مموليها، وهي قد تكون بعيده كل البعد عن روح المهنة وأخلاقياتها، وبنسب متفاوتة ما بين المحطات، كما أنها تنتقي ضيوفها كما تنتقي موضفيها، والأكثر من هذا تنتقي الأفكار التي تناسب ورسالتها التي جاءت بها, وقد تكون هذه الرسالة ضيقة ومحدودة وفئوية وطائفية، وتجد وللأسف من يسمعها ويتداولها في المجالس. وفي ظل الأزمات السياسية التي تعصف بمجتمعنا العراقي وهي غالباً ما تكون أزمات متتالية، فما نكاد نستنشق الأنفاس ونحمد الله للخروج من أزمة إلا ووجدنا أنفسنا بأزمة جديدة وكلام قد لا يبعد عن اتهام هذا الشريك أو ذاك، وهنا تلعب وسائل الإعلام بإشكالها المختلفة دور كبير في إثارة أو تهدءة الأزمة، وما شاهدناه مؤخراً وللأسف من بعض قنواتنا الإعلامية وهي تروج للطائفية والمناطقية تجعلنا نعيد النظر بالعمل على إصدار قانون أو تفعيل القوانين ضد أي مؤسسة إعلامية كانت مقروءة أو مسموع أو مرئية، وهي تحاول شق وحده الصف بين أبناء الشعب العراقي وخصوصاً في ظل الأوقات والظروف الحرجة، مع أيماني ببعض القضايا المطروحة والتي عليها خلاف كبير ولكن ليست مجالها الإعلام، وإنما لدينا القضاء والقانون ولهما كلمة الفصل في كل ما يدور. نحن نعيش في ظل ظروف إقليمية حرجة جداً وإطماع من هنا وهناك ما انزل الله بها من سلطان، وعلى ومؤسساتنا الإعلامية أن تتبنى خطاباً وطنياً يدعو إلى نبذ العنف والتفرقة وأدانت الطائفية بأشكالها المختلفة، ومن يتكلم بها أو يثيرها لأسباب وأطماع انتخابية فهو بحق من يستحق أن يُحاسب ويطبق علية القانون، نحن اليوم بحاجة إلى قنوات إعلامية وطنية هما الشاغل الدفاع عن حقوق المواطن من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال، والإعلام النزيه والوطني الذي يدعو إلى حب الوطن هو به ترتقي الأوطان وتزدهر وهو صورة مشرقة وعاكسة للمجتمعات بكل أشكالها، لهذا فمشاعرنا ومسامعنا وبصائرنا هي أمانه لدى مؤسساتنا الإعلامية وما عليها إلا أن تجعل منها تجارة رابحة لخدمة الوطن وبضاعة ذات منشأ وطني يعتز ويفتخر بها المواطن العراقي في كل بقاع الأرض.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الجامعات الأميركية.. عدوى التظاهرات تنتقل إلى باريس |#غر


.. لبنان وإسرائيل.. ورقة فرنسية للتهدئة |#غرفة_الأخبار




.. الجامعات التركية تنضم ا?لى الحراك الطلابي العالمي تضامنا مع


.. إسرائيل تستهدف منزلا سكنيا بمخيم البريج وسط قطاع غزة




.. غزة.. ماذا بعد؟ | جماعة أنصار الله تعلن أنها ستستهدف كل السف