الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول تمجيد الجيش العراقي

محمد محبوب

2013 / 1 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


يزعجني كثيرا المديح والتغني بامجاد ما يسمى بالجيش العراقي الباسل والأبطال المزعومين لذلك الجيش، وربما لا أبالغ كثيرا اذا قلت أن أفضل قرار أتخذه الحاكم المدني الأمريكي بول بريمر هو حل ما تبقى من تشكيلات ذلك الجيش البائس الذي تم بناءه على اسس وعقائد فاسدة.

هناك فرق كبير بين المهنية والعبودية، ولم يكن عبدالجبار شنشل وسلطان هاشم وغيرهم من ضباط ذلك الجيش المنحل سوى عبيدا اذلاء للدكتاتور المقبور حيث كانوا يتفانون في أظهار الولاء والطاعة له على حساب مصلحة الوطن وكرامة الجندي العراقي، ساعد امثال عبدالجبار شنشل الذين ادمنوا العبودية على اطالة عمر الظلم وتسببوا بخسائر كبيرة فادحة للوطن وورطوا البلاد في حروب عبثية ازهقت فيها ارواح مئات الالاف من العراقيين.

هل يستحق ذلك الجيش الفاسد المنحل مايجعلنا نشعر بالفخر او بالحزن من اجله، ام انه الحنين الى سطوة تلك العسكرية التي باعت نفسها للشيطان وتحولت الى اداة قمع بيد الدكتاتور ، أقول لو كان لدينا جيشا مثل الجيش المصري أو الجيش التونسي اللذان رفضا وبشرف العسكرية التورط في قمع وقتل المتظاهرين، لحق لنا أن نفخر بذلك ، ولكننا للأسف أزاء جيش تلطخت جنازير دباباته بدماء العراقيين، جيش كان دائما منذ تأسيسه عام 1921 جاهزا في الشارع لقتل وقمع المواطنين.

أن اردت رأيا حقيقيا في ذلك الجيش المنحل، لا تسأل الضباط الذين لازالوا يشعرون بحلاوة العطايا والامتيازات التي حصلوا عليها كثمن لقيامهم على الدوام باستعباد الجندي العراقي ومسح الارض بكرامته ، واستغلاله ابشع استغلال عرفته العسكرية في تاريخ العالم ، بل سل ذلك الجندي العراقي الذي فقد حياته وكرامته ، عقيدة ذلك الجيش المنحل بنيت على فكرة أهانة الجندي العراقي والتنكيل به والتعامل مع الجندي ليس بصفته مواطنا عراقيا يؤدي شرف الخدمة العسكرية للوطن، بل بصفته أسير من جيش معاد أو في حالة افضل فردا من جنود السخرة العثمانية.

ليرحل مجرموا ذلك الجيش المنحل غير مأسوف عليهم، لن نحتاج لخبرتهم في العبودية للطغاة وتلطيخ شرف العسكرية في الوحل والتسبب في أزهاق أرواح مئات الألاف من العراقيين على الحدود في الحرب العراقية الأيرانية وفي حرب الكويت وفي قمع وقتل المواطنين العراقيين في الداخل.

اي فخر هذا يزعمه البعض للعراقيين من جميع الاتجاهات والاعراق والقوميات والاديان والمذاهب يشعرون به أزاء ذاك الجيش الذي لم يكن سوى مطية خانعة بيد الطاغية، اي تمجيد يستحق على بحر الدماء التي سالت على حدود الوطن وفي شوارعه ام على على أشلاء الجنود العراقيين الذين غيبتهم الرمال، ام على الأعراض التي أنتهكها ضباط ذلك الجيش المنحل أو على الأيتام الذين فقدوا أبائهم في حروب عبثية، هل نحتفل بهزيمة ذلك الجيش المنحل في حرب الكويت التي جعلت كبار ضباطه الجبناء يتخفون بملابس النساء ويهربون تاركين الجندي العراقي في رمال الكويت أو على طريق الموت بمواجهة الآلة العسكرية الأميريكية.

جيش كان يعتنق عقيدة تمريغ كرامة الجندي في الوحل، جيش التزحيف وحلاقة الشعر نمره صفر وجيش الرشى والتنكيل بالجندي لايستحق التمجيد، جيش كان يجعل من الضباط انصاف آلهة ومن الجنود عبيد بلا كرامة.

اذا كان لابد من الاحتفاء فهو للجيش العراقي الجديد الذي نبذ التجنيد الاجباري سيء الصيت الذي كان يشبه اعمال السخرة العثمانية في غياب كرامة الجندي، واليوم جنود الجيش العراقي الجديد متطوعون واحرار في الاستمرار في الخدمة او الاستقالة، كما انهم وحسب ماسمعت من جنود عديدين يحظون بمعاملة كريمة من الضباط وأتمنى ان تكون هذه المسموعات صحيحة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الجندية والاذلال
أمير ( 2013 / 1 / 9 - 22:23 )
طالما هناك تجنيد ألزامي فهناك اذلال وعبودية وفعلا كما قال السيد الكاتب ان الجندي المساق الى العسكرية اجباريا يعمل ويتعامل معه كأنه اسير ! علما اني لم اكن عسكريا في يوم من الايام ولكني كنت وغيري نلاحظ ونلمس هذه الحالات داخل المدن وحتى في الحافلات اثناء السفر ..فكيف يكون حاله اذن داخل المعسكر وتحت سطوة الاوامر ؟!!

اخر الافلام

.. استمرار التظاهرات الطلابية بالجامعات الأميركية ضد حرب غزّة|


.. نجم كونغ فو تركي مهدد بمستقبله بسبب رفع علم فلسطين بعد عقوبا




.. أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يبحث تطورات الأوضاع


.. هدنة غزة على ميزان -الجنائية الدولية-




.. تعيينات مرتقبة في القيادة العسكرية الإسرائيلية