الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما يفرض النص قوانينه:الإعلان عن القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية

خلود العدولي

2013 / 1 / 10
الادب والفن


إثر ندوة صحافية انتظمت عشية الأربعاء 9 جانفي 2013 بالمسرح البلدي بتونس تم الإعلان عن القائمة القصيرة ذات الستة عناوين لجائزة البوكر العربية من قبل لجنة تحكيم الجائزة التي تعرف عليها الجمهور العربي لأول مرة .تنوع الجمهور بين ثلة من الصحفيين و المفكرين و المبدعين التونسيين و العرب و الجمهور المثقف المهتم بالأدب و الرواية خصوصا.و قد استهلت الندوة بكلمة رئيس إتحاد الناشرين التونسيين "النوري عبيد" التي شكر فيها ثقة مؤسسة البوكر العالمية لاختيارها تونس من اجل الإعلان عن القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية و لمزيد التعريف بهذه الجائزة و التحفيز على القراءة و النشاط الأدبي و الفكري.كما عبرت كلمة السيد وزير الثقافة "مهدي مبروك" على امتنانه لهذه الثقة في المشهد الإبداعي التونسي و يقول"إن هذا يحملنا مسؤولية عظيمة على عاتقنا و هي ضمان حرية الإبداع و جعل الرواية خفّاقة و مشعة في تونس.كما ان هذه الجائزة بالذات صارت تعتبر موعدا متجددا لاكتشاف اصوات روائية جديدة في العالم العربي بالإضافة إلى أنها تمثل جسر ثقافي بين اللغات الفرنسية و العربية و الانكليزية و غيرها,لينفتح بذلك الأدب العربي على أفق كوني" كما أكدت لجنة التحكيم على دور الرواية بالذات في القرن الواحد و العشرين كخارطة رمزية موحدة مازالت صامدة في جمع الشعوب.تكونت لجنة التحكيم من خمسة أشخاص برئاسة عالم الاقتصاد و الكاتب المصري "جلال امين" كذلك "علي فرزات" رئيس اتحاد رسامي الكاريكاتير العرب و "بربارا ميخالك-بيكولسكا" الأكاديمية والباحثة البولندية التي تشغل منصب أستاذة الأدب العربي في كلية الآداب بجامعة ياغيلونسكي في كراكوف أيضا "صبحي البستاني" الناقد الأكاديمي اللبناني و "زاهية إسماعيل الصالحي"لأستاذة في جامعة مانشستر والمختصة بالأدب العربي. صرح السيد "جونثان تيلور " رئيس مجلس امناء الجائزة بأن للجائزة هدفين هما:الاعتراف بقيمة الأدب العربية و مكافأتها أما الهدف الثاني فهو ضمان انتشار هذا الأدب عبر الترجمة و النشر .و قد اضاف جونثان تيلور :إن كل الفائزين بجائزة البوكر العربية قد تمت ترجمة أعمالهم أو هي بصدد الترجمة للغات الفرنسية و الإنكيليزية و الإسبانية و غيرها..و ان جائزة البوكر العربية في عامها السادس تبدو حريصة على تحقيق اهدافها و على النهوض بالرواية في العالم العربي كما انها عكست نموذج المصداقية و الشفافية في اختيار النصوص الفائزة"و خلال الندوة الصحافية,أكد أعضاء اللجنة و خصوصا رئيسها السيد "جلال امين" على صعوبة أختيار القائمة القصيرة و ما رافقها من جهد في إعادة قراءة النصوص و المداولات الدقيقة و المطولة كما أنه اكد أن النص كان الفاعل الوحيد في عملية الإختيار و ان الجنس و الدين و الجنسية أو شهرة الكاتب مع عدمه لم تؤثر في قرار اللجنة.ضمت القائمة ستة روايات من ستة بلدان مختلفة و هو ما عبرت عنه اللجنة "بالصدفة " و هم بالترتيب الأبجدي:
-أنا٬ هي والأخريات للكاتبة اللبنانية جنى فواز الحسن عن الدار العربية للعلوم ناشرون
- القندس للكاتب السعودي محمد حسن علوان عن دار الساقي
- ساق البامبو للكاتب الكويتي سعود السنعوسي عن الدار العربية للعلوم ناشرون
- سعادته السيد الوزير للكاتب التونسي حسين الواد عن دار الجنوب
- مولانا للكاتب المصري ابراهيم عيسى عن مؤسسة بلومسبري- قطر للنشر
- يا مريم للكاتب العراقي سنان أنطون عن منشورات الجمل
وصف جلال أمين رواية "انا,هي و الأخريات" لجنى فواز بأنها رواية تتسم بالإبتكار و الحكي الجذاب و بأنه فتن بها لما اعتمدته الكاتبة من تحليل نفسي لنفسية المرأة العربية بنظرة فلسفية عميقة.أما رواية "القندس" لمحمد حسن علوان فقد علقت عليها الأستاذة "زاهية إسماعيل الصالحي" بأنها رواية تتحدى الأفكار المسبقة و النمطية عن الإنسان السعودي و المسلم عموما و تصور حالات الإنفصام و الإزدواج النفسي التي يعيشها العربي الآن.رواية "ساق البامبو" لسعود سنعوسي قالت فيها الأستاذة "باربرا" بأنها تعكس اهم قضايا الكويت مثل البحث عن الجذور و الهوية و فيها مقارنة بين الكويت و الفلبين و محاولة البطل لإيجاد ذاته الحقيقية بين هويتين مختلفتين. أما رواية "سعادته السيد الوزير" لحسين الواد و التي قوبلت بتصفيق حار من الجمهور التونسي فقد علق عليها "علي فرزات" و قال بأنها رواية قريبة من اعماله النقدية,تتراوح بين الجد و الهزل و تصور مأساة وزير بطريقة الكوميتراجيديا أو المأساة السوداء و قد صورت الصراع بأدوات فنية متميزة.حضت رواية "مولانا" لإبراهيم عيسى بتعليق "صبحي البستاني" الذي عبر عن اعجابه بطريقة الراوي في خلق شخصية ظريفة تصور عمق المجتمع المصري و تعقيداته و قد تناولت الرواية هذه المواضيع بطريقة ساخرة و كوميدية. أما الرواية الأخيرة "يا مريم" فقد قالت فيها "زاهية اسماعيل الصالحي" بأنها عبارة عن نداء استغاثة يوجهه البطل عند موته في كنيسة بغداد.تعكس الرواية وضعية الأقليات المسيحية في الأوطان العربية في ظل عد التسامح الديني و الطائفية التي تعم البلاد في السنوات الأخيرة"
أسئلة الجمهور تمحورت حول "شروط المشاركة" حيث تمت إثارة بند "ترشيح الرواية من قبل دار النشر" و التأكيد بأن هذا البند قد يظلم الكاتب بشكل من الأشكال.كما طرت مسألة الهاجس السياسي في الروايات الفائزة لهذا العام و التي نفتها لجنة التحكيم بالتأكيد على البعد الاجتماعي و الإنساني للروايات.حضي "الربيع العربي" ايضا بجانب من اسئلة الجمهور عن وجوده من عدمه في الروايات الفائزة,وقد صرحت اللجنة بأن العديد من الروائيين عمدوا إلى إضافة فصول أخيرة إلى رواياتهم للحديث عن الثورات و "الربيع العربي" و كأنه من الواجب عليهم إلحاق ذلك بالسير الطبيعي للرواية و هو ماجعلهم غير قادرين على إيجاد نص أبدع في التطرق لموضوع الثورات العربية حتى اللآن.أخذت القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية بنحت صورة جديدة للمشهد الثقافي العربي ذات معايير و مقاييس مختلفة,حيث لم يعد للكاتب و شهرته من دور في فوزه.احتل النص مقام الكاتب و صار للنص كيان خاص قادر على القيام باستقلالية و التخاطب مع المتلقي و لجنة التحكيم.فغياب أسماء ك"واسيني الأعرج" و "إلياس الخوري" و غيرهم بين أن جودة النص وفرادته و حرفيته الفنية هو ما يزيد او ينقص حظوظ النص في الفوز.المكان الآن للنص وحده و ظهور اسماء جديدة و غير معروفة هي ماسيدفع ادباء شبان للإيمان أكثر بحظوظهم والمشاركة في الجائزة و بالتالي إعطاء دفعة جديدة للقلم العربي الشاب الذي يمكن أن يقدم الكثير ما إن تتوفر له الحوافز و التسهيلات في النشر و الترجمة.

خلود العدولي
13/01/2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل