الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما قالته الفراشة لزهر اللوز ج (4)

ختام محمد

2013 / 1 / 10
الادب والفن


مرَّ يوم واثنان ونشيدكَ لم أعد اسمعه ،،وكأنَّ الكرميد فوقَ بيتي قد تكسر ،،أبكِ فتسمعني ،،تبتسم
فأزيد في البكاء ،،أمنحكَ ابتسامة تمنحني طعنة أخرى ،،متناقض في الحديث ،في الحب ،،في كل شيء
ولكنكَ راكعاً تأتيني حينَ يغني خلخالي ،،صوتكَ من بعيد قفير وفقير لا يحمل الا الاغاني المشَّردة ،،
حتى الغيم اعتزل عن عزف الموسيقى والسماء سكنتها شياطين الظلام
،،قل لي كيفَ خرج اليمامُ من ثقبِ الوجع ليطير وكيفَ ارتدى خمار اللغة ليأتي بي اليكَ ،،
هل وقعَّ الرمل على وثيقة رحيلي أم حتى الان لم يُقبله فاه الشاطئ ويُخفي آثار القبلات ،،
خمركَ ينسكبُ في كأسي بجنون وأنا أشتهي لانسكب فيكَ ،،
على مرور أيام كان حائط الحديث لديكَ يتآكل بفعل عوامل صمتكَ المتكرر ،،
وكأني بتُ أسكن في قرية قد تكالب عليها الهكسوس
ثمَّ تأتي لتسألني هل نجوتِ ؟؟
وكيفَ أنجو من مخالب غربتكَ التي ما زالت حتى تلك اللحظة تنهش بجسدي ،،كيفَ أنجو وبحر اليونان فائض
كيفَ أنجو من الا شجار التي تطلق أصواتاَ مرعبة في المساء وأنا جالسة في كوخي وحيدة ،،
لو تعلم حجم الخوف الذي يعيش داخلي ،،
وحينَ أذهب لسريري كي أشعر بالراحة يزيد تعبي ،،أمسك بوسادتي أحتضنها لساعات ،،
أشم رائحتكَ فيها ،،أتذكر كيفَ كنتَ حينَّ تبدأ باغماض جفنيكَ على ملامحي
وأنا من شدة شوقي اليكَ أبدأ باللعب بخصلاتكَ التي تُشبه الفجر حينا وتشبه المساء حينا آخر ،،
كيفَ تدلى عنق العنب فوقَ سطح بيتكَ الى شرفتي وغمز لي ثمَّ بدأَ بالجفاف
،،كم أنتَ قاسياً أقسى من السنديان ،،ولاني الان لا أعرف الطريق اليكَ
أمشي كإمرأة عجوز قد لعنها الزمن بتقوس في الظهر ،،دربكَ ممتلئ بالعوسج لكن دربي ممتلئ بالحرير وبالفراشات ،،
ألم أقل لكَ أني فراشة حطت على كتفكَ دون أن تدري أنتَ
،،؟؟
تَذكُر يومَ أمسكتَ كمشةٍ من الندى ووضعتَ فيها من عرق جبينكَ الطاهر ثم أرسلتها لحديقتي التي تُنشد باسمكَ دوماً ،،
وكيفَ كنتُ أعبر اليكَ دون حواجز ،،،
اذا لا تذكر كيفَ كانت أمي تُحيك لي تلك القبعة التي أعجبتكَ ولا تذكر ذاكَ القميص الازرق حينَ ارتديه تلونت عيناكِ به ،،
وكأن السماء انحنت لتقبلهما ،،
امسك الناي وابدأ بعزف تبعثري فوقَ الاقحوان واللوز وغني للنرجس الذي ماتَ من أجلك ،،
لا تتوقف عند الخيط الابيض الذي خلقه الله ليحيط جبين الفجر ،،
غنِ ولا تتوقف عند طعنات العوسج لقدمي ،،واملأ سريري بالشوك والخناجر
حين تأتيني فمساحاتي لكَ شاسعة ،،سأحتضنكَ والدم يتساقط من جسدي
سأحتضنكَ بشوق ولن أختبئ منكَ في القبو بل سأمنحكَ عشقي وامرأة لا تتكرر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل